بيروت - رياض شومان
أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان "وجوب ملاحقة ومعاقبة مرتكبي الخطف والاعتداءات ضد ضباط الجيش ومن دون ان ننسى القضاة الاربعة الشهداء الذين اغتيلوا في صيدا"، مشددا على "الحاجة اليوم الى الاحكام العادلة حيال مرتكبي المجازر والتفجيرات في الضاحية الجنوبية لبيروت وطرابلس، هذه المدينة العزيزة التي تحتاج لوقف المتاريس والرزم".
واعتبر في كلمة ألقاها في الذكرى الخمسين لتأسيس معهد القضاة بحضور الرئيسين نجيب ميقاتي و تمام سلام، ان "
هذا اليوم يرتدي ثوب الحق والعدالة نصرة للمظلوم وتثبيتا للاستقرار الاجتماعي، واذ نطوي صفحة لنطوي اخرى في صفحة القانون فذلك يزيد عزيمتنا لترسيخ مبادئ الجمهورية التي اردناها سيدة حرة وديمقراطية، وتحصين تلك القيم لا يتم الا باستقلال السلطة القضائية والتي لا يقتصر دورها على الفصل بين المتقاضين بل ترسي انتظاما عاما لكل مرافق الدولة".
وقال: "نحتفل اليوم باليوبيل الذهبي للمعهد فيما نواجه تحديات كبيرة وما يحصل من سوريا وما اسفر عنه من تدفق اعداد غير مسبوقة من لاجئين يرخي على وطننا أزمات ولا يمكن تداركها سوى بتأكيد ثوابتنا الوطنية والالتزام بما اجمعنا عليه في اعلان بعبدا والذي خصص البند 6 لدعم سلطة القضاء".
واشار الى انه "عاجلا ام آجلا ستنتهي الازمة في المنطقة وستكون الغلبة للحوار والافضل ان نجلس معا للحد من الاضرار اللاحقة بنا لتلافي مخاطر الانقسام. البلد الذي آمن قادته بالمؤسسات فعملوا لها ووعي القوى الحية قادر علتى تجاوز المحن".
وسأل: "مما تخافون؟ لا تخافوا فانتم تحكمون باسم الشعب ولا يعود لذلك ان تبحثوا عن السياسة في احكامكم. معهدكم الذي انطلق بعد عقدين من الاستقلال خرّج رجالات لم يتركوا الميدان وكان لهم مواقف أهل الجرأة"، متابعا "ما يعترض عملكم شاق وانكم في كل يوم في تحدٍ دائم مع الذات والغير، دعوتي اليكم ان لا تتركوا الخوف يلج الى قلوبكم فتحجموا، ولا تجعلوا للمحاباة حيزا في عقولكم فتخطئوا".
ودعا سليمان "لأن نضرب بعصا العدالة ليرتدع المجرمون، بيروت ام الشرائع وحاضنة الحق والتي اطلقنا من على ارضها جائزة بيروت ام الشرائع لم تكن ظاهرة تميز فريدة في دنيا القانون، لبنان كان كذلك رائدا في انشاء معهد الدروس القضائية كما السير في نظام ديمقراطي لم تنل منه التحديات".
واعتبر سليمان ان "الحفاظ على نظامنا الديمقراطي لا يكون الا بوحدتنا وبالميثاق الذي ارتضيناه وعيشنا الواحد، كما انه يشكل حلا للكثير من المشكلات التي تواجه بلدانا عدة، من هنا ومن هذا الصرح وما يمثل دعونا لا نهدم بأيدينا هذا البنيان ان بمقاطعة المجلس النيابي او بتعطيل تشكيل الحكومة او تعطيل المجلس الدستوري او غدا لا سمح الله بتعطيل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية".
واكد "وجوب أن نثبت أننا حريصون على الامانة، فالتاريخ وما نعيشه يشهدان على الدم المراق لنصل الى ما نحن عليه منذ لاستقلال، علينا ان نثبت اننا نستحق هذا الوطن المميز وسط الشرق المضطرب قبل ان نفقد ما نعيشه من عيش كريم".
وأوضح أنه "بعدما تم الايفاء بوعدنا بتحسين وضع القضاة، يجب تكثيف الجهود لتحسين الانتاجية وتحسين وضع السجون"، مشيرا الى أن "ما اشرنا اليه سابقا من ان يصلح القضاء نفسه بنفسه لقي اهتمام المعنيين والقيمين عليه عبر تفعيل عمل المجلس التأديبي وغيرها من التدابير التي تحصن النزاهة وحسن اختيار القضاة لتبقى العدالة ايقونة قائمة. والمشكلة ليست ما قد يعتري الجسم القضائي بل قد تكون بعدم التنبه لما يجري".
أرسل تعليقك