شارك عشرات الآلاف من أنصار "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، اليوم السبت، في مسيرة جماهيرية حاشدة بذكرى انطلاقتها الـ 50 (اليوبيل الذهبي) تحت شعار "لا لصفقة العصر، نعم لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية، نعم للقدس عاصمة فلسطين الأبدية".
وانطلقت المسيرة من متنزه بلدية غزة وصولاً إلى مكان المهرجان المركزي في مفترق فلسطين وسط المدينة ، بحضور الصف الأول من قيادة الجبهة الديمقراطية وكوادرها، وصف واسع من قيادات القوى الوطنية والإسلامية، وحشد من الشبيبة والمرأة والعمال، وذوي الشهداء والأسرى والشخصيات والمؤسسات الوطنية والمجتمعية والأكاديميين والمخاتير ورجال الإصلاح وحشود جماهيرية واسعة، وجمع واسع من وسائل الإعلام.
أقرأ أيضا : السفير الهرفي يستقبل مدير عام شؤون البيئة في وزارة الخارجية الفرنسية
و تحرك مسير عسكري مهيب للمئات من مقاتلي "كتائب المقاومة الوطنية" الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، مدججين بعتاد عسكري لافت من قذائف صاروخية وأسلحة متوسطة وبنادق قناصة، انطلق من مفترق السامر وصولاً الى مكان المهرجان المركزي، يتقدمهم فرقة كشافة لاتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني، تعزف على وقع أغاني الجبهة الديمقراطية والأهازيج والهتافات الوطنية، يتوسطهم الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الديمقراطية وصور الأمين العام نايف حواتمة، وصور الشهداء والأسرى.
وبدأ المهرجان بترحيب من عريف المهرجان أحمد أبو حليمة عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية بكلمات حماسية ، متحدثاً عن انطلاقة الجبهة الـ50 في الكفاح المسلح والانتفاضة والمقاومة الشعبية، وفي النضال لصون وحدة الشعب وقضيته وحقوقه تحت راية منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد، من أجل العودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ودفاعاً عن حق العودة والقضايا الاجتماعية والإنسانية والحياتية للاجئين.
ثم وقف المشاركون على عزف النشيد الوطني الفلسطيني، ومن ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين وحركات التحرر في العالم.
وألقى صالح ناصر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية وأمين إقليمها في قطاع غزة، كلمة الجبهة المركزية أمام الجماهير المحتشدة، نقل فيها "تحيات حواتمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتقدّم الصفوف دفاعاً عن الشعب والثورة والوطن، في الذكرى الخمسين لانطلاقة الجبهة الديمقراطية"، موجهاً "تحية المجد للشهداء الذين رووا بدمائهم هذا الدرب المجيد، وتحية الفخر للأسرى خلف قضبان سجون الاحتلال، والتحية للجرحى متمنياً الشفاء العاجل لهم، وعاهد شعبنا على مواصلة هذه المسيرة المثابرة، التي امتدت نصف قرن من العطاء والتضحيات والمبادرات السياسية والمقاومة النوعية، حتى تشرق شمس الحرية والاستقلال والعودة."
وقال ناصر: "ما يميز هذه الذكرى هذا العام، أنها ذكرى اليوبيل الذهبي للجبهة الديمقراطية، وخلال 50 عاماً من النضال بنت الجبهة ثلاثة أجيال من المناضلين حملت هذا الصرح على أكتافها، في الميادين كافة، فكرياً، وسياسياً، وتنظيمياً، وجماهيرياً، وعسكرياً، وقادته في مواقعه القيادية المتقدمة في التحام مع نضالات شعبنا وتضحياته، بآلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والمعوقين، صنعوا بدمائهم وآلامهم وعذاباتهم وعرقهم لشعبهم مجده النضالي، وعمدوا وحدته الوطنية بوحدة قضيته وحقوقه في مناطق تواجده كافة".
وأضاف: "نحتفل باليوبيل الذهبي كفعل نضالي لاستنهاض قوى شعبنا وحركتنا الوطنية وتوحيد صفوفها لمجابهة التحديات الخطيرة التي تحدق بقضيتنا الوطنية، وهي تتعرض لمحاولات التصفية على أيدي الولايات المتحدة بخطواتها العدوانية الهادفة إلى تنفيذ " صفقة القرن"، وعلى أيدي الاحتلال الإسرائيلي بهجمته التوسعية الاستيطانية التي بلغت ذروتها بإقرار قانون "القومية العنصري" الذي ينكر وجود شعبنا ويتنكر لحقه في تقرير المصير ويؤسس لإقامة "إسرائيل الكبرى" على كامل أرض فلسطين التاريخية، وفي ظل واقع عربي أبرز سماته هرولة بعض الأنظمة العربية الرسمية للتطبيع مع الكيان طعنة قاسية لنضال شعبنا الفلسطيني وحقوقه الوطنية".
وأكد ناصر أن "مواجهة هذا الخطر الداهم تتطلب مغادرة مستنقع أوسلو وشق مسار جديد لإستراتيجية كفاحية بديلة ترتكز على استنهاض المقاومة الشعبية وصولاً إلى انتفاضة شعبية شاملة، وتطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني بالتحرر من التزامات أوسلو المجحفة، بسحب الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني ووقف العمل باتفاق باريس الاقتصادي، وعزل إسرائيل دولياً، ونقل القضية الوطنية إلى الأمم المتحدة بثلاثة مشاريع، العضوية العاملة لدولة فلسطين، الحماية الدولية لشعبنا وأرضنا ضد الاحتلال، والدعوة لمؤتمر دولي بإشراف الأمم المتحدة ورعاية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وبموجب قرارات الشرعية ذات الصلة، وبسقف زمني محدد، وبقرارات ملزمة، بما يكفل الفوز بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194 الذي يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948."
وشدد القيادي في الجبهة الديمقراطية على أن "حمل أعباء المواجهة الحاسمة مع الاحتلال وحماته الأمريكيين يتطلب التعجيل بإنهاء الانقسام المدمر ووضع حد لحالة الاستقطاب الثنائي بين فتح وحماس وانسداد أفق المصالحة، بالعودة إلى الشعب عبر انتخابات شاملة للرئاسة والمجلسين التشريعي والوطني، باعتبارها حق للمواطن لاختيار قادته وممثليه".
ودعا ناصر إلى "حوار وطني شامل على أعلى المستويات من اجل التوافق على شروط إجراء الانتخابات بحيث تضمن حريتها ونزاهتها، وشمولها للضفة الفلسطينية، بما فيها القدس، وقطاع غزة، وبمشاركة جميع القوى الفلسطينية وقبولها لنتائجها، تحت إشراف حكومة انتقالية يتم التوافق عليها من قبل الجميع".
وأردف قائلاً: " إن هذا هو السبيل لاستعادة الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ولإعادة الاعتبار لقيم الشراكة الوطنية واحترام التعددية والديمقراطية التوافقية بديلاً لنهج التفرد والاستبداد وتغول السلطة الذي استفحل في ظل الانقسام وبات يستلب حقوق المواطنين وحرياتهم وكرامتهم".
وأضاف: " إن الجبهة الديمقراطية تحيي ولادة التجمع الديمقراطي الفلسطيني أداة للنضال من اجل إنقاذ حركتنا الوطنية من مأساة الانقسام، ومن اجل شق مسار جديد يحررها من قيود أوسلو، ومن أجل الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق المواطنين، من أجل المساواة التامة للمرأة وتمكين الشباب، ومن أجل الحقوق المشروعة للعمال والمزارعين والموظفين وسائر الكادحين، وبشكل خاص على ضرورة استئناف الحوار المجتمعي لتعديل وتطوير قانون الضمان الاجتماعي بما يضمن الحماية الاجتماعية والعدالة لفئات العاملين كافة، وأن صون حق المواطن في العيش الكريم هو سبيل تعزيز الصمود في معركة التحرر من الاحتلال".
وأكد عضو المكتب السياسي، أن الجبهة الديمقراطية "ستبقي صمود شعبنا الأولوية على جدول الأعمال، ولا يمكن أن تقبل بمعاناة شعبنا التي تتفاقم نتيجة استمرار الحصار الظالم، ولن تقبل التلاعب بأرزاق الناس وإنهاكهم بالضرائب والجمارك بدلاً من التخفيف من معاناتهم وإيجاد حلول عملية لمشاكلهم الحياتية والإنسانية"، مطالباً "السلطة الفلسطينية بإلغاء الإجراءات الجائرة على القطاع والتي تزيد من معاناة شعبنا."ودعا لتعزيز الحريات العامة والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والحق في التجمع والعمل السياسي، وتجريم الاعتقالات على خلفية الانتماءات التنظيمية والسياسية.
وتابع ناصر: "إن الجبهة الديمقراطية تشيد بنهوض الحركة الجماهيرية واستعداداتها النضالية العالية وتضحياتها الكبرى، في الضفة والقدس، في الخان الأحمر، ومسيرات العودة وكسر الحصار في غزة، وتدعو لبناء الإطار القيادي الموحد لتأطير ورسم آليات نضالها في مواجهة "صفقة القرن" والاحتلال والاستيطان".
وحيا "أهل القدس، الذين أفشلوا مؤامرة البوابات والإجراءات الاحتلالية التي استهدفت المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً، داعياً لتوحيد المرجعية لأهلنا في القدس وتوفير عوامل الصمود لبقائهم شوكة في حلق الاحتلال". كما حيا "جماهير شعب الــ 48 ونضالاتهم ضد المشروع الإستيطاني ومنظومة القوانين العنصرية، موجهاً التحية لشعبنا الصامد في الضفة والقدس وفي مخيمات اللجوء والشتات، ولكل من وقف ويقف إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني من أحرار العالم، وفي مقدمتهم فنزويلا".
وختم ناصر كلمته في العيد الخمسين للجبهة بالقول: إن «الجبهة الديمقراطية وهي تودع عاماً من أعوامها النضالية الحافلة بالتضحيات، وتستقبل عاماً جديداً مثقلاً بالواجبات والاستحقاقات والتحديات، تجدد التأكيد على وفائها لشعبها وقضيته وحقوقه وتضحيات شهدائه وجرحاه وأسراه ومناضليه، إلى أن يتحقق النصر لشعبنا، ويفوز بحقوقه الوطنية المشروعة كاملة، ويندحر الاحتلال والاستيطان عن أرضنا المحتلة».
وتلقى المهرجان سيل من البرقيات المهنئة لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الـ50 من مختلف الفصائل الفلسطينية والفعاليات الوطنية والمجتمعية.
وقد يهمك أيضاً :
فلسطين تشارك في اجتماع الخبراء العرب لمكافحة التطرف
خادم الحرمين الشريفين يستقبل رئيس دولة فلسطين ويقيم مأدبة تكريماً له
أرسل تعليقك