بيروت - العرب اليوم
أثار اعتقال الشيخة الدرزية هنية بدوي الجدل في لبنان بعد عودتها من الأراضي الفلسطينية، من دون أن تتوضح آلية عودتها، في حين تم إطلاق سراحها بعد احتجاجات عدة. هذا وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن "رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أجرى اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة نجيب ميقاتي شكره فيه على مساعيه في العمل لإخلاء سبيل الشيخة هنية بدوي التي تم توقيفها بعد عودتها من فلسطين المحتلة، وأن جنبلاط أجرى اتصالا مماثلا بقائد الجيش العماد جوزف عون شاكرا جهوده في هذا السياق"، في حين غرد جنبلاط في "تويتر" اليوم السبت قائلا: "إن استباحة غرفة الطوارئ في المستشفى العسكري من قبل جمهور متحمس ومتهور من فئة من الدروز هو أمر مستنكر ومرفوض..السؤال..من أدخل هذه الامرأة الى لبنان؟ وهل القصد تصوير الدروز أنهم خارج القانون تحركهم الغريزة فقط؟ ومن هي هذه المواقع التواصل التي لا تميز بين العدو والوطن بحجة النخوة؟"
وأوضحت صحيفة "النهار" نقلا عن مصادر قضائية أنه في وقت سابق، "كان القاضي فادي عقيقي سيستمع إلى إفادة الشيخة هنية بدوي، بخصوص عودتها، ليقرر في ضوء النتيجة، باعتبار أنها تحمل الجنسية اللبنانية"، في حين "وصل وفد كبير ضم مشايخ دروز إلى المستشفى العسكري مترقبين الإفراج عن الشيخة".
من جانبه، قال رئيس تيار التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب في "تويتر": "كل الشكر لعويدات وقائد الجيش ومدير المخابرات للجهود التي بذلوها لإطلاق الشيخة هنية بدوي".
تجدر الإشارة إلى أن الحزب الديمقراطي اللبناني كان قد أعلن أنه "ومنذ مساء الخميس، يتابع رئيس الحزب طلال أرسلان قضية الشيخة هنية بدوي وهي مسنة تبلغ من العمر 71 عاما، بعد أن أقدم القضاء اللبناني ممثلا بالقاضي فادي عقيقي على اعتقالها، علما أنها لم ترتكب أيّة خطيئة أو جرم يستدعي التوقيف"، كما اعتبر الحزب في بيان صادر عن مديرية الإعلام، أن "الشيخة المذكورة كانت متزوجة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وانتقلت للعيش مع عائلتها وأهلها بعد وفاة زوجها، وتم وبكل أسف توقيفها، على الرغم من سنها ووضعها الديني، وهي سابقة لا مثيل لها".
وختم البيان: "لا يمكن السكوت عن فعل كهذا، في حين يتم إطلاق سراح عملاء حقيقيين في وضح النهار وأمام أعين اللبنانيين والعالم أجمع"، محملا الجهات القضائية المختصة والقاضي عقيقي "مسؤولية تبعات هذا قرار"، ومطالبا رئيس مجلس القضاء الأعلى والمدعي العام التمييزي بالتحرك اليوم قبل الغد وإطلاق سراحها".
وفي بيان له، قال شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان، نصر الدين الغريب: "تابعنا عن كثب مجريات ما حصل اليوم مع الشيخة الفاضلة هنية بدوي، ونجري الاتصالات اللازمة لحل القضية بأسرع وقت، وإننا إذ نستنكر وندين ما حصل ونعتبر ما قام به القاضي فادي عقيقي عمل غير مسؤول وتعدي على الكرامات باعتقال شيخة موحدة وابنة بيت كريم ومعروف ومشهود له بالتقوى والأصالة، فما ذنب هذه الشيخة إن قررت العودة إلى وطنها وأهلها، حتى يتم توقيفها بقرار جائر من قاضٍ مستكبر، وإننا نشد على أيدي رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال إرسلان الذي يواكب القضية إلى خواتيمها. ونشكر الغيرة المعروفية التي هبّت نصرةً للقضية المحقة".
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، فقد "غادرت هنية بدوي منطقة حاصبيا بعد زواجها شخصاً يقيم في بلدة يركا داخل فلسطين المحتلة، في عام 1997، وبعد وفاته أخيرا عادت إلى بلدها، من الأراضي المحتلة"، إذ يذكر أن الشيخة عادت عبر معبر حدودي بري، وهو ما يجرمه القضاء اللبناني، بسبب "العداء مع إسرائيل".
وأشارت قناة "الجديد" إلى أن "الشيخة هنية بدوي دخلت إلى الأراضي اللبنانية من فلسطين المحتلة مع الصليب الأحمر وأن المصادر الأمنية تؤكد أن لا شبهات أمنية عليها".
قد يهمك ايضا
جنبلاط يُعلق على قرار الحريري ويُحذّر من إطلاق يد إيران في لبنان
جنبلاط يعلق على منع المغتربين من التصويت في لبنان
أرسل تعليقك