غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
يعاني سكان المناطق الحدودية في قطاع غزة حالة من الرعب المتواصل خاصة أولئك الذين يتملكون أراضٍ زراعية على الحدود الشرقية، ولا يستطيعون الوصول إليها خوفًا من إطلاق النار عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث لا يكاد ينقشع الغبار المتصاعدة من خلف جرافات الاحتلال بعد عملية توغل في واحدة من
المناطق الشرقية المحاذية لحدود قطاع غزة، حتى يتأجج غبار آخر يُنبئ بعملية توغل جديدة في منطقة أخرى، بينما تعكس تكرار عمليات التوغل نية الاحتلال إبقاء الحدود الشرقية في حالة من السخونة، بما يضمن بقاء جنوده على أهبة الاستعداد لأي مواجهة قد تطرأ مستقبلًا، فيما يربط الخبراء في الشأن الإسرائيلي ما يجري في القطاع بتطورات الوضع الإقليمي خاصة في مصر وسورية، و يرجعون تكرار عمليات التوغل إلى نشاط المقاومة المتنامي على الحدود، ووصفوها بـ"المؤامرة لإسقاط حماس".
و تشرع آليات وجرافات الاحتلال بأعمال تجريف وتمشيط بأراضي المواطنين الزراعية، وفي كثير من الأحيان تطلق الدبابات والأبراج العسكرية النار على البيوت، بينما تنكشف حقيقة المعاناة التي يتعرض لها سكان المناطق الحدودية في قطاع غزة على طول الشريط الفاصل شرقا و شمالا و تثقل كاهلهم يوما بعد يوم و من منطقة لأخرى حيث تركت الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة آثارها المدمرة على الوضع الاقتصادي و النفسي و الاجتماعي لا زالت قائمة حتى اللحظة، و خاصة بعد تكرار التوغلات الإسرائيلية شبه اليومية لتلك المناطق، الأمر الذي يبقي هؤلاء السكان في حالة ترقب دائمة في انتظار ما هو مقبل.
ويربط الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور عدنان أبو عامر ما يجري في القطاع بتطورات الوضع الإقليمي خاصة بمصر وسورية.
وأرجع أبو عامر تكرار عمليات التوغل إلى نشاط المقاومة المتنامي على الحدود.
وقال: "الأسابيع الأخيرة شهدت حراكًا ملحوظًا للمقاومة على الحدود الشرقية, والاحتلال يشتكي من تزايد ظاهرة زرع العبوات الناسفة هناك، فيحاول مباغتة المقاومة".
وو أضاف "قبل أسبوعين نجحت المقاومة بتوجيه ضربتين لآليات الاحتلال على الحدود, الأولى استهدفت جيبًا عسكريًا بعبوة ناسفة في محيط موقع صوفا العسكري شرق رفح جنوب القطاع, والثانية فجّر خلالها مقاومون عبوة ناسفة بجرافة عسكرية على الحدود شرق غزة".
ويشير أبو عامر إلى أن دولة الاحتلال تريد أن ترسل رسائل ردعية إلى المقاومة تحذرها من مغبة انخراطها في أي مواجهة مقبلة، فيما واستبعد في الوقت نفسه، أن تتطور عمليات الاحتلال لضربة عسكرية كبيرة ضد غزة.
ويتخوف المزارعون في المناطق الشرقية من عودة قوات الاحتلال لفرض (المنطقة الفاصلة) على الحدود, بعد تكرار عمليات التوغل وإطلاق النار على المزارعين.
ووفق نص اتفاق التهدئة الموقع بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال برعاية مصرية في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، جرى الاتفاق على فتح تلك المنطقة أمام المواطنين؛ بغرض استصلاح أراضيهم واستئناف نشاطهم الزراعي.
من جهته، أكد الخبير الأمني إبراهيم حبيب أن الاحتلال بتوغلاته يريد كسر الهدوء الذي ساد قطاع غزة بعد معركة (حجارة السجيل).
وذهب حبيب إلى أبعد من ذلك وربط التوغلات الإسرائيلية بما وصفها بالمؤامرة لإسقاط "حماس".
وقال: "التوغلات تندرج في إطار محاولة استهداف المقاومة وتعطيل تطورها".
وأضاف: "الاحتلال يدرك أن الهدوء يخدم المقاومة بشكل كبير من ناحية الاستمرار في بناء قوتها والاستعداد لمواجهات عسكرية مقبلة".
وكان مركز "الـميزان لحقوق الإنسان" قد حذر من نجاح قوات الاحتلال في فرض منطقة أمنية عازلة تشير الـمعطيات الـميدانية إلى أنها تصل إلى مايقرب من كيلومتر على طول الحدود الشرقية والشمالية، وهو أمر ستكون له تداعيات خطيرة على حياة السكان في القطاع وليس فقط على سكان تلك الـمناطق، بالنظر إلى أن الأراضي الـمستهدفة كافة هي أراض زراعية وتمثل نسبة مهمة من مجموع الأراضي الـمخصصة لأغراض الزراعة في قطاع غزة.
وأعلن مركز "الـميزان" في بيان له استنكاره الشديد لـمواصلة قوات الاحتلال استهدافها الـمنظم للـمدنيين في الـمناطق القريبة من الحدود، خاصة الـمزارعين، مشدداً على ان الـممارسات الإسرائيلية تشكل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
أرسل تعليقك