بغداد ـ نجلاء الطائي
أكدت لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي، الأربعاء، قلقها "البالغ" على حياة الإنسان العراقي بسبب ما يتعرض له من أعمال عنف، وأن حجم الضحايا بلغ مستوى "لايمكن السكوت عليه بأي حال".وأكدت اللجنة، أن "منظومة السلم المجتمعي باتت مهددة بفعل الخارجين على القانون وأمراء الحرب والمحتمين بعباءة القانون"، فيما اتهمت "متسترين بالغطاء الدولي أحيانًا والإرهاب أحيان أخرى بالعمل
على نهش أجساد البسطاء".
وأكد رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية سليم الجبوري، في كلمة له خلال احتفالية أقامها البرلمان لمناسبة "اليوم العالمي للسلام"، في مبنى البرلمان، وحضره "العرب اليوم"، أنه "في الوقت الذي تُعلن فيه الأمم المتحدة، العراق البلد الأول في العالم من حيث عدد الضحايا بسبب العنف، والتي زادت خلال الشهر الماضي عن ثلاثة ألاف قتيل وجريح، تأتي هذه المناسبة المهمة في حياة البشرية جمعاء، حيث تتشكل صورة معتمة في عالمنا الذي يموج بالمتغيرات، وأود أن أبوح بكل ما في صدري، من قلق بالغ على حياة الإنسان في هذا البلد، حيث بلغت خطورة حجم الضحايا يوميًا مستوى لا يجوز السكوت عنه بأي حال، وهنا لا أريد أن أُلقي باللائمة على شخص أو مؤسسة بعينها، فالكل يتحمل قدرًا من المسؤولية الأخلاقية وحتى الرسمية".
وأشار الجبوري، إلى أن "منظومة السلم المجتمعي باتت مهددة بفعل الخارجين على القانون، وأمراء الحرب وقادة الجماعات المسلحة و(القاعدة) والميلشيات والمنتفعين من الاحتراب المجتمعي، والأخطر من ذلك المحتمين بعباءة القانون، والذين يحتمون بسلطان الدولة ويعتمدون على كنف المؤسسات"، مضيفًا أن "الضحية الأولى والأخيرة للتناحر والاحتراب المجتمعي هو الإنسان في شتى الأطياف والإثنيات والفئات، وأن المستفيدين هم من عديمي الضمائر، من المتسترين بالغطاء الدولي أحيانًا، والإرهابي أحيانًا أخرى، وهم قلّة أرستقراطية فاحشة الطموح، غير محدودة الوحشية في نهش أجساد البسطاء من الشعوب المنكوبة والمحرومة، والتي لا تزال ترزح تحت خط الفقر، وفي مناطق بالغة السخونة ومنعدمة الخدمات، لا تصلح بأي حال للعيش البشري".
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي"، الثلاثاء، مقتل وإصابة 3112 عراقيًا في أعمال عنف وهجمات "إرهابية"، خلال الشهر الماضي، وأن عمليات الاستهداف طالت مكونات الشعب العراقي جميعها من دون استثناء، فيما دعت جميع القادة السياسيين ورجال الدين والقوات الأمنية إلى العمل سويًا للحدّ من "سفك الدماء"، فيما أشارت إلى مقتل وإصابة 2834 عراقيًا، في أعمال عنف وهجمات إرهابية وقعت خلال شهر آب/أغسطس 2013، في حين بينت أن حصيلة الشهر ذاته "سجلت انخفاضًا" في أعداد الضحايا، مقارنة بشهر تموز/يوليو، وأعربت عن قلقها لمقتل وإصابة 17 ألف عراقي منذ بداية العام 2013.
جدير بالذكر أن معدلات العنف في بغداد شهدت منذ مطلع تموز/يوليو الماضي، تصاعدًا مطردًا، إذ ذكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق، في الأول من آب/أغسطس 2013، أن تموز/يوليو الماضي، كان الأكثر دموية، بعد مقتل وإصابة 3383 عراقيًا في عمليات عنف في مناطق متفرقة من البلاد، مشيرة إلى أن هذه الحصيلة هي الأكثر دموية في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات.
أرسل تعليقك