غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الاحتلال الإسرائيلي من تداعيات عدوانه على قطاع غزة، واعتبرت الغارات الإسرائيلية الأخيرة "تصعيدًا استعراضيًا هدفه إرهاب الآمنين من أبناء شعبنا".
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنّت صباح الاثنين غارة على أرض خالية قرب شارع المخابرات غرب مدينة غزة، دون وقوع إصابات.
وحمّلت حماس، في بيان حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، الاثنين، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي آثار أو تداعيات للتصعيد.
كما حذّرت من مغبة استغلال الظرف العربي والمفاوضات والتنسيق الأمني للعدوان على قطاع غزة، بالتزامن مع الحملة الأمنية الشرسة في الضفة المحتلة، "التي جرى خلالها اعتقال العشرات من الطلاب والشخصيات الوطنية بالتنسيق مع السلطة".
وأكدت الحركة أن الاحتلال "لن يفلح في تمرير ما يصبو إليه من خلال جسه لنبض المقاومة واختباره لصبرها".
من جهة أخرى، هدد وزراء ومسؤولون إسرائيليون بتنفيذ عملية عسكرية على غزة، تشكل ضربة قاسية للبنى التحتية للتنظيمات المقاومة والحكومة بغزة.
وحذر وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلية يوفال شطاينتس، من "أبعاد تكرار قصف القذائف الصاروخية باتجاه بلدات الجنوب في إسرائيل"، وقال إنه "إذا استمر أو تصاعد إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة، فلن يكون هناك مناص من حسم الأمور هناك عاجلاً أم آجلاً".
واستبعد شطاينتس "التوصل إلى تفاهمات مع غزة عبر قنوات دبلوماسية ومفاوضات مع الجانب الفلسطيني"، مشدداً على أن "تكرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل سيجلب ضربة قوية على غزة".
وفيما أصدر الجيش تعليمات إلى المزارعين في محيط المجلس الإقليمي عسقلان، المحاذي لقطاع غزة، بعدم القيام بأعمال زراعية قرب السياج الأمني، طلب رئيس المجلس الإقليمي "شاعَر هانيغِف" في النقب الغربي ألون شوستِر، من وزير الدفاع موشيه يعلون عقد اجتماع طارئ معه، لإعادة النظر في القرار بوقف قيام الجيش بمهام الحراسة في التجمعات السكنية القريبة من حدود قطاع غزة.
وقال شوستر إن "الأوضاع الأمنية في محيط القطاع تشهد تصاعداً"، واصفاً القرار المذكور بالـ "قرار خاطئ لا يمكن القبول به".
من جهته أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي عامر خليل ، أن الاحتلال الإسرائيلي لن يخترق الهدوء في قطاع غزة بعملية عسكرية واسعة خاصة في ضوء ترقب إسرائيل للتطورات السياسية التي يعيشها الشرق الأوسط.
وأوضح خليل، أن ما يجري في سوريا واقع مُريح لإسرائيل وأن التقارب الإيراني الأمريكي الذي وضع إسرائيل في مأزق، سينعكس على الجبهتين في لبنان وقطاع غزة بهدف إعادة قوة الردع التي فقدتها في المعارك السابقة.
وأضاف الخبير الفلسطيني في تصريح لـ"فلسطين اليوم" الإخبارية، اليوم الاثنين، أن الاستخبارات الإسرائيلية تُدرك أن المقاومة في غزة على استعداد أمني وعسكري أكبر من معركة الأيام الثمانية "السماء الزرقاء" فهي تسلحت بكامل العتاد العسكري التي فقدته أيام المعركة الأخيرة وأي عملية عسكرية واسعة النطاق على غزة ستؤثر بشكل كبير في إسرائيل خاصة مع توازن قوة الردع التي شكلتها المقاومة.
وقال" إن أي معركة جديدة ستؤثر في الداخل الإسرائيلي وخاصة على رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بالسلب لآن المعركة القادمة ستشهد تغيرات كبيرة في التكتيكات والاستراتيجيات لدى المقاومة الفلسطينية والدليل على ذلك اكتشاف الاحتلال الصهيوني نفق المقاومة داخل الأراضي المحتلة.
ودعا خليل المقاومة في غزة إلى التوحد والتنسيق فيما بينها للرد على أي اعتداء إسرائيلي لأن التوحد يشكل قوة وقدرة وتأثير أكبر على العدو، قائلاً "على المقاومة أن تكون على استعداد كامل لأن العدو لا يؤتمن وفي أي لحظة ربما نشهد معركة جديدة".
وتابع "على المقاومة أن تكون ذات حنكة كبيرة في إدارة المعركة القادمة مع العدو وهي تتنوع بين الحنكة السياسية والحنكة العسكرية، مؤكداً على أن الأولى يجب أن تكون كبيرة بهدف الحصول على مكاسب سياسية أولها تأييد دول عربية وإقليمية للشعب بغزة وتعاطف شعوب العالم في حال شنت إسرائيل معركة عسكرية واسعة على القطاع.
وشدد خليل، على أن أي معركة قادمة مع العدو ستكون مختلفة خاصة بفعل التطورات الحاصلة على أداء المقاومة في غزة".
أرسل تعليقك