دمشق - جورج الشامي
بعد أن كان الدعم التسليحي لقوات المعارضة السورية قائما فيما مضى من الأيام على تهريب شحناته عبر الدول المجاورة، اختار أحد أبرز الداعمين أن يحدِث تحولا في طريقة الدعم، عبر توفير الأموال اللازمة لإنشاء مصانع سلاح في سوريا، ومن جهة أخرى كشفت صحيفة أمريكية عن تحرك تقوده السعودية لرفع وتيرة تسليح الثوار السوريين، وتوسيع قاعدة تدريبهم، وذلك بعد أن سئمت الرياض من انتظار فعل أمريكي مجدٍ في هذا الملف الشائك.
وأطلق الكويتي "الشيخ محمد العويهان" مبادرة لإنشاء مصانع سلاح في سوريا، على مبدأ "لا تطعمه سمكة كل يوم بل علمه الصيد"، قائلا: "لاتشتروا لأهل الشام السلاح، بل ساعدوهم على صنعه".
وتابع العويهان في تغريدة على صفحته الخاصة: "سوف نقوم بإنشاء مصانع لتسليح المجاهدين الأبطال في جميع مناطق سوريا".
وأرفق العويهان كلامه برابط لتسجيل مصور يُظهر ما قال المتحدث إنه مصنع تابع لحركة "أحرار الشام الإسلامية"، أنشأته بتمويل من أهل الخليج، الذين وصلت تبرعاتهم عبر الشيخ محمد العويهان.
وظهرت في المقطع آلات خراطة وتجهيز، ومدافع ميدانية تم إنتاجها في المصنع على ما يبدو.
ويعرف "العويهان" بأنه من كبار جامعي التبرعات لصالح الثورة السورية، حيث ساهمت الأموال التي جمعها في توفير الذخيرة والسلاح اللازمين لخوض عدد من أبرز معارك المقاتلين في أنحاء مختلفة من سوريا.
من جهة أخرى، نقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين خليجيين لم تسمّهم، إن دول الخليج وعلى رأسها السعودية اقتنعت تماما بعبثية ترك دفة القيادة لواشنطن فيما يخص دعم ثوار سوريا، رغم أن السعودية ودولا أخرى في الخليج ورّدت أسلحة وتعاونت مع المخابرات المركزية الأمريكية في هذا الصدد، لكنها كانت عملية بطيئة.
ولتدارك ما فوتته واشنطن عبر تخاذلها، وتراجعها المتكرر عن دعم الثوار، تخطط السعودية لتوسيع منشآت التدريب التي تعمل في الأردن، وزيادة كميات الذخائر والأسلحة المرسلة إلى الثوار.
واعتبر المسؤولون الخليجيون الذين تحدثوا للصحيفة أن "الحراك السعودي يمثل عملية موازية ومستقلة عن جهود الولايات المتحدة، وهو حراك يناقشه السعوديون مع بلدان أخرى في المنطقة".
عدم الرضى عن تصرف واشنطن حيال أزمة سوريا، هو عنصر من بين عناصر الاستياء التي باتت تتنامى لدى حكومات خليجية بشأن سياسة باراك أوباما في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها المفاوضات النووية مع إيران وانتقاد الحكومة المصرية الجديدة.
مسؤولون في العديد من البلدان التي تعهدت بدعم تحرك عسكري أمريكي ضد نظام بشار الأسد، عبروا عن ذهولهم من قرار أوباما المفاجئ في أواخر آب/ أغسطس الذي ألغى الضربات قبل أيام فقط من إطلاقها كما كان مخططا له، حين تذرع بوجوب أخذ موافقة الكونغرس.
وقال مسؤول سعودي بارز: "لقد اتفقنا على كل ما طلب منا، فيما يخص العملية التي كانت ستحدث". وكشف هذا المسؤول أنه وحتى قبيل 12 ساعة من الموعد المحدد لشن الهجمات، فإن رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان "لم يكن يعلم عن إلغاء الضربة، وقد عرف السعوديون بخبر الإلغاء عبر شبكة "سي إن إن"!!
وفي حين أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الخليج، يشتركون في نفس الأهداف بالمنطقة، وهي: مصر مستقرة، و إيران غير نووية، وسوريا آمنة دون الأسد، فإن مسؤولا خليجيا قال إن حكومات الخليج توصلوا إلى قناعة أن "أياً من هذه الأهداف المشتركة لن يتم تحقيقه مع إدارة أوباما الحالية، في إشارة إلى سياسات هذه الإدارة المترددة والمتخاذلة".
وفي خطاب ألقاه في واشنطن مؤخرا، وصف رئيس المخابرات السابق الأمير تركي الفيصل سياسات أوباما في سوريا بأنها "يرثى لها"، بينما علّق مسؤول سعودي على هذه السياسة قائلا: "عندما تلتزم بشيء ثم لا تفي به، فهذا يعني أن لديك مشكلة.. لقد تراكمت مثل هذه الحالات من الإخلال بالوعود".
أرسل تعليقك