فاس- حميد بنعبد الله
خاط شابٌّ مغربيٌّ من مدينة فاس، يُدعى جمال أنكود، فمه احتجاجًا على استمرار احتجاز شقيقه عادل منذ حوالي 4 أشهر في قسم الهجرة والجوازات في العاصمة السورية دمشق، في ظل "تقاعس السلطات المغربية في القيام بالواجب لإعادة ترحيله إلى المغرب بعد إنهائه عقوبة حبسية أُدين بها"، حسب عائلته.
وموازاةً مع هذا الشكل الاحتجاجي الذي أقدم عليه جمال أنكود، الذي سبق أن خاط فمه في مرات سابقة
احتجاجًا على ظروف اعتقاله ومحاكمته في قضية قضائية، تضامنًا مع أخيه للمطالبة بترحيله إلى المغرب، قرر باقي أفراد الأسرة الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام في منزلها في حي النرجس.
وتجندت عائلة أنكود للضغط على الحكومة المغربية للتدخل لدراسة ملف ابنها الموجود في سورية، من خلال أشكال احتجاجية تقول إنه مضطرة لتنفيذها بعدما سدت كل الأبواب في وجوههم، وأصبح مصير عادل مجهولاً في ظل استمرار الحرب في سورية، من دون تدخل من الحكومة المغربية.
ورغم اتصالها بوزارة الخارجية والسفارة المغربية في لبنان لتسوية الوضعية الإدارية لعادل أنكود الذي يعاني من شلل نصفي بعد تعذيبه وتعنيفه في السجون السورية، فإن أسرته لم تتوصل بأي رد من السلطات المغربية، مبدية استعدادها لحجز تذكرة عودة قريبها إلى المغرب إذا طلب منها ذلك.
وتطالب أسرة أنكود التي تقطن حي النرجس في مدينة فاس، السلطات المغربية بالتدخل لدى نظيرتها السورية، لترحيل ابنها إلى المغرب، وتسليمه من طرف ممثل سفارة المغرب في لبنان، كإجراء إداري معمول به في مثل هذه الحالات، واحترازًا من أي مكروه يمكن أن يلحق به جراء أوضاع سورية.
وغادر عادل أنكود المغرب في العام 2001 متوجهًا إلى تونس ومنها إلى ليبيا قبل ترحيله إلى سورية، حيث اعتُقل بعد 6 أشهر من وصوله إلى سورية، من قبل الأمن السوري، بعد مداهمته منزلاً كان يقيم فيه رفقة مواطنين جزائريين وتونسيين ومصريين وأتراك، والعثور على كمية من المخدرات فيه.
وأدين هذا الشاب الذي تنفي عائلته تورطه في تجارة المخدرات الصلبة، بـ 10 سنوات حبسًا نافذة بعد اعتقاله، أنهاها في سجن دمشق، من دون أن يتم ترحيله إلى المغرب، رغم محاولات عائلته المتعددة التي باءت بالفشل، مما اضطرها إلى الدخول في أشكال احتجاجية تصعيدية.
واتُّهِم عادل أنكور بعد أشهر من دخوله السجن، بقيادة تمرد من داخله قبل أن يوضع في زنزانة انفرادية طيلة نصف سنة، حيث قامت السفارة المغربية في دمشق بزيارته للاطلاع على حالته الصحية وظروف وملابسات اعتقاله ومحاكمته، وآثار التعذيب البدني والنفسي الذي تعرضه إليه.
وأصيب هذا الشاب بشلل نصفي أُخضع بسببه إلى عملية جراحية، دون أن يسلم طيلة اعتقاله من "اتهامات مجانية تتعلق بسب وشتم رئيس الجمهورية، أحيل إثرها على الأمن السياسي قبل إحالته على القضاء العسكري، لتتم تبرئته لغياب الأدلة والقرائن"، حسبما تقول عائلته في مدينة فاس المغربية.
وواجه عادل أنكود تهمة تتعلق بالجاسوسية والعمالة والتخاطب مع جهات أجنبية، حسب وثيقة خطية يشير فيها إلى أنه أصبح بعد انتهاء عقوبته السجنية يواجه تهمة الإعدام في المحكمة العسكرية السورية، بتهم تتعلق بالتخابر مع جهات معادية والعمالة لجهات خارجية، وتسريب معلومات تضر بالأمن.
أرسل تعليقك