رام الله - وليد أبوسرحان
وجه مبعوث الرئيس الفلسطيني إلى سورية، الخميس، اتهامًا لمليشات مسلحة في المعارضة السورية، بالسعي لإنهاء وجود اللاجئين الفلسطينيين في سورية، والقضاء على مخيماتهم هناك، كشاهد على جريمة الكيان الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني. واتهم الممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني محمود عباس، عباس زكي، عقب عودته من سورية، الخميس، "جماعات مسلحة تابعة للمعارضة السورية باستباحة مخيمات اللاجئين
الفلسطينيين، بغية القضاء على الوجود الفلسطيني في سورية، وإنهاء ظاهرة المخيمات، كشاهد على الجريمة الإسرائيلية، التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني"، مشددًا على أنه "ليست كل المعارضة السورية متورطة في تنفيذ ذلك المخطط"، الذي وصفه "بالدنيء"، موضحًا أن "المخيمات الفلسطينية تتعرض لمؤامرة، تهدف إلى إنهاء وجود المخيمات كمخيمات، وتحويلها إلى أحياء داخل سورية"، مشددًا على أن "المخيمات الفلسطينية تعيش أوضاعًا مأساوية"، محملاً بعض المليشيات المسلحة المعارضة للنظام السوري المسؤولية، عبر استباحها للمخيمات، وسعيها لجر الفلسطينيين للصراع الدائر في سورية.
وأشار زكي إلى أن "الجيش السوري النظامي يتجنب اقتحام المخيمات، لملاحقة المسلحين، لاسيما مخيم اليرموك المحاصر، خشية ارتكاب جرائم في المخيم باسم الجيش السوري، وفي الوقت نفسه، يحاول قدر المستطاع الرد على أي طلاق نار ضده، وبالتالي هذا الوضع الاستثنائي يسود في كل أنحاء سورية، ولكن هناك خمس مخيمات فلسطينية الأن كادت أن تخلوا تمامًا من سكانها"، منوهًا إلى أنه "تم التوافق مع الجهات الرسمية السورية على إجراءات كفيلة بالحد من المعاناة التي يعيشها ما تبقى من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، وذلك بالتنسيق والتشاور مع الجهات الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن "مخيم اليرموك، الذي كان يضم 250 ألف لاجئ، لم يبق فيه إلا حوالي 18 ألف لاجئ، وهو منذ ستة أشهر بلا كهرباء، ولا يوجد حياة فيه"، لافتًا إلى أن "الفصائل الفلسطينية في سورية أجرت حوارًا مع مسلحي المعارضة للانسحاب من مخيمات الفلسطينيين، إلا أن قسمًا منهم رفض الانسحاب، في حين وافقت جماعات أخرى"، وأضاف قائلاً "المعارضة السورية، وعبر استباحتها لمخيمات اللاجئين، وتحويلها لساحات حرب، تقضي على الوجود الفلسطيني في المخيمات، وهذا ما لا يرضاه أحد، أن يكون الفلسطينيون إما غرقى في البحر نتيجة الهجرة غير المشروعة، وإما أن يرحلوا جماعيًا إلى أستراليا، وأما حملة الشهادات العليا منهم يستوعبوا في أوروبا، فهذا مخطط دنيء، يهدف لإلغاء المخيم، وتحويله إلى حي من أحياء البلد، وبالتالي إنهاء الاستحقاقات المترتبة على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الـ(أنروا)، وعلى المجتمع الدولي، وبالتالي فقدان حق العودة للاجئين".
وشدد زكي على أن "سورية، وعلى الرغم من اختلافها مع القيادة الفلسطينية، إلا أنها منحت اللاجئين الفلسطينيين امتيازات كمواطنين سوريين، مع احتفاظهم بهويتهم كلاجئين، وهو وضع لم يحصل عليه اللاجئ الفلسطيني في دول عربية أخرى".
وأشار زكي، الذي التقى الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين الماضي، بأن الأخير أكد "حرصه على القضية الفلسطينية، بوصفها القضية المركزية للعالم العربي، لاسيما بالنسبة إلى سورية"، وأضاف "على الرغم من كل المحن والعواصف والمؤامرة، قال الرئيس السوري بالحرف الواحد (تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لسورية، ودون فلسطين لا يوجد سورية)".
وحسب وكالة "سانا" السورية، فإن الأسد أكّد، أثناء استقباله، صباح الاثنين، المبعوث الشخصي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي، أن "الهجمة الشرسة التي تتعرّض لها سورية لن تغيّر من ثوابتها ومبادئها القومية"، مشددًا على أن "مركزية القضية الفلسطينية والتمسّك بالحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني ستبقى أولوية بالنسبة لسورية"، لافتًا إلى أن "الأحداث التي تشهدها سورية لم ولن تغيّر نهج الشعب السوري إزاء أشقائه الفلسطينيين الموجودين في سورية، بل زادتهما لحمة وتماسكاً في مواجهة الاعتداءات الإرهابية التي تستهدفهما معا".
أرسل تعليقك