الجيش الليبي يسيطر على معسكر للميليشيات قرب طرابلس ودعوات دولية لوقف القتال
آخر تحديث GMT03:42:12
 العرب اليوم -

آلاف السكان يفرّون من منازلهم ومجلس الأمن يتراجع عن مناقشة الوضع العسكري

الجيش الليبي يسيطر على معسكر للميليشيات قرب طرابلس ودعوات دولية لوقف القتال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجيش الليبي يسيطر على معسكر للميليشيات قرب طرابلس ودعوات دولية لوقف القتال

عناصر من الجيش الوطني الليبي
طرابلس ـ فاطمة السعداوي

يشهد الواقع الليبي، استمرار الاضطرابات السياسية على المستوى الداخلي والخارجي، ففي الوقت الذي يواصل فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، حملته العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس، وسط اتهامات من غريمه فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، بتجنيد الأطفال في صفوف قواته، سيطرت قوات الجيش الوطني على مقر مُعسكر اللواء الرابع (العزيزية) بعد معارك شرسة واشتباكات عنيفة شهدتها المنطقة المحيطة بالمعسكر قرب طرابلس.

وأجبرت المعارك آلاف السكان على الفرار من ديارهم تزامنا مع إعلان الأمم المتحدة إجلاء أكثر من 150 لاجئاً من مركز اعتقال ليبي جراء الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها العاصمة، بينما تراجع مجلس الأمن الدولي عن مناقشة الوضع العسكري في طرابلس خلال جلسة له كانت مرتقبة في وقت سابق.

واستمرت الدعوات الدولية الموجهة إلى حفتر أمس، لوقف القتال، وسط انقسام أوروبي، وأبلغ رئيس مجلس الأمن كريستوف هيوسغن الصحافيين في نيويورك، بعدم وجود قرار بشأن ليبيا في الجلسة، لافتا في المقابل إلى أنها ستخصص لمناقشة الأوضاع الإنسانية هناك. واستبق عدد من أعضاء مجلس النواب هذه الجلسة ببيان أكدوا خلاله دعمهم لعملية الجيش لـ«تحرير طرابلس»، كما اعتبر رئيس المجلس عقيلة صالح في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن أن «الجيش إنما يقوم بواجبه الوطني المكلف به لتحرير العاصمة من قبضة الإرهاب».

اقرأ ايضًا:

"إخوان ليبيا" يحتشدون لرفض المساعي الأممية والتحريض ضد "اتفاق أبوظبي"

والتقى حفتر بمقره أمس، في الرجمة خارج بنغازي شرق البلاد، عددا من أعضاء مجلس النواب الذين باركوا عمليات الجيش الليبي في مناطق غرب ليبيا والعاصمة طرابلس، وفقا لما أعلنه مكتبه في بيان مقتضب. وعزز حفتر قيادة قواته في المنطقة الغربية، بتعيينه أمس، اللواء المبروك الغزوي، معاوناً لقائد مجموعة عمليات المنطقة الغربية اللواء عبد السلام الحاسي، بالإضافة إلى عمله المكلف به.

بدوره، اعتبر عبد الله الثني رئيس الحكومة المؤقتة الموالية للجيش والبرلمان، في شرق ليبيا، أن تحرك قوات الجيش نحو طرابلس الهدف منه تطهير البلاد من المجموعات التي «عاثت في الأرض فساداً طوال السنوات الماضية منذ عام 2014»، معتبراً أن العاصمة «تعاني بشكل كبير وواضح وهذا لا يخفى على أحد سواء في الداخل أو الخارج».

وطالب الثني في تصريحات مساء أول من أمس، المجتمع الدولي بالنظر بصدق وواقعية إلى أن هذه القوات تقاتل الميليشيات المسلحة والمجموعات المتطرفة للقضاء على الإرهاب الذي لا يهدد فقط الشعب الليبي بل المجتمع الدولي بأسره. ودعا قطر إلى «الكفّ عن البلاد وترك الشعب الليبي وشأنه»، متهما من وصفه بـ«مفتي الإخوان» يوسف القرضاوي بـ«تأجيج الفتنة».

وطالبت وزارة الخارجية التابعة للحكومة المؤقتة شرق البلاد، البعثات الدبلوماسية الليبية، بإخطار الدول المعتمدة لديها بأن الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني هي الحكومة الشرعية الوحيدة المعترف بها. وفي تعميم حمل توقيع حبيب الميهوب وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي بـ«المؤقتة»، خاطب، أمس، جميع السفارات والقنصليات والمندوبيات والبعثات الدبلوماسية الليبية، بتفعيل قرار سابق للبرلمان صوت عليه أغلبية النواب.
إلى ذلك، قال أحمد معيتيق نائب السراج إن حكومته تعمل «لصد هجوم قوات الجيش وستذهب أبعد من ذلك»، معتبراً أنه لن يكون هناك حسم عسكري لصالح حفتر.

بدوره، قال مارك فيلد، القائم بأعمال وزير شؤون الشرق الأوسط بالحكومة البريطانية: «يقلقني جدا التصعيد العسكري في ليبيا الذي أدى لارتفاع الضحايا وتأجيل المؤتمر الوطني». واعتبر في بيان وزعته الخارجية البريطانية، أمس، أن «خفض التصعيد ضروري لإتاحة استئناف الحوار السياسي». لكن رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني أقر أن فرنسا وإيطاليا منقسمتان بشأن السياسة تجاه ليبيا رغم وحدة الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي الذي عبرت عنه مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد.

ونعت قوة حماية طرابلس الموالية لحكومة السراج، أمس، 11 من عناصر الميليشيات المسلحة، قالت إنهم قتلوا خلال معارك أول من أمس، ليرتفع بذلك عدد من فقدتهم هذه القوة التي تضم أربع كتائب مسلحة تحالفت فيما بينها نهاية العام الماضي، إلى 28 قتيلا، علما بأنها نعت قبل يومين 17 من عناصرها.

ميدانياً، حثت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش، سكان العاصمة طرابلس في ظل سير المعارك الجارية وما وصفته بضراوة القتال ضد الجماعات المسلحة على الابتعاد عن مواقع الاشتباكات والنوافذ وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر حفاظا على سلامتهم. وجاء هذا التحذير بعدما ظهرت القوات الخاصة (الصاعقة) التي يقودها اللواء ونيس بوخمادة للمرة الأولى في المعارك، وأعلن الجيش أنها بدأت في تنفيذ مهامها، دون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل. ونفى العقيد ميلود الزوي المتحدث باسم القوات الخاصة (قوات النخبة في الجيش)، ما وصفه بـ«إشاعات وكذب الإخوان المفسدين والدواعش بأن الجيش سيتخلى عن سكان طرابلس».

وسيطرت قوات الجيش الوطني على مقر مُعسكر اللواء الرابع (العزيزية) بعد معارك شرسة واشتباكات عنيفة شهدتها المنطقة المحيطة بالمعسكر قرب طرابلس، فيما وصفتها شعبة الإعلام بعملية عسكرية برهنت على قدرة الجيش على الإنجاز دون حدوث أي أضرار بشرية في صفوف المدنيين أو ممتلكاتهم وممتلكات الدولة الليبية.

ونشر الجيش أيضا فيديو مصورا للواء محمد بن نايل قائد اللواء 12 مجحفل وهو يستطلع قوات الجيش في وسط طرابلس في طريق الخلاطات، كما وزع مشاهد لجنود من هذا اللواء 12 من داخل طرابلس، بالإضافة إلى لقطات مصورة أخرى لسيطرة وحدات الجيش على معسكر الـ42 عين زارة بعد معارك، وقال إنها أجبرت الميليشيات المسلحة على الفرار أمام بسالة الجنود ووطأة النيران التي لا تخطئ أهدافها.

في المقابل، قال الناطق باسم جهاز الأمن المركزي التابع للسراج، إن قواته تواصل سيطرتها على مطار طرابلس ومحيطه مع «قوة حماية طرابلس»، وقال في تصريحات تلفزيونية أمس: «استولينا على 15 سيارة مسلحة ونتقدم بشكل جيد». وقال العميد أحمد أبو شحمة آمر غرفة عمليات المنطقة الوسطى إن قواته تحافظ على جميع تمركزاتها بما فيها مطار طرابلس العالمي. ونقلت الوكالة الألمانية عن ناطق باسم قوات حكومة (الوفاق) في طرابلس إنهم تصدوا لقوات خصمهم وأجبروها على التراجع في مواقع كثيرة، جنوب طرابلس.

وقد يهمك ايضًا:

عقيلة صالح يرى أنّ تحرّكات قوات خليفة حفتر باتجاه طرابلس تأتي تنفيذًا للدستور

الهند تسحب قواتها مِن العاصمة الليبية والسراج ينفي إبرام صفقة مع خليفة حفتر

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش الليبي يسيطر على معسكر للميليشيات قرب طرابلس ودعوات دولية لوقف القتال الجيش الليبي يسيطر على معسكر للميليشيات قرب طرابلس ودعوات دولية لوقف القتال



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab