رام الله ـ وليد أبوسرحان
اتهمت حركة "حماس"، الأحد، أطرفًا عربيّة ودوليّة بدعم إسرائيل في إحكام الحصار على غزة، واصفة الحصار الآن بأنه "أشدّ من أيام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك".
وأكد المستشار السياسي لرئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة د. يوسف رزقة، الأحد، أن "الكيان الصهيونيّ استطاع أن يُجنّد أنظمة عربية،
وأن يُجنّد حكومات دولية للمشاركة في الحصار على الأقل تحت مسمى الإرهاب أو الانقسام، بالتالي هناك أطراف عربية ودولية تتحمل درجات من المسؤولية، وأن حكومته تبذل كل الجهد وتتواصل مع مصر من خلال جهاز المخابرات، ليتم تحسين العمل في معبر رفح"، مشيرًا إلى أن "الجانب المصريّ مُنشغل بأوضاعه الداخلية، ومعبر رفح يتجه من سيئ إلى أسوأ".
واعتبر رزقة، أن "الحقيقة الآن هي أن الحصار بعد حدوث متغيرات جديدة في المنطقة، وهدم الأنفاق، وإغلاق المعبر وبرمجته ليكون فقط للحالات الإنسانية لأربع ساعات في الأيام التي يفتح بها، يزيد وطأة الحصار، وبرزت أزمة الكهرباء بسبب توقف محطة التوليد الوحيدة لا يستفيد المواطن في غزة الآن إلا 6 ساعات فقط يوميًا"، موكدًا أنه "خلال النصف الثاني من العام الجاري لم تدخل أي قافلة تضامن إلى غزة أبدًا، وتوقف شريان الحياة".
وفي ظل تدهور الأوضاع الحياتية في غزة، نفى المدير العام للإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية د. فؤاد العيسوي، ما أُشيع عن إصابة 70% من سكان بيت لاهيا بمرض "الكبد الوبائي"، مؤكدًا في بيان صحافي، الأحد، أن "المعلومات جميعها التي جاءت في بحث علمي أعدته الباحثة خلود عليان بعنوان (إصابة 70% من سكان بيت لاهيا بالكبد الوبائي وسبباً لزيادة حالات الطلاق)، تتنافى مع الواقع، وفيه أخطاء فادحة جدًا، وأن نسبة التهاب الكبد (B) بلغت (2.5%) على مستوى قطاع غزة ، بينما بلغت نسبة الكبد الوبائي (C 0.2)%.
ولفت العيسوي، إلى أن النسب المذكورة في البحث لا توجد في البلاد التي بها التهاب كبدي أكثر شيوعًا، وأنه سيتم التواصل مع السيدة المذكورة للتعرف على مصادر هذه المعلومات ومنهاجية البحث للتأكد من دقة الادعاء، ثم نقوم بالرد العلمي الواضح على ذلك.
ودعا مدير عام الإدارة الصحية، الباحثين والإعلاميين إلى توخي الدقة والحذر عند نشر أي موضوع صحي، وأن يتوجهوا إلى جهة الاختصاص، لتوثيق وتمحيص هذه المعلومات، لكي لا تكون لها أي تأثير سلبي على المجتمع".
وأظهرت نتائج دراسة علمية، أُجريت على سكان شمال قطاع غزة، إصابة 70 في المائة من سكان بلدة بيت لاهيا بمرض الكبد الوبائي، حيث كشفت الباحثة خلود عليان، إصابة 70 في المائة من عائلات بلدة بيت لاهيا بالكبد الوبائي بناءً على نتائج البحث الأولي للدراسة التي أجرتها، عازية ذلك إلى أساليب وسلوكيات خاطئة يتبعها المواطنون في حياتهم اليومية.
وأوضحت الباحثة، "حين نزلنا إلى الميدان واكتشفنا آلية انتشار المرض، صُدمنا بالنتائج، وغالبية المرضى مصابة بالكبد الوبائي من فئة (ب) الخامل، التي من الممكن أن تتطور في ظل قلة الاهتمام والعلاج إلى الفئة (سي) الأخطر والقاتلة، كما ظهرت أخيرًا الفئة (د) الأشد خطورة والقاتلة أيضًا، وأنه في حال الإصابة بالفئة الأخيرة يمكن إعطاء المريض بعض جرعات الدواء التي تُخفف من المرض، لكنها لا تقضي عليه".
وأكدت عليان، أن "أسباب انتشار المرض هي السلوكيات الخاطئة التي كثيرًا ما تنقل الأمراض المعدية، وجهل العائلة بإصابة أحد أفرادها، مما ينقل العدوى إلى البقية في شكل سريع من طريق الحياة اليومية، كالتناول المشترك للطعام، واستعمال فرشاة الأسنان، والجروح الخفيفة، وخلال بحثي، اكتشفت أن الكثير من الحالات توفي أصحابها نتيجة الإصابة من دون العلم بها، وذلك لأن المرض خامل ولا تظهر أعراضه إلا بعد تدهور الوضع الصحي للمريض".
وبشأن المُعيقات التي واجهت الباحثة، أوضحت "رفض العائلات التحدث بالأمر والاعتراف به، فيما قام بعضها بإغلاق أبواب بيته في وجوهنا عند سؤالهم عن وجود حالات مصابة بالكبد الوبائي، وينبع تصرفهم من الخوف من أن يقف المرض حائلاً من دون زواج بناتهم، لأنهم لا يخبرون الخاطب بإصابة الابنة، كما يفعل الشاب في حال كان هو المصاب، ونجم عن ذلك ازدياد حالات الطلاق التي كان سبب 60 في المائة منها شمال القطاع، هو تكتم العائلة عن إصابة ابنتها أو ابنها بمرض الكبد الوبائي"، فيما استنكرت ما أسمته "التكتّم الحكومي التام" في غزة، بحجة الحفاظ على سرية حياة المواطنين، والقول إن الشعب خالٍ من الأمراض".
أرسل تعليقك