رام الله ـ وليد أبوسرحان
كشفت مصادر إسرائيلية، الأربعاء، أن هناك تحركات داخل أوساط حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو، لإفشال المفاوضات مع الفلسطينيين والعمل على عرقلتها، فيما اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس استئناف المفاوضات، "الفرصة التاريخية لإحلال السلام المنشود".
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، في عددها الصادر، الأربعاء، إن
قادة حزب "الليكود" طالبوا بعقد مؤتمر لحزبهم، لكي يتم تخريب المفاوضات مع الفلسطينيين، فيما أرسل غالبية أعضاء رئاسة المؤتمر، (7 من 11 عضوًا)، رسالة إلى رئيس المؤتمر ونائب وزير الجيش داني دنون، إلى عقد اجتماع المؤتمر، كما أُرسلت رسالة مماثلة إلى رئيس المكتب السياسي لـ"الليكود" نائب وزير الخارجية زئيب الكين.
وقد جاء في الرسالة، "في هذه الأيام، تجري حكومة إسرائيل برئاسة (الليكود) مفاوضات سرية، لكن تسربت معلومات مفادها أن إسرائيل وافقت على تنازلات تتناقض مع موقف الليكود المبدئي، كما جاء في دستور الحزب، وأن رئاسة الحزب تعمل على إصدار قرار من شأنه أن يوقف عملية المفاوضات".
وأعلن رئيس الائتلاف الحكومي عضو الكنيست الإسرائيلي يريب نفين، قبل أيام، أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق مع الجانب الفلسطيني، فإنه سيستقيل من منصبه، وسيعمل على إقصاء نتنياهو من رئاسة الحزب، فيما طالب سبعة وزراء نتنياهو بالتصويت مجددًا على قرار إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى بعد قتل الجنديين الإسرائيليين في مدينتي قلقيلية والخليل.
وجاء الكشف عن التحركات في أوساط حزب "الليكود" الحاكم في إسرائيل، لإفشال المفاوضات، متزامنًا مع اتهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتل أبيب، بتخريب محادثات السلام، من خلال ما تمارسه من اعتداءات على القدس والمقدسات فيها، حيث قال عباس، في تصريح صحافي من نيويورك، صباح الأربعاء، "إن إسرائيل تحاول عرقلة العملية السياسية وتخريب المفاوضات، عبر ممارساتها في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، ونستنكر سياساتها على الأرض والمعاناة التي تلحق بالقدس والمقدسات والمقدسيين، وإننا نصر على النجاح بالمفاوضات عبر التحاور على طاولة التفاوض، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو في العام 1967، في عاصمتها القدس، وسنتخطى الصعاب كافة لأجل تحقيق ذلك".
وأعرب الرئيس الفلسطين، عن سعادته بمشاركة فلسطين كدولة بصفة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، للمرة الأولى عبر التاريخ، مؤكدًا الثوابت الوطنية في المحافل كافة، والمتمثلة في القدس، والحدود، واللاجئين، والأمن، والمستوطنات، والأسرى، فيما أبدى رضاه بالدعم الدولي المُجمع على الحق الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة للشعب الفلسطيني، مشددًا على "التزامه التزامًا كاملاً بعملية السلام، للوصول إلى حل نهائي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، حتى لو كانت الطريق وعرة، فالسلام ليس مهمًا فقط للفلسطينيين بل للعالم أجمع"، معتبرًا استئناف محادثات السلام، الفرصة التاريخية لإحلال السلام المنشود، والذي ستبذل القيادة كامل جهدها لإزالة العقبات في طريقه.
جدير بالذكر أن عباس يجري لقاءات عدة مع ممثلي وزعماء دول عربية وأجنبية، ويشارك في عدد من المناسبات، على هامش المشاركة في أعمال الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك
أرسل تعليقك