دمشق - جورج الشامي
أكَّدَ رئيس الحكومة السورية الموقّتة "المعارضة" أحمد طعمة أن "الائتلاف الوطني" سيعقد اجتماعًا، الخميس، في إسطنبول لمناقشة الرد على البيان الصادر عن مجموعة من 13 فصيلاً عسكريًا مؤثرًا تقاتل ضد حكومة دمشق، قالت إنها لا تعترف بالائتلاف المعارض أو الحكومة المزمع تشكيلها.
فيما أفادت مصادر خاصة أن "العلماء المسلمين
في سورية" طرحوا خطة "مشروع البنيان المرصوص" لتوحيد الفصائل الإسلامية المقاتلة على الأرض، وتنظيم ورص صفوفها ضمن هيكلية إدارية وتنظيمية واحدة، وفق أحدث مستجدات علوم الإدارة العسكرية.
وتهدف الخطة، كما ورد في "مسودة خطة أولية"، إلى بناء مؤسسة متكاملة وإعادة توجيه دفة الثورة بإيجاد حامل فكري، ووضع إطار تنظيمي وشرعي، وإبراز قيادة ثورية موحدة لمواجهة حكومة الأسد وإسقاطها، والوقوف أمام مخططات الاستعمار وعلى رأسه إيران، على أن تسمى "جيش محمد" وهي لا تخفي التوجه البنيوي السني.
ويَعزو أصحاب المبادرة فكرة "البنيان المرصوص" إلى تشتت الكتائب، وفشل معظم محاولات توحيدها لأنها "فردية وغير مدروسة، ونفاذ صبر القيّمين عليها، إضافة لوجود معارضة من بعض الكتائب لخطأ القيّمين على محاولة التوحيد في أسلوب الطرح أو لمخاوف وأسباب عدّة".
وأمام هذا الواقع، فضلا عن رؤية تحتمل إطالة المعركة في سورية لسنوات، ما يعرّضها للتوسع وإدخال لاعبين جدد يبتغون فشل الثورة، رأى أصحاب الفكرة ضرورة إعداد مسودة خطة أولية لإنشاء جيش إسلامي تكون نواته الفصائل الإسلامية الأكثر تأثيرًا والأكبر حجمًا، مع مراعاة الظروف المحيطة بالثورة عبر التدرج في تأسيس هذا الجيش بحيث لا يؤثِّر على جبهات القتال.
وتتلخص رسالة هذا الجيش في بناء وتأهيل الإنسان المسلم الوسطي، وتأهيله، قائدًا أو فردًا، عقائديًا وفكريًا وعلميًا وجسديًا وعسكريًا ليُشكّل نواة الجيش السوري مستقبلاً.
ويقوم الجيش المزمع تأسيسه على عشرة أركان أهمها البعد عن الطائفية في طريقة التعامل مع جميع الأشخاص من أهل الأديان والطوائف والمذاهب الأخرى - لا يقصد هنا البناء العسكري، الذي يجب أن يكون على "نهج السنة والجماعة" -، كما لا يجوز، بحسب المسودة، قتل أي إنسان على أساس طائفي، وكذلك الأطفال والنساء والشيوخ، ولا يجوز أيضًا قتل الأسرى وهدم المنازل وحرق المحاصيل والبضائع أو سرقتها.
وأوضحت "الدراسة الأولية للمشروع" أن تأسيس الجيش المذكور يقوم على 6 مراحل تبدأ في أيلول/ سيبتمبر الجاري، وينتهي في كانون الأول/ ديسمبر من العام المقبل 2014، يتخللها تحقيق أهداف مرحلية أيضًا تتجسد في توحيد الجيش تحت قيادة موحدة على أن يكون قوامه 100 ألف مقاتل خلال 18 شهرًا، وصولاً إلى 250 ألفًا خلال 30 شهرًا في ما بعد، مع ضرورة التخلص من فوضى السلاح، وتأمينه ذاتيًا عن طريق التصنيع.
وبحسب المعلومات فتأسيس "جيش محمد" عمل حقيقي وليس فقط دراسة نظرية، إذ تبنى الأمر شخصيات ذات وزن ديني وسياسي وعسكري، لها قدرة على التأثير الميداني.
ويتوقع أن يكون الإعلان عن سحب مجموعة من أقوى فصائل "الحر" الاعتراف من "الائتلاف الوطني" البداية الحقيقية لتأسيس هذا الجيش.
وفي المقابل قال رئيس الحكومة السورية الموقتة أحمد طعمة: إن الائتلاف الوطني سيعقد اجتماعًا، الخميس، في إسطنبول لمناقشة الرد على البيان الصادر عن مجموعة من 13 فصيلاً عسكريًا مؤثرًا تقاتل ضد حكومة دمشق، قالت إنها لا تعترف بالائتلاف أو الحكومة المزمع تشكيلها.
وفي اتصال هاتفي مع وكالة "أناضول"، أوضح طعمة أنه من المتوقع إصدار موقف رسمي من البيان، مساء الأربعاء، بعد انتهاء المشاورات بين أعضاء الائتلاف.
وكانت عدد من القوى والفصائل العسكرية التي تقاتل قوات الحكومة أعلنت في بيان أصدرته، الثلاثاء، أن الائتلاف وحكومة طعمة المفترضة "لا تمثلنا، ولا نعترف بها".
وأكّد طعمة أن معظم الموقعين على البيان ينتمون لهيئة الأركان المشتركة للجيش الحر، باستثناء "جبهة النصرة"، وأنه لا يعلم بالدوافع والأسباب التي جعلت تلك القوى والفصائل تُصدر ذلك البيان.
أرسل تعليقك