رام الله – وليد أبوسرحان
رام الله – وليد أبوسرحان
طرحت حركة "تَمَرُّد" الفلسطينية المعروفة بـ"حركة تَمَرُّد على الظُّلْم في غزَّة" السبت مبادرة لإنهاء الانقسام الداخلي تستند للاحتكام لصناديق الاقتراع، وذلك قبل الشروع في تحركات احتجاجية في 11 من الشهر الجاري بهدف إسقاط حُكم "حماس" في غزة وإعلان العصيان
المدني على الحكومة المقالة في القطاع.
وشدّدت حركة "تمرّد" في بيان وصل لـ"العرب اليوم" مساء السبت على أنّ طرح مبادرتها لإنهاء الانقسام جاءت من منطلق إيمانها بوحدة الشعب الفلسطيني، وحرصها "على تحمُّل فصائل العمل الوطني والإسلامي المسؤولية التاريخية للخروج من حالة التشرذم والانقسام الداخلي، وعملا بقوله تعالى (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)، وانطلاقا من تغليب المصالح العليا للشعب الفلسطيني وحقه الدستوري والشرعي بالتعبير عن الرأي وممارسة حرياته الشخصية والوطنية وضمانا للتداول السلمي للسلطة كباقي شعوب الأرض هذه الحقوق التي غيبت بفعل الانقلاب الذي نتج عنه الانقسام وما تبعه من ممارسات قامت بها حماس لترسيخ هذا الانقسام، ونتيجة لتعنُّت حركة "حماس" طيلة أعوام الانقسام في التهرّب من استحقاقات المصالحة، ناهيكم عن الثمن الباهظ الذي دفعه شعبنا بالدم ضحايا لهذا الانقسام , وأعوام من الحصار والانشغال بالوضع الداخلي على حساب قضيتنا الوطنية ضد الاحتلال، وتبعا لسياسة "حماس" القمعية الهمجية تجاه أبناء غزة هاشم تحقيقا لمصالح حزبية ضيقة للتفرُّد بحكم القطاع وسلخه عن باقي الوطن".
وقالت "من هنا، ولأننا شعب لا يقبل الذل والمهانة مهما كان مصدرها، قرّرنا وبعونه تعالى التمرّد على ظلم حماس في قطاع غزة، وأعلنّا يوم 2013/11/11 يوما وطنيا فلسطينيا لمحاربة الانقسام والتمرُّد على الظُّلم، فاجتمعنا كشباب فلسطيني من الشرائح والتيارات والتنظيمات كلها، نتسلح بأخلاق شعبنا، وماضيه وحاضره وحقنا في مستقبل واعد لأجيالنا".
وأضافت الحركة "ومبادرتنا هذه إليكم لتتحملوا مسؤولياتكم أمام التاريخ , فنحن نمثل عذابات شعبنا طيلة فترة كفاحه المرير ضد العدو الصهيوني، ووفاء منّا لدماء شهدائنا البررة، وأسرانا البواسل، وجرحانا الأبطال، ومن أجل عِزَّة فلسطين وقدسها ومقدساتها، ووحدة شعبنا ,سنُحمّل المسؤولية وبكل شفافية وصدق لأي طرف لا يتجاوب مع هذه المبادرة ولا يسعى لإنجاحها كائنا من كان , فنحن لا نبحث عن المواجهة مع "حماس" وإن كنا أهل لها، وعلى "حماس" الرضوخ لمطالب شعبنا.
وتابعت "وبعيداً عن دهاليز السياسة، فنحن هنا نتحدث عن تحصين جبهتنا الداخلية في مواجهة أخطار الاحتلال الصهيوني البغيض، ونتحدث عن حقنا الدستوري في انتخاب السلطة التنفيذية والتشريعية وترتيب بيتنا الفلسطيني الداخلي، ولا يحق لأي كان أن يصادر حقنا أو يُعطّله لأجل مصالحه الذاتية".
وأضافت "ولذلك نعلن وبكل مسؤولية عن مبادرتنا وفي محاولة أخيرة منا للوصول إلى أهدافنا المتمثلة بإنهاء الانقسام والاحتكام لصندوق الاقتراع بدلا من صندوق الرصاص والممارسات البوليسية ومصادرة الحريات , وبهذه المبادرة نضع مكونات الشعب الفلسطيني عند مسؤولياتها، قياداته وفصائله ومنظماته وأحزابه ومؤسساته ومخاتير ووجهاء العشائر والشخصيات الاعتبارية والدينية والسياسية والاقتصادية, وهذا موقف مسؤول أمام الله والوطن والتاريخ.
وأوضحت "تمرد"، "تقوم مبادرتنا على ما يلي، أولا: سنقوم بتجميد تمردنا على ظلم حماس في حال حصولنا على وثيقة وقبل غروب شمس يوم 2013/11/8 توافق فيها "حماس" على إجراء الانتخابات العامة تشريعية و رئاسية, ويشهد عليها كل من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بما فيها حركة فتح , وحركة الجهاد الإسلامي , والشخصيات الاعتبارية والدينية والسياسية والاقتصادية التي عملت للحصول على هذه الوثيقة ولم تتخلّ عن مسؤولياتها".
ثانيا، أنْ تُسَهِّل "حماس" وعلى الفور عمل لجنة الانتخابات العليا للتحضير لها دون أي عائق.
ثالثا، أن يتم إجراء الانتخابات في سقف زمني أقصاه ثلاثة أشهر يبدأ العد التنازلي لها اعتبارا من تاريخ 2013/11/8 ولن يتم تمديد هذه المدة الزمنية تحت أي ظرف.
رابعا، إجراء هذه الانتخابات تحت رقابة دولية وإسلامية وعربية لضمان نزاهتها، وستشكل حركة "تمرد" في محطات الانتخاب لجان رقابة.
ستقوم حركة "تمرد" بتسليم هذه المبادرة إلى الفصائل كلها رسميّاً وحسب مرجعياتها، وسيتم الإعلان في بيان رسمي صادر عن حركة "تمرد" عن أسماء القيادات والشخصيات التي استلمتها رسميا، وفي حال لم يتم التجاوب مع هذه المبادرة ستقوم حركة "تمرد" بالإعلان وبكل شفافية أمام جماهير شعبنا عن الجهة المسؤولة عن عدم إنجاحها، مع تحميلها تبعات تمرُّدنا على الظُّلم والانقسام، كما ستقوم حركة "تمرد" بتسليم نسخة من هذه المبادرة الى جامعة الدول العربية والسفارات العربية والإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، فقضية فلسطين هي قضية الأمة.
وأكد الناطق الرسمي باسم حركة "تمرد" الفلسطينية إياد أبو روك، في تصريحات صحافية السبت أن 11 من الشهر الجاري سيشهد انطلاق الفعاليات الشعبية الاحتجاجية والعصيان المدني لإسقاط حكم حركة "حماس" المتواصل على غزة منذ منتصف عام 2007، نافيا أن يكون للمخابرات المصرية أو السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في رام الله أي دور في فعاليات الحركة الساعية لإسقاط حكم الإسلاميين في القطاع.
أرسل تعليقك