غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
أكد عضو المكتب السياسي لـ "حماس" النائب الدكتور خليل الحية أن "حركته ستنطلق رغم الحصار صوب الاحتلال بكل قوة"، مشددًا على أن "المقاومة مستعدة لردع أي عدوان ضد غزة".
وقال الحية في تصريحات صحافية مساء الجمعة: ما حدث فجرًا شرق خانيونس، يؤكد أن وجهة "حماس" والمقاومة نحو القدس والأقصى وسلاحها في صدر الاحتلال
. وأوضح أن "جنود الاحتلال حاولوا فجر اليوم تخطي السياج الفاصل شرق خانيونس، لكن عيون المقاومين كانت يقظة لهم وبالمرصاد".
وأضاف الحية "رجالنا الأبطال فعلوا فيهم الأفاعيل وإعلام الاحتلال ذكر أنه لولا تدخل طائرات الأباتشي لوجدنا شاليط جديد".
يشار إلى أن كتائب "القسام" تصدت فجر الجمعة، لقوة إسرائيلية متوغلة جنوب غزة، مما أدى إلى إستشهاد 4 قساميين وإصابة 5 إسرائيليين خلال الاشتباك.
وطالب الحية الدول العربية والإسلامية بتقديم الدعم للمقاومة في فلسطين لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وشدد على أن "حماس" لن تُساوم على غير إرجاع الوطن والحقوق"، مستطردًا: لا استفتاء على حق العودة ولا خيارات عليها. وقال: خيارنا وخيار الشعب الفلسطيني واحد على ضرورة عودة اللاجئين إلى أرضهم التي هجروا منها قبل 60 عامًا ولا بقاء للاحتلال فوق ترابنا ولا مقام له ولا حق في أرضنا. وأكد أن "الشعب الفلسطيني لا يعترف بلجان تقسيم فلسطين"، مضيفًا "لا خيارات مقبولة لإنهاء حق اللاجئين إلا بالعودة لفلسطين التاريخية".
قالّ الحية: من يظُنَّ أن الحصار المالي والسياسي والاقتصادي على "حماس" وشعبنا في غزة وأن الإعلام الكاذب سيحرف بوصلتنا عن الاحتلال فهو واهم. وجدد تأكيده أن "الشعب الفلسطيني سيواصل قتاله للاحتلال لآخر رمق وآخر قطرة دم وآخر بنقدية في أيدينا وإن شاء الله تكون بنادقنا وأبطالنا محررين في ساحات الأقصى".
واستغرب الحية من "الصمت العربي على من يحاصر غزة والشعب الفلسطيني المقاوم"، بقوله: ماذا ينتظر المحاصِرون فالحصار سيزول وسنقف صفًا واحدًا في مواجهتكم ولن نقبل للحصار أن يعضَّ أبناء شعبنا".وشدد على أن "حماس سيخترق جميع الحدود والسدود لتوفر لشعبنا لقمة العيش والحياة الكريمة العزيزة".
ومضى الحية يقول "سنحفر في فيافي الأرض لنبحث لشعبنا عن الحياة الكريمة في غزة ومن حقنا على جيراننا إنهاء الحصار بشكل فوري".
وطالب الدول العربية والإسلامية بفتح المعابر وإنهاء الحصار المفروض على القطاع بكل قوة، مستدركًا: لكننا لن نستسلم للحصار وسنبحث في كل مكان وزقاق وناحية وحد من حدودنا لنكسره.
وحيا القيادي البارز في "حماس" المقاومة وجنودها البواسل الذين ينير الله بدمائهم طريق النصر والتحرير، مبينًا أن "النصر هو حليف ورائد "حماس" وشعبنا خلال الفترة المقبلة".
زعم ضابط رفيع المستوى في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "قواته كانت تعلم أن "حماس" قد زرعت عبوة ناسفة في طرف النفق، لذلك لم يتوغل الجنود، وحاول سلاح الهندسة إحداث ثقب في أعلى النفق لامتصاص صدى تفجير النفق، لكن أعمال الحفر هي التي أدت إلى تشغيل العبوة التي زرعها الفلسطينيون في داخل النفق، بعد أن راقبوا تحركات الجيش، ورصدوا احتمالات قيامه بتفجير النفق".
وأضاف الضابط الإسرائيلي، في تصريحات نقلها موقع "واللا" الإلكتروني أن "الفلسطينيين الثلاثة الذين قتلوا، هم في واقع الحال أفراد خلية التفجير الفلسطينية، وكان هدفهم إحداث تفجير يقضي عند وقوعه على الجنود الذين يدخلون النفق".
وبحسب موقع "واللا" العبري فقد "حرص الجيش على عدم الدخول في النفق أو التوغل في الأراضي الفلسطينية في القطاع، خوفًا من إتاحة الفرصة أمام حركة "حماس" لاختطاف جنود إسرائيليين".
واعترف الضابط الذي نقلت معاريف تصريحاته، أنه "لو دخل الجنود النفق أو اجتازوا الحدود إلى الجانب الفلسطيني لكان بمقدور حركة "حماس" تدبير عملية لاختطاف جندي إسرائيلي واحد على الأقل".
ووفقا لموقع "معاريف"، فإن التقديرات في قيادة القطاع الجنوبي لجيش الاحتلال تشير إلى أن حركة "حماس" لن ترد على هذه العملية، بل ستحافظ على التهدئة، لتفادي تصعيد إسرائيلي في المرحلة الحالية.
وقال قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، الجنرال سامي ترجمان، لموقع واللا: إن الجيش الإسرائيلي دمر نفقا أعلنت "حماس" مسؤوليتها عن حفره، وأن الهدوء سيقابل بالهدوء، أما أية عملية ضدنا فسنواجهها برد قاس".
هذا وسارع ناشطون فلسطينيون على الموقع الاجتماعي "فيسبوك" بإطلاق منشورات ترحّب وتمجّد بعملية المقاومة الفلسطينية الليلة الماضية شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، مطالبين جميع فصائل المقاومة للاستعداد بكامل قواها لأي توغل أو حماقة صهيونية مقبلة.
وانتشرت المئات من رسائل الترحيب بهذه العملية, بالإضافة لبعض المشاركات الساخرة من جيش الاحتلال الصهيوني في بعض الأحيان والذي يصف نفسه بالجيش الذي لا يقهر.
وتصدت كتائب "القسام" (الجناح العسكري لحركة "حماس")، الليلة الماضية لتوغل صهيوني شرق محافظة خانيونس، وأوقعت 5 إصابات في صفوف جنود الاحتلال، وصفت إصابة أحدهم بالخطرة، قبل أن يستشهد 4 من عناصرها.
واستبشر المدرّس محمود حجازي (35 عاما) خيرا لمستقبل المقاومة في غزة بعد العملية، والتي ظهر فيها تكتيك جديد وسلاح متطور، متوقعا أن "يشهد الاحتلال أقوى من هذا الرد في أي توغل أو حرب جديدة".
وقال في تغريدة على "فيسبوك": نرحب ونفتخر بعمليات المقاومة الباسلة على حدود غزة، ولابد من تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين فصائل المقاومة حتى تصبح الضربات موجعة أكثر ضد الاحتلال.
وأما مصطفى أبو عرة، فيرى أن "العملية لا ترد على الاحتلال فقط، بل ترد على أهل المساومة والمهرولين نحو المفاوضات مع الاحتلال الذي يزايدون كثيرا على المقاومة المسلحة". ويقول: مربع المساومة يتهم غزة بأنها تحرس أمن إسرائيل والمقاومة التي تقف للاحتلال بالمرصاد تلّجم أفواه هذه الحثالة، بينما يدخل الاحتلال إلى عقر دار السلطة في رام الله ويعتقل ويقتل دون أن يعترضه أحد.
ويوافقه الرأي الصحافي محمود سفيان الذي أكد أن "عملية التصدي للاحتلال شرق خانيونس تبيّن مدى جهوزية المقاومة، وتنفي أية ادعاءات تتهمها بالتخاذل وحراسة أمن إسرائيل".
ويرى الشاب عبد الرحمن يونس أن "العملية تحمل رسالة واضحة للاحتلال ولكل المزاودين مفادها أن المقاومة لا تزال تدافع عن غزة وأنها جاهزة للتصدي عن أي عدوان في أي وقت وأي مكان".
في حين اتخذ الشاب علاء حمدي، السخرية من جنود الاحتلال طريقا للتعبير عن آرائه في القضية، بعدما نشر على صفحته هذه الجملة "يعلن الجيش الإسرائيلي عن توفر وظيفة جنود لدخول غزة، على من يجد في نفسه الكفاءة تقديم أوراقه الشخصية"، في إيحاء منه لخوف جنود الاحتلال من دخول القطاع.
أرسل تعليقك