بيروت – جورج شاهين
بيروت – جورج شاهين
أكَّدَ رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة نجيب ميقاتي لـ "العرب اليوم" أن طرابلس والطرابلسيين يرفضون أن تستمر المدينة صندوق بريد تُوجَّه منها الرسائل في هذا الاتجاه أو ذاك، وكلنا كطرابلسيين ندفع الثمن، مؤكدًا أن جزءًا مما يحصل اليوم هو انعكاس لما يحصل في سوريَّة، فيما أكَّدَ المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد إبراهيم بصبوص لـ "العرب اليوم" أن الحصيلة الشاملة بلغت 14 قتيلاً من بينهم قتيل للجيش قضى، السبت،
متأثرًا بجروحه هو الرقيب يوسف كمال، وحوالي مائة جريح بينهم ثمانية عسكريين جرحى.
وقال ميقاتي ردًا على سؤال عن حجم الترتيبات الإستثنائية التي بدأتها وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي في المدينة لفرض الأمن: أنا متأكد أن كل الخطوات التي سيتخذها الجيش ستعيد الأمن والاستقرار الى المدينة، وآخر الأخبار التي وصلتني هذه الليلة، مساء الأحد، تؤكد أن الوضع مستتب ومستقر، وأنا أتابع الوضع لحظة بلحظة من أجل أن تتم كل الخطوات في أفضل الظروف التي يتمناها أهلنا في المدينة.
وردًا على ما يقال إن أحداث طرابلس انعكاس لما يجري في سورية ومعركة القلمون تحديدًا، أوضح ميقاتي: مما لا شك اننا في لبنان مرآة لما يحصل في المنطقة، وربما ان جزءآ مما يحصل اليوم هو انعكاس لما يحصل في سورية، ولكن من المفروض ان نكون فوق مستوى هذا الأمر، واقول لكل الأطراف لنتعالى على كل ما يجري في المنطقة فمن الحرام القبول باستنزاف قوانا.
وأعلن ميقاتي: منذ الإجتماع الذي عقد في قصر بعبدا، الأسبوع الماضي، اتخذنا قرارًا سياسيًا واضحًا وصريحًا للتشدد في كل ما يمكن أن نقوم به من أجل أمن مدينة طرابلس، وأعطيت التوجيهات إلى كل القوى الأمنية المنتشرة في المدينة لتكون بإمرة الجيش اللبناني وتنسيق المهام في ما بينها وتوزيع الأدوار، بما يضمن أمن المدينة واستقرارها. والآن نرى أن كل ما تقرر ينفذ ويقوم الجيش بالإجراءات التي تقرر القيام بها تدريجًا وقدر المستطاع، وما يقوم به لا يُعَد مسايرة لطرف أو لآخر، وهو يتخذ إجراءآت دون تمييز بين منطقة واخرى، فجميع الطرابلسيين يريدون الأمن والاستقرار.
هذا على المستوى الأمني، أما على المستوى القضائي فأوضح ميقاتي: إنني على اتصال متواصل مع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية من أجل استعجال الخطوات القضائية وللإسراع في التحقيقات الجارية مع الموقوفين في تفجيري مسجدي السلام والتقوى لإحالتهم الى القضاء المختص ولـتأخذ العملية مجراها وتوضيح الأمور. فأهل طرابلس الذين عبروا عن عقلانية تامة بعد الانفجارين وبعد الإعلان عن توقيف بعض المتهمين بتنفيذهما عبَّروا عن وعي كامل ورهان غير قابل للجدل على الدولة وأجهزتها، واتمنى ان تكون الدولة على مستوى هذا الرهان.
وطلبي إلى الجميع، أضاف ميقاتي: بسيط وواضح، طالما أنه ليس لدينا خيار سوى الدولة اللبنانية، فما علينا إلا ان نعمل لتعطيل مساعي جرنا إلى حيث لا نريد، فهل نحن نريد تعطيل المدارس والجامعات وإقفال الأسواق التجارية، والاستمرار في نزف الأرواح البريئة، وعلينا أن نعمل من أجل ترجمة ولائنا للدولة ومؤسساتها والسعي الى قطع الطريق على السعاة إلى الفتنة، فما يحصل ليس في مصلحة أحد ولا يمكن أن يوفر مصلحة لأحد على الإطلاق.
وردًا على سؤال عن الحصيلة الثقيلة من ضحايا وشهداء وجرحى، قال ميقاتي: هذا أمر مؤسف للغاية وجميع هؤلاء الضحايا أبرياء كانوا يسعون الى لقمة العيش وقد قُتلوا او جرحوا، فمن هو المستفيد طالما أن الجميع متضررون؟
وسال ميقاتي، ما هو السبب والدافع الى ما يجري؟ وهل يريد البعض ان نكون دمى بيد هذا وذاك، فكل السياسيين وابناء طرابلس يرفضون ذلك، فلنكن موحدين في مواجهة ما يخطط للمدينة من جولة إلى أخرى؟.
ميدانيًا، تحدثت المعلومات الواردة إلى "العرب اليوم" عن تدابير أمنية وعسكرية جديدة ومشددة، وقد توجهت، السبت، قوى إضافية من "مغاوير البحر" إلى المدينة لتنضم الى باقي القوى العسكرية المنتشرة في المدينة منذ فترة، وبدأت عصر السبت بالانتشار في منطقة جبل محسن، بدءًا بالنافورة مرورًا بالمشارقة وصولاً إلى حي الأميركان، وتعتبر الخطوة الأولى من الخطة المنويّ تنفيذها بين جبل محسن والتبانة وفي ارجاء المدينة لإلغاء ما يسمى بخطوط التماس التقليدية بين المناطق.
وعلى مستوى قوى الأمن الداخلي أكَّدَ المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد إبراهيم بصبوص لـ "العرب اليوم" أن قوى الأمن الداخلي نقلت قوات إضافية الى المدينة، وأعلنت حال الاستنفار القصوى منذ الجمعة الماضي لتعزيز إجراءاتها في المدينة وعلى مداخلها.
وأوضح أنه بالإضافة إلى الحواجز الأربعة الرئيسة المقامة على مداخل المدينة للتفتيش، فقد تولت قوات إضافية تسيير ست دوريات مؤللة في شوارع المدينة وتتولى نصب الحواجز الطيارة بين فترة وأخرى، ما يؤدي الى الإمساك بمفاصل المدينة إلى جانب وحدات الجيش والأمن العام فيها.
وعن الحصيلة النهائية للاشتباكات التي أطبقت، السبت، أسبوعًا كاملاً أكَّدَ العميد بصبوص لـ "العرب اليوم" أن الحصيلة الشاملة بلغت 14 قتيلاً من بينهم قتيل للجيش قضى، السبت، متأثرًا بجروحه هو الرقيب يوسف كمال، وحوالي مائة جريح بينهم ثمانية عسكريين جرحى.
أرسل تعليقك