دمشق - جورج الشامي
اعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض أن إجلاء 1000 من أهالي معضمية الشام بعد ضغط المجتمع الدولي على نظام بشار الأسد بالتنسيق مع منظمة الهلال والصليب الأحمر غير كاف لمعالجة الأزمة الإنسانية التي تعيشيها المعضمية إثر الحصار الخانق والممنهج الذي تمارسه القوات الحكومية ضد المدنيين بتهمة أنهم حاضنو الثورة الشعبية، مشيرا "إلى أن هؤلاء الأهالي احتجزتهم قوات الأسد في مدرسة خاضعة له بعد اعتقاله لبعض الأطفال وتعذيبهم أملا في حصوله على معلومات تفيد بتحركات الجيش السوري الحر داخل المنطقة، وقال الائتلاف أنه حذّر "موظفي الصليب الأحمر من مخاطر تسليم أولئك المدنيين المستضعفين إلى نظام بشار الأسد،
لكنهم صرحوا بأنهم مجرد عاملين في المجال الإنساني وليس بوسعهم القيام بأي عمل يضمن سلامة تلك العائلات".
وطالب الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي "بتحمل مسؤوليته الإنسانية وإجبار نظام بشار الأسد على إيقاف حملة التجويع الممنهجة والمجازر الجماعية الممارسة بحق المدنيين داخل معضمية الشام، إضافة إلى فتح ممرات إنسانية تتمكن المنظمات الدولية خلالها من إغاثة الأهالي المحاصرين.
يذكر "أن حصار المعضمية يدخل يومه الحادي والثلاثين بعد المائة، حيث تأوي المنطقة أكثر من 12 ألف مدني؛ منهم 7 آلاف من الأطفال والنساء الذين يصارعون الموت منذ أشهر في ظل انعدام الحاجات الأساسية" حسبما جاء في التصريح.
وتعتبر المعضمية بوابة دمشق الأكثر حساسية بالنسبة لمعاقل النظام الأمنية، خصوصا وأنها تشكل البعد الاستراتيجي لمحور الغوطة الغربية من خلال تجاورها مع مدينة داريا المحاصرة الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر.
يذكر أن الكتائب المقاتلة في المناطق الجنوبية لدمشق طالبت نظام بشار الأسد، الأحد، بفك الحصار عن غوطتي دمشق وجنوبها، والتي شهدت حصارا خانقا من قبل القوات الحكومية على المواد الغذائية والسلع الضرورية التي يحتاجها الأهالي لحياتهم اليومية، ما أودى بحياة الكثيرين من الأطفال والمدنيين المحاصرين جراء سياسة التجويع التي انتهجها نظام بشار الأسد على غوطتي دمشق. واللتين تعتبران أحد أهم البوابات الأساسية التي تشكل خطورة مباشرة على مراكز النظام الأمنية أيضا داخل العاصمة دمشق.
وحذرت الكتائب المقاتلة داخل الجنوب الدمشقي في بيان لها نظام بشار الأسد "بقصف مراكزه الأمنية الثلاثاء في حال عدم الاستجابة لدعوتهم في فك الحصار على المدنيين".
وأضاف البيان "أن المدنيين والأهالي في دمشق من يمنع الكتائب المقاتلة عن قصف المراكز الأمنية، خشيته إصابة بعضهم أثناء استهدافه لمعاقل القوات الحكومية". ودعت الكتائب المقاتلة "سكان الأهالي المقيمين بالقرب من مراكز القوات الحكومية من مغادرتها حرصا على أرواحهم في فترة تنفيذ العملية".
يذكر أن الائتلاف الوطني السوري طالب المجتمع الدولي في وقت سابق بوجوب الضغط الفوري على نظام بشار الأسد وإجباره على فتح ممرات إنسانية يستطيع خلالها من تأمين الغذاء والمساعدات الإنسانية لغوطتي دمشق وجنوبها المحاصر. إلا أن محللين قالوا" أن الصفقة الكيميائية كانت جزرة استطاع بشار الأسد بالاتفاق مع إيران وروسيا من تقديمها للمجتمع الدولي بغية صرف الأنظار عن سياسة التجويع والحصار التي يستهدف بها الحاضنة الشعبية للثورة السورية".
أرسل تعليقك