بغداد – نجلا ءالطائي
أبدى رئيس تحالف النصر العراقي، رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، قلقه حيال أعمال العنف التي شهدتها ساحات الاحتجاج في المحافظات العراقية، التي ظهرت الأسبوع الماضي، من قبل القوات الأمنية تجاه المتظاهرين، فيما أكد أن الفساد أحد العوامل الرئيسية لتهديد النظام السياسي في البلاد.
وقال العبادي في حوار مطول مع "العربية نت" تابعه "العراق اليوم "، إنه "نرحب بالتظاهرات السلمية، وكنت قد وجهت القوات الأمنية أثناء رئاستي للحكومة لترك فراغ بينها وبين المتظاهرين، وحصل تفاعل إيجابي بين المواطنين ومنتسبي الأجهزة الأمنية، ولم أوجه بالاعتداء على المتظاهرين أيضاً، فالقوات الأمنية مهمتها حماية الوطن على الرغم من أن الحرب مع داعش كانت قائمة، ورفضتُ سحبَ أي قوة أمنية مشاركة في جبهات القتال الى الداخل أثناء التظاهرات، لأني مقتنع بأن وعيَ المواطن يستوعب المناخ الموجود، ولن يقوم بعمل يهدد الوضع العام الحمد لله كان توقعي في مكانه"
أقرأ أيضًا انتقاد لحكومة البصرة لطردها الاستثمار
وتابع "أما التظاهرات اليوم في عهد السيد عادل عبد المهدي، فكان لدي قلق حيالها، لأن الأجهزة الأمنية كانت بحاجة إلى توجيه، فالقاعدة تقول الوحدة بآمرها، لهذا رأيت ردة فعل عنيفة من قبل القوات الأمنية ضد المتظاهرين، علماً أن التظاهرات لم تصل إلى مرحلة التهديد، على عكس التظاهرات التي حصلت في عهدي، حينما دخل المتظاهرون إلى المنطقة الخضراء، وعلى الرغم مما فعله المتظاهرون من خطأ آنذاك، لكني لم أوجه بإطلاق النار عليهم، بالمقابل أرسلتُ قوات أمنية لحماية الممتلكات العامة ومنشآت الدولة".
وأضاف "ردة الفعل العنيفة تجاه التظاهرات التي حصلت لا سيما في اليومين الأولين لها، وعدم التواصل الرسمي مع المتظاهرين، فضلاً عن وصول حالة من الاحتقان، وحالة من الإحباط الشديد، كلها أدت إلى النتائج التي حصلت فما الذي فعلتهُ الحكومة الحالية؟ هذه الحكومة استلمت مبالغ طائلة من حكومتي، باعتراف المسؤولين الحاليين، فلماذا المشاريع غائبة؟ لماذا البطالة أعنف من السابق؟ لماذا التعيينات قائمة على أسسٍ حزبية؟ في الوقت الحالي الموظف في بعض المحافظات يُطرد من وظيفته بسبب تعليق له على مواقع التواصل الاجتماعي في الإنترنت، وهذا لم يحصل في عهدي. عدم التعاطي مع المطالب الشعبية اليوم قد يؤدي إلى الانهيار لا سامح الله، لاسيما في وجود جماعات مسلحة خارج الدولة، ومافيات فساد مسيطرة على الدولة بشكل عام، وغياب الإرادة في اتخاذ القرار، ما يؤدي إلى إسقاط الوضع على رؤوس الناس وهذا هو الخطر الحقيقي الآن".
وأكمل أن "الفساد مستشرٍ، ولا يمكن القضاء عليه بضربةٍ واحدة، وفي دورة أو دورتين رئاسيتين. بل يحتاج إلى عمل دؤوب ومستمر، لكي تقضي عليه. لكن علينا تقديم إجراءات تحارب الفساد، ويلمسها المواطن، وليس العكس. لهذا أقول إن عدم محاربة الفساد السابق وإضافة فساد جديد له هذا ما يؤدي إلى الاحباط واليأس لدى المواطن. في هذه الحكومة الحالية بات بيع المناصب علنياً، وتم إنشاء مناصب جديدة داخل وزارات معينة، لغرض بيعها، ويتم ذلك علناً أيضاً، وهذا فساد جديد بصراحة. كما أشير إلى وضعِ حصصٍ للكتل السياسية في مختلف العقود الحكومية، ولكل حزبٍ حصة في ذلك. سابقاً، كان يحدث فساداً، لكن الفاسد يشعر بالخوف ويتستر من الدولة والمحاسبة، أما الآن ليس هناك خوفاً، والحكومة والقضاء لا يتحركان إزاء الفساد الحالي".
قد يهمك أيضًا
القضاء العراقي يبطل قرار العبادي بإعفاء فالح الفياض من مناصبه
حيدر العبادي يكشف أن إيران أزاحته عن رئاسة الوزراء لوجود صراع إرادات داخلها
أرسل تعليقك