اعتبرت الجبهة الوطنية للتغيير في السودان، أن "التغيير الذي أحدثته القوات المسلحة يعد انحيازًا للشعب"، لافتة إلى أنها قدّمت للمجلس العسكري الانتقالي "مقترحات محددة بشأن هيكلية الدولة ونظام الحكم".
جاء ذلك خلال لقاء أجراه رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول ركن عمر زين العابدين، في القصر الجمهوري، الخميس، مع وفد الجبهة الوطنية للتغيير، بقيادة رئيس المجلس الرئاسي للجبهة، غازي صلاح الدين.
وأوضح غازي عقب اللقاء، أنه تناول "رؤية الجبهة للأوضاع السياسية والأمنية في السودان"، مشيرا إلى أن التغيير الذي أحدثته القوات المسلحة يعد "انحيازا للشعب، أملته الضرورة لتجاوز الأزمة والخروج بالبلاد إلى بر الأمان"، كما أضاف أن المرحلة الراهنة "تستدعي التوجه نحو بناء الدولة بالتشاور مع القوى المدنية، ومحاربة فكرة الإقصاء بين القوى السياسية"، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية "سونا".
ونوّه غازي إلى أن الجبهة قدمت "مقترحات محددة حول هيكلة الدولة ونظام الحكم وتكوين جهاز تشريعي له سلطات واختصاصات، من أجل خلق توازن بين النظام الرئاسي والبرلماني"، وتابع "الجبهة تعهدت بإعداد تصور مكتوب حول بنية الدولة وإصلاحها، وتعزيز السلام عبر الحوار مع القوات المسلحة".
اقرأ أيضا:
آلاف المحتجين يحتشدون أمام وزارة الدفاع السودانية
من جانبهم، أثنى عدد من المتحدثين من الكيانات المكوّنة للجبهة، على "انحياز القوات المسلحة لخيار الشعب، والقرارات المهمة التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي، فيما يتعلق بإطلاق المعتقلين السياسيين، وتشكيل حكومة مدنية، مطالبا بمحاكمة الفاسدين والذين قتلوا الثوار عبر محاكمات عادلة ونزيهة" .
وفي سياق آخر، كشفت تقارير صحافية عن إعفاء وزير الخارجية المُكلّف بدرالدين عبدالله محمد أحمد من منصب وكيل وزارة الخارجية.
وردا علي أسئلة الصحافيين بشأن سبب إعفاء وكيل وزارة الخارجية، قال الناطق الرسمي بإسم المجلس شمس الدين كباشي إن وزارة الخارجية أصدرت بيانا صحافيا عن الإعداد لزيارة وفد قطري إلى البلاد دون التشاور مع المجلس ودون علمه، وأضاف أن البيان الذي أصدرته الخارجية تم دون علم المجلس العسكري الانتقال، وبخاصة وأنه استند إلى تقارير صحفية تضاربت فيها المعلومات عن عزم وفد قطري زيارة السودان.
وأشار الناطق الرسمي إلى أن وزارة الخارجية لم تأخذ رأي المجلس في هذا الموضوع، كما لم يعبر البيان عن الموقف الرسمي للمجلس العسكري الانتقالي.
وعلى الجانب الآخر، أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، دعمها "انتقالًا ديمقراطيًا وسلميًا في السودان"، معربة عن "تفاؤلها" بسبب الإفراج عن المعتقلين السياسيين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، إن واشنطن تدعم "انتقالا ديمقراطيا وسلميا بقيادة مدنيين، يمثلون كل السودانيين"، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز"، وأشارت إلى أن السودان مازال على قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب، مشددة على أن سياسات واشنطن ستستند إلى "تقييمنا للأحداث على الأرض وأفعال السلطات الانتقالية"، مضيفة أن واشنطن "متفائلة" بسبب الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وقرار المجلس العسكري الانتقالي رفع حظر التجول.
وكان مسؤول كبير بالخارجية الأميركية قد قال، الثلاثاء، إن بلاده ستدرس طرقا جديدة لرفع اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب، في حال تنفيذ شرطين اثنين، وذكر "لايزال السودان مصنفا كدولة راعية للإرهاب ولا تزال قيود على المساعدات الأجنبية وغيرها سارية".
ومع ذلك، قال المسؤول الأميركي إن واشنطن تفكر بإزالة السودان من هذه القائمة في حال حدثت تغييرات جوهرية في الحكومة، وبعد انتقال سياسي سلس، علمًا أن الولايات المتحدة كانت قد دعت قبلها بأيام، الجيش السوداني إلى تشكيل حكومة واسعة تضم مدنيين، قائلة إنه يتعين أن تكون المرحلة الانتقالية أقل من عامين.
قد يهمك أيضا:
المجلس العسكري الانتقالي في السودان يشُن حملة اعتقالات طالت شخصيات عدة
السودان يعتقل شقيقي البشير ويحقق تقدمًا في عملية السلام مع الجماعات
أرسل تعليقك