تقرير أممي يفضح فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصورها
آخر تحديث GMT06:35:49
 العرب اليوم -

أكد أن الجرائم مستمرة هناك لأن الإفلات من العقاب متجذر ولا أحد يحاسب

تقرير أممي يفضح فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصورها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تقرير أممي يفضح فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصورها

جنوب السودان
الخرطوم ـ جمال إمام

هناك حروب يبدو أنها تمر دون أن يلاحظها أحد، إلا أن انتهاكات حقوق الإنسان خلالها يمكن أن تجعلها تحظى باهتمام عالمي أكبر بكثير.

وقالت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية إن التقرير الأممي الذي نُشر الأسبوع الماضي عن "جنوب السودان" يعد مثالا على ذلك.  ووفقا لهذا التقرير المسهب، فإن هناك عدداً لا يحصى من انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان، تجعلها واحدة من الدول التي تتم إضافتها إلى فئة الدول الفاشلة حديثا.

وعلى الرغم من المحاولات الأخيرة لوقف إطلاق النار والحرب الأهلية والتوافق السياسي بين الأطراف المتحاربة التي تقاتل من أجل السيطرة على موارد الدولة الجديدة واحتياطياتها النفطية ، فإن تقرير لجنة حقوق الإنسان في جنوب السودان ، يكشف عن انتهاكات مستمرة، قد تصل إلى جرائم حرب خطيرة.

وتشير الاحصائيات إلى أن هناك 60٪ من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي ، في حين أن عدد السكان يزيد قليلاً عن 12 مليون نسمة يشمل 2.2 مليون لاجئ و 1.9 مليون مشرد داخليًا، فإنه في بعض المناطق، هناك 65 ٪ من النساء و 36 ٪ من الرجال يتعرضون للانتهاكات الجنسية.

وتقول الأمم المتحدة إن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم والتي تحدث في جنوب السودان ستحتاج إلى 1.5 مليار دولار (1،1 مليار جنيه استرليني) من المساعدات للمواطنين الذين لا يزالون داخل البلاد و 2.7 مليار دولار للاجئين .

اقرأ أيضا:محاكمة عسكري بارز في جنوب السودان بتهمة الخيانة

كما أصبح جنوب السودان أكثر الأماكن غير الآمنة للعاملين في المجال الإنساني ، حيث قُتل 14 شخصًا في البلاد العام الماضي.

ولكن في التفاصيل الدقيقة ، يظهر رعب جنوب السودان ، بعد ثماني سنوات من الاستقلال حيث تظهر قصص الانتهاكات الأكثر فداحة لحقوق الإنسان في كل مكان تقريبا مرتبطا بالنزاع في أماكن مثل الإقليم الاستوائي، وولاية "الوحدة"، والتي ظلت لفترة طويلة محورا للعنف.تقرير أممي يفضح فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصورها

وقالت رئيسة اللجنة، ياسمين سوكا، في بيان حول النتائج التي توصل إليها التقرير: إن "هناك نهجًا مؤكدًا يتمثل في مهاجمة المقاتلين للقرى وأخذ النساء كرقيق للجنس، ونهب وحرق المنازل".

وأضافت: "أصبحت أعمال الاغتصاب الفردية والجماعية، وتشويه الأعضاء التناسلية، والاختطاف، والعبودية الجنسية، وأيضا القتل، أمرًا شائعًا في جنوب السودان"، مؤكدة أن "ذلك يحصل بسبب الإفلات من العقاب".

وعلى الرغم من أن هذه النتائج صادمة، إلا انها لا تقترب من تصوير الواقع بشكل كبير حيث أن ربع ضحايا العنف الجنسي ، هم أطفال لا تتجاوز أعمارهم سبع سنوات، كما يتم تجنيد الأطفال بشكل متزايد من قبل الأطراف المتحاربة. ويتحدث التقرير عن أشخاص محتجزين منذ سنوات وتعرضوا للتعذيب حتى الموت في مراكز اعتقال سرية .

وقال محرر الـ"غارديان بيتر بومونت: "خلال زيارتي لجنوب السودان في العام الماضي ، أجريت مقابلات مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان ، بما في ذلك أولئك الذين فروا من القتال الأخير في مقاطعة "الوحدة"، ولجأوا إلى المساحات الشاسعة من الأهوار حول نيال.. كانت القصص التي قالها هؤلاء الناجون مروعة ، لكن التفاصيل التي جمعها أعضاء لجنة الأمم المتحدة ، ومجرد حجم انتهاكات حقوق الإنسان المذكورة ، تفوق إلى حد كبير تلك القصص".

أما عضو اللجنة أندرو كلابهام فقد أعلن في مؤتمر صحفي في جنيف يوم الأربعاء الماضي أنه "لا شك في أن هذه الجرائم مستمرة لأن الإفلات من العقاب متجذر في جنوب السودان، والتي جعلت الانتهاكات تصل إلى اغتصاب وقتل الشباب وكبار السن".

وأضافت اللجنة في تقريرها: أن "الجيش والأمن القومي والمخابرات العسكرية والقوات المتمردة والجماعات المسلحة التابعة لها ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ، كما أن هناك قائمة سرية من المشتبه بهم تضم قادة الجيش والمعارضة ، وحاكمَيْ ولايتين ومفوض محافظة وعلى الرغم من أن الأطراف المتحاربة الرئيسية في جنوب السودان وقعت اتفاق سلام في سبتمبر/أيلول ، إلا أن العنف لا يزال واسع النطاق ، وخاصة الاغتصاب".

ووصف التقرير حالات الاغتصاب التي ارتكبت خلال القتال في ولاية "الوحدة" في الربيع الماضي ، وأضاف وفقا لأحد الشهود أنه :" تم اغتصاب امرأة كانت لا تزال ولدت طفلها منذ شهر، كما تم اغتصاب فتيات تتراوح أعمارهن بين 7 إلى 10 سنوات وقام جنود بتشويه الاعضاء التناسلية لامراة بعد أن اغتصبوها".

وتابع:  ماتت بعض النساء نتيجة تعرضهن للاغتصاب ، بينما روى أحد الشهود كيف تم قتل فتاة شابة بعد تعذيبها لأنها كانت ترفض اغتصابها جماعيًا".

كما أشارت اللجنة في تقريرها الى  مقتل سجناء على أيدي قوات الأمن في وحول المقر الأمني في البيت الأزرق في جوبا. ووصف أحد الشهود عمليات القتل في موقع قرب مدينة "ياي" حيث كان يتم احتجاز الضحايا في حاويات.

وأشارت اللجنة إلى أن الأوضاع قد تدهورت بشكل كبير، منذ التقرير الذي قدمته لمجلس حقوق الإنسان في ديسمبر/كانون الأول 2017 حول نطاق جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي في جنوب السودان.  وأكد التقرير أن السلام الدائم يتطلب سعيا حقيقيا للمساءلة والعدالة بما يلبي احتياجات آلاف الضحايا.

وقد واصلت اللجنة توثيق الانتهاكات وإعداد الملفات الخاصة بالجناة وحفظ الأدلة لتقديمها لأي عملية مساءلة مستقبلية

قد يهمك أيضا:الكويت تجدد دعمها للعملية السياسية في جنوب السودان

جوبا تجري وساطة بين الخرطوم والمعارضة المسلحة لإنهاء الحروب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير أممي يفضح فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصورها تقرير أممي يفضح فظائع انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان لا يمكن تصورها



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab