الملك عبدالله الثاني يلقي خطابًا أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية
آخر تحديث GMT12:26:39
 العرب اليوم -

تناول فيه أبرز القضايا المحلية والإقليمية والدولية

الملك عبدالله الثاني يلقي خطابًا أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الملك عبدالله الثاني يلقي خطابًا أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية

الملك عبدالله الثاني
عمان ـ العرب اليوم

ألقى الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، خطابا أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، تناول فيه قضايا محلية وإقليمية ودولية.وتاليا نص الخطاب:"بسم الله الرحمن الرحيم السيد الرئيس،السادة أعضاء البرلمان الأوروبي،أصحاب السعادة،أصدقائي،أشكركم جميعا. يسعدني أن أتحدث أمام البرلمان الأوروبي مرة أخرى.وأنا أتأمل هذه القاعة التاريخية، أراها تضم المئات من الأشخاص. ولكن، في الحقيقة، معنا اليوم ملايين آخرون، من مختلف الدول التي تمثلونها، كل بتاريخها الخاص، وتنوع وجهات النظر فيها.ونحن المجتمعين هنا

يجمعنا عاملان مشتركان. أولا، مسؤوليتنا تجاه هؤلاء الملايين، الذين ائتمنونا على آمالهم ومخاوفهم.ثانيا، نحن محظوظون، فالحياة التي نقضيها في خدمة الآخرين هي أفضل حياة، إذا ما كنا عند مستوى توقعات ملايين الناس، الذين هم معنا في هذه القاعة اليوم.ولكن إذا تعثرنا، فإن الفئات الأكثر عرضة للتأثر هي التي ستدفع الثمن، مثل الشباب والشابات الذين يتطلعون للمستقبل ولكنهم لا يجدونه أمامهم، والأمهات اللاجئات الحائرات اللواتي يحملن أطفالهن ولا يجدن منزلا آمنا، والآباء القلقين الذين لا يستطيعون العثور على وظائف لتوفير لقمة العيش

لعائلاتهم، والكثيرين الذين يشعرون بالتهميش وبتهديد هويتهم.إن السمة التي ميزت العقد الماضي، هي أن الشعوب تمكنت من إسماع صوتها، فالملايين تدفقوا إلى الشوارع في جميع أنحاء العالم، وعبروا عن مطالبهم بصوت واضح في مسيرات واحتجاجات واعتصامات وتغريدات وتسجيلات البودكاست الصوتية ووسوم [هاشتاغ] وسائل التواصل الاجتماعي.جميعهم يريدون الشيء ذاته، وهو فرصة عادلة، فرصة ليشقوا طريقهم إلى النجاح.أصدقائي،لقد عبر الناس حول العالم عن رغباتهم وعن الوجهة التي يريدون الوصول إليها، لكنهم يتطلعون إلينا

لإرشادهم إلى سبيل تحقيقها. فهم يتطلعون إلينا للتنبؤ بالعقبات المقبلة والاستعداد لها.وهذا يدعو لطرح عدة أسئلة افتراضية مبنية على سؤال "ماذا لو".هذه الأسئلة ليست مجرد تمرين عبثي أو نظري، خاصة في منطقتي، حيث أسوأ الافتراضات ليست ترفا نظريا، بل هي أقرب ما تكون إلى ملامسة واقعنا في الكثير من الأحيان. كما أن ما يحدث في الشرق الأوسط يترك أثره على كل مكان حول العالم.لذلك، اسمحوا لي أن أبدأ بأعمق جرح في منطقتنا: ماذا لو تخلى العالم عن حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟إن أكثر من سبعين

عاما من الصراع قد أودت بآمال تحقيق العدالة. واليوم، يسعى مناصرو حل الدولة الواحدة إلى فرض حل لا يمكن تصوره على المنطقة والعالم: دولة واحدة مبنية على أسس غير عادلة، تضع الفلسطينيين في مرتبة مواطنين من الدرجة الثانية. دولة واحدة، تدير ظهرها لمنطقتها، وتديم الانقسامات بين الشعوب والأديان في جميع أنحاء العالم.قبل خمس سنوات، وقفت في هذه القاعة وتحدثت عن مخاطر الفشل في المضي قدما نحو تحقيق السلام. واليوم، يجب أن أقولها بصراحة: إن المخاطر قد تفاقمت؛ إذ يستمر العنف، ويستمر بناء المستوطنات، ويستمر

عدم احترام القانون الدولي.لقد قلت هذا مرارا، وبطرق عديدة. لكنني سأقوله مرة أخرى، وأكرره مرات ومرات: لا يمكن الوصول إلى عالم أكثر سلاما دون شرق أوسط مستقر. والاستقرار في الشرق الأوسط غير ممكن دون سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.ماذا لو بقيت القدس، المدينة العزيزة على قلبي شخصيا وذات الأهمية التاريخية الكبيرة لعائلتي، موضع نزاع؟ هل يمكننا تحمل عواقب سلب المسلمين والمسيحيين على حد سواء من الروحانية والسلام والعيش المشترك التي ترمز إليها هذه المدينة، والسماح لها بدلا من ذلك

بالانحدار إلى صراع سياسي؟الآن، دعونا ننتقل إلى ما يحدث اليوم، وإلى المواجهة الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران. ماذا لو، في المرة القادمة، لم يبتعد أي من الجانبين عن حافة الهاوية، متسببا بانزلاقنا جميعا نحو فوضى لا توصف، نحو حرب شاملة تهدد استقرار المنطقة بأسرها، وتهدد بإحداث اضطرابات هائلة في الاقتصاد العالمي بأكمله، بما في ذلك الأسواق، وتهدد بعودة الإرهاب إلى الظهور في جميع أنحاء العالم؟دعوني أسألكم سؤالا افتراضيا آخر: ماذا لو فشل العراق في تحقيق تطلعات شعبه والاستثمار في إمكانياته، وانزلق

مرة أخرى إلى حلقة مفرغة من سبعة عشر عاما من الانتعاش ثم الانتكاس، أو إلى ما هو أسوأ من ذلك، إلى حالة الصراع؟في العراق 12 بالمائة من احتياطي النفط العالمي. ولكن، والأهم من ذلك، العراق هو موطن لأكثر من 40 مليون شخص، عانوا من أربعة عقود من الحرب والعقوبات والاحتلال والصراع الطائفي وإرهاب داعش. اليوم، مستقبلهم يرتكز على سلام هش. وأنا، شخصيا، لن أتخلى عن إخوتنا وأخواتنا هناك.وماذا لو بقيت سوريا رهينة للصراعات بين القوى العالمية وانزلقت مرة أخرى إلى الصراع الأهلي؟ ماذا لو شهدنا عودة

لداعش، وأصبحت سوريا نقطة انطلاق لهجمات ضد بقية العالم؟قد تكون سوريا خارج التغطية الإعلامية، ومعاناتها بعيدة عن البال، لكن الأزمة لم تنته بعد. خلال الأشهر التسعة الماضية، نزح أكثر من نصف مليون شخص، والعديد منهم بالأصل لاجئون.هل يريد أي منا، في هذه القاعة، أن يشهد أزمة لجوء سورية جديدة، بكل ما فيها من رعب ومآس؟ أو رؤية طفل بريء آخر يقذفه البحر على شواطئكم؟أعلم أنني أتحدث بالنيابة عن الجميع عندما أقول: بالتأكيد لا.واسمحوا لي أن أسألكم: ماذا لو انهارت ليبيا باتجاه حرب شاملة، لتصبح في

النهاية دولة فاشلة؟ ماذا لو أصبحت ليبيا سوريا جديدة، ولكنها هذه المرة أقرب إلى قارتكم؟ولنسأل مرة أخرى: ماذا لو فشلت الحكومات العربية في توفير أكثر من 60 مليون وظيفة سيحتاجها شبابنا خلال العقد القادم؟ وإذا فشلنا، ألن نكون قد هيأنا في الواقع البيئة المثالية للجماعات المتطرفة؟ فنحن نسهل عليهم عملية التجنيد والاستقطاب إن خلفنا وراءنا الضعف واليأس.هل نملك ترف ترك شباب المنطقة يعيشون بلا أمل؟أصدقائي فلنجعل من التأمل في هذه الأسئلة الافتراضية تمرينا مثمرا، يمكننا من استباق حدوث مآس لا حصر لها، وحماية

شعوبنا في مسيرتهم نحو المستقبل.إيماني بالله يعزز تفاؤلي ويزيد من ثقتي في قوة ومنعة البشرية. أمامنا دوما الإمكانية لأن نكون أفضل وأكثر وحدة.يعلمنا القرآن الكريم أن الأجر الأكبر في الدنيا والآخرة، هو من نصيب "الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ". إن الصبر صعب في عالم متسارع لا يتوقف، يتخذ فيه الناس قرارات في أجزاء من الثانية ويتوقعون نتائج فورية.ولكن القيادة تتطلب عكس ذلك تماما، فأساسها التفكير العميق والحكمة والاستشراف. وأكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى سياسة مبنية على الصبر والتأني؛ إذ تقع على

عاتقنا مسؤولية حماية مصالح شعوبنا ورفاهيتهم، والاستجابة للأحداث المتسارعة بحذر وروية، لا بتهور وعجالة. لأن السياسة ليست لعبة يفوز بها الأسرع. ففي بعض الأحيان، كلما سارعنا، زاد بعدنا عن خط النهاية.علمني والدي المغفور له، بإذن الله، الملك الحسين أن صنع السلام هو دائما الطريق الأصعب، ولكنه الطريق الأسمى. والسير على الطريق الصعب أفضل مع الأصدقاء، أصدقاء مثلكم ومثل الشعوب الأوروبية، حتى نتمكن معا من الوصول إلى المستقبل الذي تطمح له وتستحقه شعوبنا ويستحقه عالمنا بأكمله.شكرا جزيلا لكم".من

جهته، عبر رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي عن شكره للملك، ووصفه بالصديق والشريك للاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي، وأضاف "لقد استمعنا إلى ما قلته. أشكركم على نهجكم في السعي بصبر نحو السلام من خلال الحوار"، مؤكدا أن "أمامنا طريقا طويلا علينا أن نسلكه معا، وأعتقد أن الأحداث في بداية هذا العام قد أكدت أهمية ما علينا العمل عليه معا".وحضر الخطاب وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار الملك للاتصال والتنسيق، والسفير الأردني لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي.وكان جرى للملك لدى وصوله مبنى البرلمان الأوروبي، استقبال رسمي حيث عزفت الموسيقى السلام الملكي الأردني والنشيد الأوروبي، ودون  الملك، كلمة في سجل كبار الزوار في البرلمان الأوروبي

قد يهمك ايضـــًا :

الملك عبدالله الثاني يزور الباقورة بعد استعادتها

الملك عبدالله الثاني يفتتح أعمال الدورة العادية لمجلس الأمّة الأردني الأحد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملك عبدالله الثاني يلقي خطابًا أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية الملك عبدالله الثاني يلقي خطابًا أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab