بيروت - رياض شومان
حرص الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال لقائه الجمعة مع الموفد الأممي الاخضر الابراهيمي، على التركيز على سياسة تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للازمة السورية كما نص عليه "اعلان بعبدا" ، مؤكدا ان ذلك لا يعني ان لبنان ينأى بنفسه عن سوريا. وقال ان "النأي بالنفس ليس سياستنا بل تحييد لبنان وفق اعلان بعبدا بما يعني اننا نعتمد تحييد لبنان عن
التداعيات السلبية لهذه الازمة وهو ما سرنا بموجبه في المواقف التي اتخذناها من مؤتمرات ذات صلة بالازمة السورية".
وأوضح في حديث صحاقي نشر السبت أننا "لا ننأى بأنفسنا عن مؤتمرات جامعة لكل الاطراف، ولكن النأي بالنفس يكون مع القرار الذي يتخذ في هذه المؤتمرات، فاما علينا ان نكون معه او ضده او ان هناك حلا ثالثا هو النأي بالنفس كخيار لتأمين تحييد لبنان". كما حرص على تبديد اللغط بين التحييد والحياد، قائلاً إن اعلان بعبدا لا يلحظ حياد لبنان "الذي يحتاج الى مؤتمر تأسيسي (...) لكن التحييد هو خطوة نحو الحياد".
وكانت زيارة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي لبيروت الجمعة، أتاحت للمسؤولين اللبنانيين الاطلاع على تعقيدات المناخ الاقليمي المتصل بالازمة السورية عن قرب من خلال المساعي التي يبذلها الابرهيمي لتأمين ظروف انعقاد مؤتمر جنيف 2، فيما تبلّغ الممثل الاممي العربي بدوره الموقف اللبناني المبدئي من إمكان مشاركة لبنان في المؤتمر.
واوضحت مصادر رسمية ما كان "العرب اليوم" توقعه قبل الزيارة، من ان الابرهيمي لم يحمل الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اي دعوة للمشاركة في المؤتمر، كما لم يجزم نهائياً بموعد انعقاد المؤتمر، نظراً الى مضيه في مزيد من المشاورات واللقاءات من أجل بلورة صورة واضحة عن هذا الموعد النهائي، والاتفاق مع المعنيين على آلية توجيه الدعوات اليه وتحديد الجهات والدول التي ستدعى اليه لم يتم بعد.
وقالت المصادر، ان بت موعد المؤتمر وآلية توجيه الدعوات اليه .
وأشارت الى ان ثمة اتجاهين محتملين سيتبين من خلالهما ما اذا كان لبنان سيدعى الى المؤتمر، وهما اما اعتماد حصر الدعوات بدول الجوار السوري تجنبا لدعوة ايران والسعودية اذا تبينت صعوبة اقناع المملكة العربية السعودية بالحضور، واما ايجاد اطار موسع آخر للدعوات تبعا لنتائج الجولة التي يقوم بها الابرهيمي وكذلك نتائج مساع ديبلوماسية اخرى يبذلها أفرقاء آخرون من ابرزها زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري للسعودية.
واذ اكد الابرهيمي في محادثاته مع الجانب اللبناني رغبة عدد من الدول في عقد المؤتمر والمشاركة فيه تحدث عن عقبات وشروط يضعها الاطراف المتنازعون في سوريا يعمل على تذليلها. وأوضحت ان الابرهيمي سمع لغة رسمية متجانسة حيال موضوع مشاركة لبنان في المؤتمر، اذ أيدها الرئيس سليمان وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من حيث المبدأ على ان يتخذ القرار النهائي والرسمي بعد توجيه الدعوات في حال دعوة لبنان اليه.
وأفادت ان سليمان اعرب مجددا عن تأييده الحل السياسي في سوريا قائلاً: "نحن نادينا بذلك منذ اندلاع الازمة في سوريا ورفضنا الحل العسكري"، لافتا الى ان الحل السياسي "ينعكس ايجابا على لبنان ويخفف اعباء النازحين السوريين اليه ويمكّن هؤلاء من العودة الى ديارهم".
أرسل تعليقك