بيروت – جورج شاهين
بيروت – جورج شاهين
كشفت مصادر أمنية وسياسية لبنانية واسعة الاطلاع لـ "العرب اليوم" عن أن خطة أمن الضاحية الجنوبية التي ستتخلى عن "الأمن الذاتي" لـ "حزب الله"، الإثنين 23 أيلول/ سبتمبر، لصالح قوة أمنية مشتركة من الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة جاءت بناءً على
اقتراح من وزير الداخلية العميد مروان شربل وموافقة "حزب الله"، الذي لم يعد قادرًا على تحمل الانتقادات، وبعدما تزايدت المواجهات بين أمن الحزب وأهالي الضاحية والعشائر التي تقطنها والدبلوماسيين بعد التعرض لسيارات دبلوماسية سعودية وكويتية، فيما يُطِل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، مساء الإثنين، وتحديدا عند الساعة الثامنة والنصف عبر شاشة "المنار" للحديث عن آخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة، انطلاقًا من خطة الضاحية، حيث إنه من المقرر أن يُجدِّد القول إن الضاحية في قلب الدولة وليست خارجة عنها.
وأكّدت هذه المصادر لـ "العرب اليوم" أن مسؤول جهاز الارتباط والتنسيق في "حزب الله" الحاج وفيق زار وزير الداخلية في منزله قبل أيام، حاملاً موافقة مبدئية على سلسلة الأفكار التي وضعها الوزير شربل تحت تصرف الحزب لإنهاء الوضع الشاذ في المنطقة، وتوفير البديل الشرعي لأمن الضاحية الجنوبية، وهو ما أدى الى تسريع الخطى بشأن تشكيل القوة الأمنية، وتعزيز فصيلة الضاحية الجنوبية بالقوات الإضافية.
وتعليقًا أكَّد وزير الداخلية مروان شربل عبر "العرب اليوم" هذه الرواية التي تحدثت عن زيارة صفا إلى منزله، ليبلغه تجاوب الحزب مع مقترحاته التي يمكن أن تنهي الوضع الشاذ، وقال شربل "هذا صحيح. لقد اتصل بي صفا وعرضت عليه الخطة فأبدى اهتمام قيادة الحزب بها، لأنه ليس راغبًا في استمرار الوضع على ما هو عليه".
وأوضح شربل "زارني صفا ليل الأربعاء الماضي في منزلي، وتداولنا في كل شيء، فأبلغنا بالموافقة واضعًا قدرات الحزب تحت تصرف القوة الأمنية لتنجح في مهمتها".
وأعلن شربل أأنه عرض الخطة على رئيس الجمهورية فباركها وتمنى التوفيق شرط تأمين التوافق السياسي لتستكمل مراحلها بنجاح، وكذلك باركها الرئيس نجيب ميقاتي مطلعًا على ادق التفاصيل.
وأكّد شربل لـ "العرب اليوم"، الإثنين، أنه "سنضع اللمسات الأخيرة لتحديد الساعة صفر للانتشار في الضاحية الجنوبية ومداخلها"،0 من دون ان يؤكد ان ساعة الصفر عند الثامنة مساءً، رافضا الالتزام باي توقيت قبل التثبت من انتهاء الترتيبات الخاصة بتشكيل القوة، والتي جرى التحضير لها بالسرعة القصوى وفي أيام قليلة نسبيًا من وحدات من قوى الأمن والجيش والأمن العام وامن الدولة.
ورفض شربل الحديث عن عدد القوة وحجمها وأكّد انها امور عسكرية وأن الحديث عن الفي رجل او غيره ليس دقيقًا.
ولمن إمرة القوة وهل هي قوة خاصة بكل معنى الكلمة؟ قال شربل: "الإمرة للقادة الأمنيين فلكل قوة رئيس للجيش قائده ولقوى الأمن مديرها العام والأمن العام ايضا وقيام غرفة عمليات للتنسيق بين هذه القوى لا يُلغي الإمرة للقادة الأمنيين والعسكريين".
وردًا على انتقادات الوزير فيصل كرامي بعدم وضع خطة مماثلة لطرابلس قال الوزير شريل لـ "العرب اليوم": حتى اليوم وضعنا خططًا عدة لطرابلس، ففي المدينة اليوم 4000 عسكري، والخطة موجودة وما ينقصنا لحسن التطبيق "الخطة السياسية" فمتى وُضَعَت انتهى كل شيء، ليساعدنا القادة الطرابلسيون سياسيًا والخطط موجودة، والقوى المكلفة بها موجودة، وبكل بساطة ننتهي من الهم الأمني في طرابلس بهذه الطريقة وليس بغيرها.
وبعد ساعات قليلة على ساعة الصفر لخطة الضاحية يطل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، مساء الإثنين، وتحديدا عند الساعة الثامنة والنصف عبر شاشة "المنار" للحديث عن آخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة، انطلاقًا من خطة الضاحية، حيث من المقرر ان يجدد القول ان الضاحية في قلب الدولة وليست خارجة عنها، وان ما نفذ فيها من تدابير كان واجبا لحماية ابنائها من مخططات لم توفر امنها في وضح النهار.
وعشية تنفيذ الخطة عبر "حزب الله" عن تأييده للخطة، وأكَّد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "حزب الله أول المرحبين بتولي أجهزة الأمن الرسمية مهامها الأمنية في الضاحية الجنوبية"، و: "الأجهزة الرسمية أبلغتنا بأنها أصبحت جاهزة لتولي مهام الأمن وحفظ الاستقرار في الضاحية، وإننا اول المرحبين بذلك وبالخطة الامنية التي نأمل ان تؤدي غايتها".
وأشار رعد خلال احتفال تأبيني في بلدة قعقعية الجسر الى "إنه بعد حصول التفجير في الرويس كانت أجهزة الدولة عاجزة حينها عن القيام بدورها لتؤمن الأمن والاستقرار لأهلنا في الضاحية، لذا قمنا ببعض الإجراءات التي كانت بمثابة إسعافات أولية ريثما تأتي الدولة لتقوم بواجباتها".
ورأى رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين، خلال حفل تأبيني في بلدة بيت ليف الجنوبية، أن "بعض وسائل الإعلام والمغرضين يضحكون على الناس من خلال حديثهم بأن الجيش اللبناني دخل إلى الضاحية كأنها تستقبله الآن، وتفتح أذرعها له للمرة الأولى، وهذا الترويج الإعلامي هو ترويج خاطئ"، مشيرًا إلى أن "هذا الترويج هدفه القول إن ما كان يحصل في السابق هو تَعدٍّ على الدولة وعلى أجهزتها، وأن الجيش في الأساس هو موجود في الضاحية، كما الأجهزة الأمنية ويقومون بواجباتهم ومسؤولياتهم".
ولفت صفي الدين إلى أن "ما حصل الآن هو تعزيز حضورهم من أجل تأمين الحماية اللازمة للضاحية، ولتتحمل الدولة مسؤوليتها كاملة في حماية الناس وأمنهم، وهذا ما كنا نريده منذ البداية".
وشدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق على رفض ما سماه تحريض "14 آذار" على حزب الله، والاتهامات المتواصلة بالأمن الذاتي، فـ"حزب الله" حرر الشريط الحدودي، ولم يُقِم أمنًا ذاتيًا، كما أن "حزب الله" أعلن مرارا انه ليس بديلا عن الدولة والأجهزة الأمنية".
وأكد ان "حفظ الأمن في كل لبنان هو من مسؤولية وواجبات الدولة، ولا يمكن التساهل أو التهاون في حفظ امن الضاحية، وحماية ارواح سكانها".
وأشار إلى أن "حزب الله منذ الانفجار الأول يطالب الدولة بالقيام بمسؤولياتها وواجباتها في حفظ الامن وحماية السكان"، لافتا إلى أن "الخطة الأمنية اليوم تعبِّر عن مطلب حزب الله ورغبته"، وقال: "سنكون في موقع المؤيد والداعم والمساعد لإنجاحها، ونحن حريصون مع السكان على أن تنجح هذه الخطة، لأنها حماية لكل الوطن".
أرسل تعليقك