بيروت ـ جورج شاهين
كشفت مصادر أمنية لبنانية، لـ"العرب اليوم"، عن اتصالات أجراها مدير الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، مع الموفد العربي والدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، من أجل الإفراج عن مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، المخطوفين على يد جماعة من أصول شيشانية متشددة تعمل في شمال سورية.وأكدت المصادر
، أن اللواء ابراهيم الذي يواصل مساعيه، مُكلفًا من الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وقد زار العاصمة السورية دمشق، الأربعاء، حيث استقبله الرئيس بشار الأسد قرابة ساعة من الوقت، وبحث معه في ملف المطرانين.
وذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية، أن اللواء ابراهيم بصدد القيام بأكثر من زيارة خارجية لتحريك ملف المطرانين، وستكون الدوحة، على الأرجح، أول عاصمة تشملها جولته، كما عُلم أن أكثر من اتصال جرى بين ابراهيم و الموفد الدولي الأخضر الابراهيمي ومساعديه للبحث في قضية المطرانين المخطوفين، فيما أكدت أوساط مُقرّبة من مدير الأمن العام، لـ "العرب اليوم"، أنه صديق شخصي للإبراهيمي وتجمعه به علاقة ودّ وصداقة نادرة.
وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن الاتصالات المتعلقة بهذه القضية وصلت إلى مرحلة متقدمة، استوجبت حسم بعض النقاط، وبالتالي ترتيب اللقاء بين الأسد وابراهيم، الذي تمنى على الرئيس السوري التعاون في أمور محددة، من شأنها أن تُعطي قوة دفع للمفاوضات، وأن الأسد أظهر تجاوبًا مع ما طرحه المسؤول اللبناني، وأعطى على الفور توجيهاته للجهات السورية المختصة، من أجل تقديم كل الدعم الممكن للمساعدة في طي هذا الملف.
وقال اللواء ابراهيم، الخميس، "إن اللقاء مع الرئيس الأسد تركز على ملف المطرانين المخطوفين، وأن النقاش كان إيجابيًا ومثمرًا، وكاشفًا عن أن الرئيس السوري، كما في المرة السابقة، أبدى كل تجاوب وانفتاح للمساعدة في إنهاء هذه القضية، وأعرب عن استعداده للقيام بكل ما من شأنه أن يساهم في تحرير المطرانين.
ووصفت صحيفة "النهار"، لقاء الرئيس السوري بشار الأسد والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم بـ"الجيد"، وتخللته إشارة وديّة من الأسد، عندما قال إلى مدير الأمن العام "لماذا غادرت سورية إلى لبنان ثم عدت إلينا؟ نتمنى لو بت الليلة في دمشق"، مشيرة إلى أن "موضوع المطرانين محاط بسرية تامة توصلاً إلى اتفاق مع الجهة الخاطفة، وهي شيشانية يتزعمها محمود أغاروف، ولها مطالب تتخطى الحدود السورية".
وأبدى الجانب السوري امتعاضه مما وصفه "بالمُزايدة اللبنانية في قضية المطرانين وهما سوريان، مما يعني أن قضيتهما قضية وطنية سورية بإمتياز، وبما أن الجهة الخاطفة شيشانية، فإن روسيا معنية بالقضية، انطلاقًا من علاقة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بها، وكذلك انطلاقًا من إمكان تحقيق السلطات الروسية مطالب للخاطفين في بلادها، وعُلم أن دولاً عدة معنية بالموضوع، بينها دولة غربية واحدة على الأقل، ولن يكون من مطالب الجهة الخاطفة أمر متعلق بمسجونين إسلاميين في لبنان، أما بالنسبة إلى قطر، فسيكون لها دور في الوقت المناسب".
أرسل تعليقك