بيروت - رياض شومان
في لقاء هو الأول بينهما منذ زمن بعيد تخللته قطيعة عميقة و تهجمات ، سياسية لاذعة و اتهامية متبادلة، التقى اليوم الخميس وفدان نيابيان من كتلة "المستقبل" التي يتزعمها الرئيس سعد الحريري المقرب من السعودية، وآخر من "التيار الوطني الحر" بزعامة العماد ميشال عون حليف "حزب الله" الداعم للنظام السوري، وذلك في خطوة تهدف الى بحث
سبل اخراج لبنان من أزمته الحكومية المستمرة منذ سبعة أشهر، وانعكاساتها السلبية على الاوضاع الاقتصادية و المعيشية و المؤسساتية التي تضر بمصالح الشعب اللبناني مع تزايد تداعيات النزوح السوري و الفلسطيني الى لبنان.
وعلم ان محور النقاش خلال اللقاء بين "التيار الوطني الحر" وتيار المستقبل" ركز من جانب "المستقبل" على مسألة مشاركة "حزب الله" في سوريا ، فيما حاول " التيار الحر" ان يأخذ الموضوع الى امكان تجاوز هذه المسألة، في محاولة لجر النقاش الى طرح اطر عملية للخلاف.
وسأل نواب " التيار الحر": " هل هناك امكان لفصل الخلافات مع سوريا عن الاستحقاقات الداخلية، في محاولة لتحييد هذا الملف في الحد الادنى، ووضعه على " الرفّ" لتسيير شؤوننا اللبنانية".
وتوجه الى "تيار المستقبل" بالقول: "نعرف موقفكم من قضية مشاركة "حزب الله"، وهذا ليس بالامر الجديد، انما منذ استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ونحن لا نستطيع ان "نرّكب" شيئاً في البلد، لا انتخابات ولا تعيينات ولا حكومة ولا رئاسة. ولا يجوز ان نبقى منتظرين "جنيف 2 ".
ومن جملة التساؤلات التى طرحها نواب "التيار الحر" على "المستقبل"، السؤالان الآتيان: " ما هو المطلوب لانعقاد الجلسة الاشتراعية العامة؟ وما العمل لترجمة صيغة الـ6 + 9+ 9 لتأليف الحكومة المنتظرة؟ ".
على خط " المستقبل"، هناك أسئلة كثيرة طرحها النواب على " التيار الحر"، وطلبوا بعض الايضاحات، وفيما فضلّ اكثر من نائب التزام الصمت والاكتفاء بما اعلنه النائب عاطف مجدلاني، علم ان من بين الأسئلة التي طرحت ما تمحور حول عنوان عريض مرتبط بـ"كيفية الحفاظ على التوجهات الوطنية وبناء الدولة"، ومن من بين الاسئلة: "كيف يمكن عزل لبنان عن التفجيرات السورية، وثمة طرف لبناني اساسي منغمس حتى اخمص قدميه في نارها؟ وكيف يمكن فصل الأولويات اللبنانية عن الأزمة السورية، ومناطق لبنانية مثل طرابلس تشتعل كل يوم؟ كيف يمكن الحفاظ على المؤسسات الامنية كمرجعية اولى؟ وكيف يمكن ان ينهض لبنان وسط استجلاب النار السورية الى الداخل اللبناني، والتفجيرات التي تحصل خير دليل؟"، وخلص " المستقبل" الى القول: " علينا بالفعل ان نقي لبنان الازمة، حتى نستطيع فصل الاولويات اللبنانية عما يدور في سوريا".
وقد تحفظ الطرفان عن كشف بعض الصيغ العملية التي يمكن ان تفتح ثغرة للتقدّم، وذكرت مصادر المجتمعين ان اكثر من صيغة طرحت، لا سيما ان اتفاقا او شبه اتفاق جرى بين الطرفين على اقتراحات القوانين التي تعتبر ملّحة وعاجلة وتلامس شؤون اللبنانيين. الا ان الطرفين فضلا التفكير اكثر بهذه الصيغ، والعودة الى كتلتيهما، قبل اعطاء الاجوبة النهائية
أرسل تعليقك