دمشق - العرب اليوم
تشهد مناطق شرق الفرات هدوءاً حذراً، بعد انتهاء نحو 48 ساعة من القتال الشرس بين "قوات سورية الديمقراطية" ومقاتلي تنظيم "داعش" في معارك طاحنة تسببت بمقتل أكثر من 130 مقاتلاً من الطرفين.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتكاب طائرات التحالف الدولي مجزرة جديدة في بلدة الشعفة، الواقعة ضمن الجيب الأخير للتنظيم، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث أدى القصف على البلدة إلى مقتل 14 شخصاً على الأقل بينهم 5 أطفال و4 نساء، ولا يزال العدد قابلاً للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة، ليرتفع إلى 31 بينهم 10 أطفال و7 نساء عدد الذين قضوا خلال الـ48 ساعة الأخيرة في غارات للتحالف الدولي على جيب التنظيم.
وكان المرصد وثق مقتل 47 مقاتلاً على الأقلّ من "قوات سورية الديمقراطية" يومي الجمعة والسبت في هجمات شنّها تنظيم "داعش" في شرق سورية.
واستهدفت هجمات التنظيم المتشدد قريتي البحرة وغرانيج إضافة إلى منطقة قريبة من حقل التنك النفطي الذي تستخدمه قوات سورية الديمقراطية كموقع عسكري.
من جهته، تحدث موقع "دير الزور 24" الذي تديره مجموعة من ناشطي المنطقة عن تواصل قصف طائرات التحالف الدولي على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في ريف دير الزور الشرقي، وأن الغارات تسببت بمقتل عشرات المدنيين، الذين يضطر الأهالي لدفنهم في مقابر جماعية.
وكانت قوات سورية الديمقراطية قد أعلنت افتتاح ممر آمن لخروج المدنيين من مناطق "داعش"، بيد أنّ الأمر تعثر نتيجة رفض التنظيم أن يكون الممر في بادية الشعفة، وإصراره على أن يكون من هجين باتجاه بلدة البحرة.
هذا وتعاني مناطق سيطرة "داعش" بريف دير الزور أوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة، نتيجة المعارك المتواصلة في المنطقة، وتعرض المناطق الخاضعة له لحصار مشدد لم يدخل إليها أي مواد منذ عدة أشهر.
وبدأت قبل أيام أزمة قمح شديدة نفد معها المخزون لدى الأهالي ولا يزال هناك أكثر من 6 أشهر لنضج محصول القمح في المنطقة. كما أن المواد الطبية هناك شبه معدومة.
يشار إلى أن تنظيم داعش يسيطر على مدينة هجين وعدد من القرى في شرق الفرات، وتتعرض لقصف يومي من التحالف الدولي وقوات الأسد وقسد. وتشن قوات سورية الديمقراطية منذ سبتمبر/أيلول هجوما على آخر جيب لتنظيم داعش في شرق سورية، لكن تقدمها بطيء.
ويظهر مقاتلو تنظيم "داعش" مقاومة شرسة في هذا الجيب غير البعيد من الحدود العراقية، ويشنون على الدوام هجمات مضادة دامية دفاعا عن المنطقة التي يسيطرون عليها في محافظة دير الزور.
أرسل تعليقك