غزة ـ محمد حبيب
تتواصل معاناة الغزيين يومًا بعد يوم، بسبب البطء الشديد الذي يعمل به معبر رفح جنوب القطاع، المتنفس الوحيد لسكان غزة البالغ عددهم مليون وثمانية ألف مواطن، ومسلكهم الوحيد إلى العالم الخارجي، حيث لا تتفاقم المعاناة نظرًا إلى الأعداد الكبيرة للمسافرين من طلبة ومرضى وعالقين وأصحاب إقامات. وقد سمحت السلطات المصرية بفتح المعبر لفئات محددة من المسافرين ولمدة ثلاثة أيام، بعد إغلاق لمدة ثمانية أيام متتالية، على الر من العرض الكبير الذي يتمثل في أعداد الطلاب
والمرضي والعالقين وغيرهم من الحالات الإنسانية، فبعد صوم دام ثمانية أيام، سمح بالإفطار ولكن وجبة الإفطار هذه المرة كانت عبارة عن باص واحد و6سيارات إسعاف وبعثة الحج، في ما يعادل 130مسافرًا وقدوم 310 مسافرًا إلى أرض الوطن خلال الساعات الأربعة في معبر كمعبر رفح البري، الذي يستطيع أن يسفّر مئات المواطنين خلال ساعة واحدة، بذريعة أن شبكة الحاسوب معطلة، حيث أن هذه الحجة والذريعة قد عمل بها 35 يومًا من أيام العمل على المعبر هذا العام، حسب إحصاءات الإدارة العامة للمعابر.
وتم السماح في اليوم الثاني للفئات المحددة بالسفر، يمر ويطوي ساعاته الأربعة المسموح خلالها بالسفر من وإلي معبر رفح، وكانت ساعات اليوم الثاني أفضل من سابقها، لا سيما بداية العمل في الصباح، من دون سقوط شبكة الحاسوب المصري، وهو ما ساعد على دخول ثلاث حافلات من أصل سبعة، كانت مُجهّزة عند صالة المغادرة الفلسطينية، وأربعة حافلات أخرى آتية من الجانب المصري.
وامتزج سفر المواطنين، خلال اليوم الثاني في معبر رفح، بفعاليات عدة، حيث نظم عشرات الأطفال وقفة تضامنية مع عائلة الطفل المشهراوي، الذي تُوفي بعد ولادته، الأحد، على بوابة المعبر المصري، بسبب عدم السماح لوالدته بالدخول إلى المعبر، ورفع الأطفال لافتات تُطالب السلطات المصرية بفتح المعبر ورفع الحصار وإدخال الأدوية والكهرباء أسوةً بكل أطفال العالم الذين يعيشون حياة مريحة .
ويتقلص عدد المسافرين عبر معبر رفح البري، منذ السماح بفتحه، حيث سافر في اليوم الأول 130 مواطنًا، من بين 310 مسجلين للسفر، فيما تم السماح بسفر ثلاثة حافلات من أصل سبعة كانت مستعدة للسفر، فيما سيفتح المعبر أبوابه لليوم الثالث على التوالي، لدخول العالقين، حيث أعلنت وزارة الداخلية في حكومة غزة عن أسماء الطلبة المُقرر سفرهم.
وجددت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، مطالبتها السلطات المصرية بفتح معبر رفح البري على مدار الساعة في كلا الاتجاهين، معربة عن استغرابها من تذرّع المصريين بتعطل شبكة الحواسيب للمسافر المغادر من دون الوافد، فيما أكد وكيل وزارة الداخلية أ. كامل أبو ماضي، تقلّص تعداد المغادرين هذا العام بشكل كبير، مما فاقم الحالة الإنسانية داخل القطاع، وأن المعبر لم يفتح إلا ستة أيام منذ بداية الشهر الجاري، وأن غزة في مشكلة حقيقية وكارثة إنسانية، مرضى مهددين بالموت، وطلاب فقدوا مقاعدهم وأصحاب إقامات فقدوا إقاماتهم وأعمالهم.
وأضاف أبو ماضي، "معبر رفح كأي معبر في العالم، يوفر حق التنقل لمواطنيه، فيجب أن يضمن عدم إغلاقه، وأحقّ حقوق الإنسان الفلسطيني السفر والتنقل"، مطالبًا السلطات المصرية بـ"ضرورة فتح المعبر بشكل واقعي ودائم، ومراعاة حاجة أهالي القطاع، وتحمل المسؤولية فكل عالق ذنبه في رقبتكم".
ودعا وكيل وزارة الداخلية المسؤولين المصريين إلى أن "يراعوا ظروف غزة، وأن يفتحوا المعبر على الدوام"، مطالبًا بالإسراع في ذلك، لوقف التداعيات الخطرة على حياة الفلسطينيين.
وأكد المدير العام للمعابر ماهر أبو صبحة، "لقد تفاءلنا بعد إبلاغ المخابرات المصرية لرئيس الوزراء إسماعيل هنية بفتح المعبر لثلاث أيام، وطمأنته بتسهيلات في عمل المعبر، ووعود بموسم حج طيب، ولكننا تفاجئنا بواقع مرير، فالمعبر مفتوح صوريًا ومغلق فعليًا"، مضيفًا مستشهدًا بإحصاء العمل، ليوم السبت، ان "الجانب المصري سمح السبت بدخول باص واحد من أصل 8، تم إعدادها للسفر بالإضافة إلى بعثة الحجاج" .
وعرض أبو صبحة، إحصاءًا يُقارن بين عمل المعبر في أشهر تموز/يوليو وآب/أغسطس وأيلول/سبتمبر من العام الماضي، وعمله خلال الأشهر ذاتها من العام الجاري، وأن عدد المغادرين خلال الأشهر الثلاثة في العام الماضي بلغ 60 ألف مسافر، بينما كان العدد في العام 2013، 14 ألف مسافر فقط.
أرسل تعليقك