رام الله - وليد أبوسرحان
اعتبرت أوساط مختلفة في الكيان الإسرائيلي عملية اعتقال سائح يحمل جواز سفر بلجيكًا، بتهمة التجسس لصالح إيران، بأنه حدث خارق للعادة، في حين نفت إيران الارتباط، وأكدت أنها خطوة إعلامية للكيان بعد نجاح زيارة روحاني إلى الأمم المتحدة.
وقالت مصادر في الكيان الإسرائيلي، الاثنين، أن "اعتقال المتهم بالتجسس علي منصوري، حدث خارق للعادة، بسبب أن كل من تم اعتقالهم في السابق بتهمة التجسس على الكيان الإسرائيلي لصالخ إيران، وحزب الله اللبناني، كانوا مواطنين فلسطينيين، من الأراضي المحتلة عام 1948".
وفيما تم، الاثنين، تمديد فترة اعتقال منصوري في محكمة "بتاح تكفا"، سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالكشف عن اعتقال جهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، عميلاً إيرانيًا، يحمل الجنسية البلجيكية، داخل أرض الكيان المحتل.
وأكد المحللون الأمنيون والسياسيون في تلفزيون الكيان أن "الكشف عن قصة ضابط الاستخبارات الإيراني علي منصوري، وفي هذا الوقت بالذات، كان مرتبطًا بمحاولة إسرائيلية لتأليب الرأي العام الأميركي ضد إيران، والتسبب بعثرة في محاولات ترطيب الأجواء القائمة بين واشنطن وطهران".
وبيَّن المحلل العسكري، في حديث إلى القناة "العاشرة" أن "إسرائيل سارعت لإعلان القصة، بغية النيل من العلاقة الرطبة التي نشأت أخيرًا بين أميركا وإيران".
وكان الكيان الإسرائيلي قد كشف، الأحد، عن اعتقال مواطن بلجيكي، من أصل إيراني، للاشتباه في قيامه بالتجسس لحساب إيران، قائلة أنه "التقط صورًا للسفارة الأميركية، وأنه كان يعتزم إقامة علاقات تجارية في الدولة العبرية كسِتار للتجسس".
وقال جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل "شين بيت" أن "علي منصوري، وهو في منتصف الخمسينات، اعتقل في 11 أيلول/ سبتمبر، في مطار بن جوريون، في تل أبيب".
وتزامن الكشف عن اعتقال منصوري مع بداية زيارة لرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، حيث يتصدر البرنامج النووي الإيراني قمة جدول أعماله.
وقال "شين بيت" أن "منصوري، المولود في إيران، كان قد غيَّر، قانونيًا، اسمه في بلجيكا، إلى أليكس مانس، واستخدم جواز سفره البلجيكي لدخول اسرائيل"، وأضاف أن "الحرس الثوري الإيراني جنده كجاسوس، وأنه زار إسرائيل مرتين قبل اعتقاله"، موضحًا أنه "من بين الصور، التي قال شبن بيت أنها كانت في حيازة منصوري، والتي كشف عنها مع البيان، صورة التقطت لسطح السفارة الأميركية في تل أبيب، من شرفة مبنى مرتفع قريب"، مشيرًا إلى أن "منصوري كان يعتزم إقامة روابط تجارية مع رجال أعمال إسرائيليين، كسِتار لجمع معلومات مخابرات، وأنشطة أرهابية"، مؤكدًا أن "منصوري محتجز بناء على أمر قضائي، وأنه سيمثل، الاثنين، أمام قاض في جلسة ستنظر تمديد فترة حبسه".
من جانبها، نفت إيران ما أعلنه عنه الكيان الإسرائيلي، وقالت صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية، ردًا على الادعاءات، أن "الكيان الإسرائيلي يحاول تقليص حجم الأضرار، التي لحقت به في أعقاب الزيارة الناجحة، التي قام بها الرئيس الإيراني حسن روحاني، للأمم المتحدة".
وأضافت الصحيفة أن "ما نشره الكيان بشأن اعتقال منصوري غير مفاجئ، فهذه خطوة أولى من قبل النظام الصهيوني، لمنع التوصل لحل وسط بين إيران ودول الغرب، وجزء من الدعاية الإسرائيلية، التي لم تحظَ بتغطية إعلامية واسعة النطاق في الإعلام الغربي".
أرسل تعليقك