مكناس - محمد لديب
استنكرت جمعية "ماتقيش ولادي" لحماية الطفولة، حكمًا قضائيًا، صدر في بحر هذا الأسبوع، قضى بالحكم على شخص متورط في قضية اغتصاب لطفل لا يتعدى عمره 8 أعوام، بالحبس عام واحد. وقالت رئيسة جمعية "ما تقيش ولادي" (لا تلمس أبنائي) نجيبة أديب، في تصريح لـ "العرب اليوم": إن الحكم لم يكن في مستوى تطلعات الناشطين الحقوقيين، الذين تابعوا هذا الملف المثير. وأوضحت أديب أن "الجاني اغتصب الطفل
عندما كان عمره 6 أعوام، وهو الآن في الثامنة من عمره، وقد دمرت حياته بالكامل، فهل هذه المعاناة تستحق عامًا واحدًا حبسًا فقط؟". واعتبرت أن "توقيع المغرب على اتفاقيات حماية الأطفال، وتشديده للعقوبات السجنية على مغتصبي الأطفال في قانونه الجنائي، والذي ينص على تطبيق عقوبات سجنية تصل إلى 30 عامًا سجنًا ضد مغتصبي الأطفال، تقتضي تطبيقها على أرض الواقع في المحاكم المغربية". وقالت: نحن لن نصمت على التساهل مع مغتصبي الأطفال.
وجاء في بيان الجمعية أن "القضية تتلخص في كون الطفل الذي ازداد في ليبيا أنه رجع رفقة والديه إلى وطنه الأم، المغرب، بعد الأحداث الليبية. وبعد هدوء العاصفة رجع أبوه إلى ليبيا تاركًا طفله رفقة زوجته القاطنة في دوار البقرية الكائن ضواحي إفران. بعد ذلك التحقت الأم بالأب والتحق الطفل بعمته القاطنة في مدينة آزرو، والتي لاحظت تغييرًا في سلوكه إلى جانب تبوله اللا إرادي. وحين اطمأن إليها باح لها بما كان يقوم به قريبه من استغلال جنسي له وذلك لمدة عام ونصف".
وأضاف البيان "تم وضع شكاية لدى الدرك الملكي الذي قام بما يجب القيام به من اعتقال للمجرم وتدوين اعترافاته في محضر رسمي، قبل تقديمه للعدالة وفتح له ملف عدد 86/ 2013. وبعد 8 أشهر من الاعتقال والاستماع له وكذا الاستماع للضحية، الذي حكى ببراءة جميع الوقائع الجرمية التي قام بها قريبه حكمت عليه بعام واحد حبسًا نافذًا".
واعتبرت الجمعية في بيانها أن "هذا الحكم لا يتماشى ومستوى الفعل الجرمي الذي قام به المجرم في حق الطفل، وهو ضرب للطفولة المغربية ولكل المواثيق الدولية التي تعني بحقوق الطفل. وأن مثل هذه الأحكام لا يمكنها أن تكون رادعة للمجرمين الذين يتلذذون بأجساد أطفالنا، بل ستشجعهم على المشي قدما في درب الجريمة ضد الطفولة".
وطالبت جمعية "ما تقيش ولادي" القضاء بأن "يتحمل مسؤوليته الجسيمة في تطبيق القانون بجميع حذافيره، للضرب بقوة على أيدي جميع مغتصبي الأطفال، حتى يتسنى له المساهمة بشكل مباشر لمحاربة هذه الآفة التي تلطخ مستقبل طفولتنا".
أرسل تعليقك