أكدت مفوضية الانتخابات الإثيوبية، أن انتخابات الاثنين، التي أرجئت مرتين بسبب الوباء ومن ثم المشاكل الأمنية واللوجستية، ستكون "ذات مصداقية"، رغم الشكوك التي أعرب عنها بعض المراقبين، في وقت احتج السودان على استبعاد ممثليه من مراقبة الانتخابات.ووعد رئيس الوزراء آبي أحمد بأن تكون الانتخابات التشريعية والإقليمية "الأكثر ديموقراطية" في تاريخ إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية سوليانا شيميليس لوكالة "فرانس برس" قبل أيام: "نحن واثقون جداً" أن الانتخابات ستكون "أفضل وتشاركية وذات مصداقية".ورغم ذلك، أبدى بعض المراقبين قلقاً بشأن مصداقية الاقتراع المزدوج الذي لن يشمل حوالي خُمس الدوائر الانتخابية البالغ عددها 547 دائرة. وحدد تاريخ الاقتراع في معظم تلك الدوائر في 6 سبتمبر، في حين لم يتم بعد تحديد موعد للدوائر الانتخابية في منطقة تيغراي شمال البلاد التي تعصف بها الحرب والمجاعة.
علاوة على ذلك، لن تشمل العديد من الدوائر الانتخابية مرشحين من المعارضة، التي أعلنت مقاطعة التصويت في بعض المناطق.في منطقة أوروميا الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد، والتي يتحدر منها آبي أحمد، لم تترشح لشغل غالبية المقاعد سوى شخصيات من الحزب الحاكم، وفق معطيات رسمية.وأوضحت سوليانا، أنه لن يشارك في الانتخابات سوى ثلاثة من الأحزاب المسجلة البالغ عددها 49، ويتنافس أكثر من 9500 مرشح في كلا الاقتراعين وهو رقم قياسي في تاريخ إثيوبيا.
السودان يحتج
وفي الإطار، قالت مصادر دبلوماسية، الأحد، إن الحكومة الإثيوبية استبعدت مراقبين سودانيين ضمن بعثة منظمة "إيساف" لمراقبة الانتخابات الإثيوبية، مضيفةً أن الخرطوم سترسل احتجاجاً رسمياً على هذه الخطوة.
وأشارت المصادر إلى إن "إيساف"، تسلمت بشكل رسمي إخطاراً من مفوضية الانتخابات الإثيوبية يفيد بعدم اعتماد ممثلي السودان ضمن بعثة مراقبة الانتخابات، مشيرةً إلى أن السودان سيرسل خطاب احتجاج رسمي على خلفية استبعاده عن مراقبة العملية الانتخابية الاثيوبية.
و"إيساف" هي اختصار للمنظمة الإقليمية (قوات طوارئ شرق إفريقيا)، التي تتألف من 3 عناصر (عسكرية وشرطية ومدنية)، وتشمل 10 دول هي: السودان، وكينيا، وأثيوبيا، وأوغندا، ورواندا، وبورندي، وسيشل، والصومال، وجزر القمر، وجيبوتي. وتُعنى المنظمة بحفظ السلام في إقليم شرق إفريقيا.
وكان أعضاء بعثة "إيساف" لمراقبة الانتخابات قد وصلوا إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، السبت، ضمن مهمة مراقبة الانتخابات. وشارك السودان في وقت سابق بممثلين خلال مراقبة العملية الانتخابية لكل من جزر القمر، وسيشل وأوغندا.
الانتخابات العامة في إثيوبيا كانت مقررة في أغسطس عام 2020، لكن تم تأجيلها بسبب جائحة كورونا، قبل أن يتم تحديد 5 يونيو 2021 كموعد جديد للانتخابات، ثم قررت السلطات تأجيلها إلى 21 يونيو خلال الشهر ذاته، على خلفية مشكلات لوجستية، وفقاً لما أعلنت لجنة الانتخابات الإثيوبية.
و العملية الانتخابية التي تنطلق غداً هي الأولى في عهد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد منذ توليه منصبه في العام 2018، ويتوقع ألا تجري الانتخابات في كامل أنحاء البلاد، خاصة إقليم تيغراي الذي تضربه المجاعة على وقع الحرب الجارية فيه.ومن المتوقع أن يتصدر حزب رئيس الوزراء التوقعات بالفوز.
وتشكل الانتخابات أولوية لرئيس الوزراء آبي أحمد الذي يخوضها من موقع الأوفر حظاً، ويراهن عليها للحصول على المباركة الشعبية، منذ أن عينه الائتلاف الحاكم في منصبه عام 2018.
وسجل نحو 37 مليون إثيوبي من أصل 109 ملايين نسمة أسماءهم للمشاركة في التصويت، لكن بعضهم سيضطر للانتظار حتى الجولة الثانية من الانتخابات في سبتمبر المقبل.ويتألف البرلمان الإثيوبي من مجلسين هما نواب الشعب (547 نائباً) والمجلس الفيدرالي (112 عضواً)، يُنتخب رئيس الوزراء من قبل أعضاء هيئة انتخابية، وفقاً لنظام التمثيل النسبي ، لمدة 6 سنوات مع فترة ولايتين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يصل العاصمة الإريترية أسمرا في زيارة مفاجئة
إثيوبيا تسعى لملء "السد" في تموز وتوقعات باستئناف المفاوضات قريبًا
أرسل تعليقك