غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
يُحيِي الفلسطينيون الخميس الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع "حجارة السجيل" الذي وقع في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، عقب اغتيال طائرات الاحتلال الإسرائيلي لنائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الشهيد أحمد الجعبري، أبو محمد، وقصفت خلالها "كتائب القسام" مدينة "تل أبيب
".
فيما أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية أنها أقوى عدة وعتاداً بعد عام على معركة "حجارة السجيل" ، وأنها مستعدة لأي مواجهة قادمة مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن المقاومة بفقدانها للقائد أحمد الجعبري فقدت رمزاً مقاوماً كبيراً ورجلاً كان له دور محوري في وحدة وقوة العمل المقاوم.
وأكَّدَت "كتائب الشهيد عز الدين القسام" أن معركة حجارة السجيل كانت انتصاراً متكامل الأركان للمقاومة الفلسطينية، موضحة أن الحصار المفروض على قطاع غزة لم يفت في عضدها، مشددة على أنها لا تركن للهدوء وستعمل على حماية شعبها مهما كانت الظروف، وأنها لا زالت على عهد قائدها الشهيد أحمد الجعبري في تحرير كل الأسرى من سجون الاحتلال.
واعتبر الناطق باسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام" أبو عبيدة في لقاء مسجل بالفيديو أن انتصار "حجارة السجيل" كان انتصاراً متكامل الأركان للمقاومة الفلسطينية أقر به كل العالم، وأقر به ضمنياً العدو الإسرائيلي عندما فشل في تحقيق أي هدف من أهدافه.
وأوضح أن المقاومة الفلسطينية ستبني على هذا الانتصار، وقال: "هي (المقاومة) بعد عام على حجارة السجيل أكثر قوة وأكثر عزماً على مواصلة طريق المقاومة والتصدي لأي عدوان صهيوني على قطاع غزة إن حدث أيًا كان شكله".
ويتوقع أبو عبيدة أن يقدم الاحتلال على العدوان ضد قطاع غزة في أي وقت، مبدياً استعداد المقاومة الفلسطينية لهذا الاحتمال، وعدم ركونها للتهدئة، وقال:"سنعمل على حماية شعبها مهما كان الظرف، ونحن لا نركن إلى الهدوء ولا إلى التهدئة لأن الاحتلال دائماً ينقض هذه التهدئة ويبدأ بالعدوان ونحن نستعد بإذن الله تعالى لمواجهة هذا العدوان".
ووجه أبو عبيدة رسالة للأسرى خلف أسوار السجون الإسرائيلية: "العهد الذي قطعه الشهيد الجعبري والذي سطرته المقاومة من خلال صفقة وفاء الأحرار لازال قائماً ونحن لا زلنا على العهد وأسرانا بإذن الله تعالى الحرية هي موعدهم، طال الزمن أم قصر، ونحن لا نأل جهداً لتحريرهم وإخراجهم من قبضة السجان".
ونصح أبو عبيدة الاحتلال بالهروب من أرض فلسطين إذا ما أراد أن ينجو من ضربات المقاومة ومن غضب الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن فلسطين هي أرض الفلسطينيين والمسلمين، وقال: "هذه أرضنا وسنبقى نقاوم حتى طرد الاحتلال منها، والاحتلال لن يعيش في حالة أمن أبداً ما دام شبر واحد من أرض فلسطين محتل سيبقى الاحتلال في حالة خوف ورعب".
من جهتها، أكَّدت كتائب المقاومة الوطنية على جهوزيتها الكاملة لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي جديد قد تشنه قوات الاحتلال ضد قطاع غزة، عبر تدريبات عسكرية ودورات متواصلة ومكثفة لعناصرها، مشددة على أن المقاومة أصبحت تمتلك إمكانات أقوى بعد معركة "حجارة السجيل".
وأعلن أبو خالد الناطق العسكري باسم كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ": "استطاعت المقاومة خلال الحربين 2008 و 2012 أن يكون لها انجازات واضحة ومباشرة ، خصوصًا خلال حرب حجارة السجيل والتي اغتيل في بدايتها القائد العام لكتائب القسام الشهيد أحمد الجعبري".
واعتبر أن المقاومة استطاعت أن تلقن العدو الاسرائيلي درساً في الصمود والتحدي من خلال قصفها لقلب العدو الاسرائيلي، مبيناً أن امكانيت المقاومة الفلسطينية في تطور مستمر ومتواصل، مؤكداً على أن أي مواجهة قادمة مع الاحتلال ستكون شاهدة على ذلك.
واعتبر أبو خالد أن غياب أحمد الجعبري وغيره من قادة المقاومة الفلسطينية هو خسارة للمقاومة الفلسطينية، وقال: "خسارة أي قائد عسكري من صفوف المقاومة الفلسطينية هو خسارة للشعب الفلسطيني، وأيضاً خسارة لقوى المقاومة الفلسطينية".
وفي رسالة لروح الشهيد الجعبري قال: "مسيرة الانتفاضة والمقاومة مستمرة ولن يهدأ لنا بال في قوى المقاومة الفلسطينية إلا بتحرير أرضنا الفلسطينية وأسرانا البواسل وسيكون دمك أيها القائد أحمد الجعبري نبراساً يضيء لنا طريق المقاومة والحرية".
ودعا أبو خالد إلى تشكيل جبهة مقاومة موحدة وبرنامج سياسي موحد، قادر على مجابهة العدو الإسرائيلي وتجنيب شعبنا الخسائر قدر الإمكان، مطالباً قوى المقاومة في ظل التهديدات المتواصلة من قادة العدو الإسرائيلي إلى أخذ هذه التهديدات على محمل الجد، والإعداد لهذه التهديدات لمواجهة أي حرب مقبلة مع إِسرائيل.
وأثنى على الشهيد القائد أحمد الجعبري واصفاً إباه بـ"قائد أركان المقاومة في فلسطين"، وقال:" القائد الجعبري ضحى بماله وجهده ووقته وضحى وبكل ما يملك من أجل فلسطين ومن أجل فصائل المقاومة، كان لا يكل ولا يمل وكان لا يعمل إلا موحداً مع جميع فصائل العمل الاسلامي المقاوم".
أما الناطق باسم "سرايا القدس" أبو أحمد فقد أكد على أن حال المقاومة بجميع فصائلها أفضل بكثير مما كان عليه إبان حرب حجارة السجيل، مستشهداً بعملية النفق الأخيرة شرق خانيونس التي أطلقت عليها "كتائب القسام" اسم "بوابة الجحيم"، والكثير من المواجهات الجزئية مع العدو الإسرائيلي، مشدداً على أن أي مواجهة مقبلة ستشهد الكثير من العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية.
واستذكر أبو أحمد الدور "المحوري والكبير والمهم جداً" للشهيد القائد أحمد الجعبري خصوصاً في عملية "وفاء الأحرار" وفي عملية خطف الجندي شاليط وفي التنسيق بين الفصائل، وقال:" الشهيد أبو محمد كان من المبادرين الأوائل للتنسيق الميداني الواسع بين كتائب القسام وسرايا القدس ناهيك عن دوره الكبير في عمليات المقاومة ضد العدو الصهيوني".
وبين أن المقاومة بقدان القائد الجعبري فقدت مقاومًا كبيرًا من أفضل وأمهر وأقدم المقاتلين على الساحة الفلسطينية، مستدركاً بالقول: "عزاؤنا أن إخوانه ما زالوا على الدرب وعلى الطريق، وأعتقد أن الكثير من أمثال أحمد الجعبري مستمرون على هذا الطريق".
وتوعد أبو أحمد قوات الجيش الإسرائيلي بأنه سيشاهد ما لم يشاهده من قبل، وقال:"المقاومة تعمل على قدم وساق وتتقدم يومًا بعد يوم سواء على المستوى التكتيكي الميداني أو على مستوى الامكانات رغم الحصار الكبير المفروض عليها".
وأوضح: "على العدو أن يدرك وهو يدرك أن المقاومة لن تسمح له دخول غزة"، متمنياً أن ينتقل هذا الخيار وهذه القوة التي تمتلكها المقاومة إلى الضفة الغربية.
وأكَّدَت كتائب المجاهدين أن استعداداتها لأي مواجهة مقبلة تتم على أكمل وجه من خلال التكتيتات الحربية والخطط الهجومية والدفاعية التي تحضرها وتدرّب عليها كوادرها، مشددة على أن مرحلة الإعداد تحتاج إلى وقت وجهد كبير، متوعدة الاحتلال الإسرائيلي بتكبيده خسائر فادحة في أي مواجهة مقبلة، بفعل العمل العسكري الموحد لفصائل المقاومة.
ورأى الناطق الرسمي باسم كتائب المجاهدين أبو عمر أن الكمين المحكم لكتائب القسام شرق خانيونس"بوابة المجهول" دليل واضح على أن المقاومة جاهزة في أي وقت وأي مكان لأي تدخل وأي عدوان آتٍ ولأي هجمة مقبلة ضد قطاع غزة، وقال:" هذا العدو لا يفهم إلا لغة البندقية، ولا يفهم الحوار إلا عبر لغة القوة والدم".
الجعبري في سطور
"أسر الجنود والمساومة عليهم" كان هذا الهدف الذي وضعه أحمد الجعبري في خطته لما بعد الخروج من السجن أثناء اللحظات الأخيرة داخل المعتقل، يومها عاهد إخوانه المعتقلين على خلفية تنفيذ عمليات "أسر للصهاينة" على المضي قدمًا في هذا الطريق.
ومضى الجعبري قي طريق إعادة بناء كتائب القسام، مما دفع جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في العام 1998م إلى اعتقاله إلى حين اندلاع "انتفاضة الأقصى".
وجاءت "انتفاضة الأقصى" وأشعل الجعبري مع إخوانه من قادة "القسام" لهيب المعركة فكان المسؤول عن تخطيط وتنفيذ العديد من العمليات الجهادية، عندها أصبح على رأس قائمة المطلوبين لـلكيان الصهيوني، وأطلق عليه الصهاينة لقب اسم "رئيس أركان حركة حماس" في دلالة منها إلى مكانته التي يحظى بها في الكتائب.
وتحت ضربات "القسام" اضطر العدو الصهيوني للانسحاب من غزة في العام 2005م، وخرج الجعبري لأول مرة متحدثًا إلى الجماهير الفلسطينية، معلنًا أن "كتائب القسام" لم تسقط من حساباتها أي خيار من أجل تحرير الأسرى.
وفي تلك المناسبة خرج الجعبري ليعلن عن إستراتيجية الجناح العسكري لحركة "حماس" لما بعد الانسحاب، فقال: "أن قضية الأسرى من أهم القضايا الوطنية، وسنعمل على تحريرهم من سجون الاحتلال"، وأردف "وسيبقى سلاح أسر الجنود الصهاينة مشروعًا طالما بقي أسير واحد في السجون".
وجاءت عملية "الوهم المتبدد" ونجحت فيها "كتائب القسام" في أسر جندي صهيوني من قلب دبابته المحصنة في داخل موقعه العسكري، وقتها قال الجعبري "ليس أمام الاحتلال إلا أن يرضخ لمطالبنا"، وبعدها خاضت "كتائب القسام" العديد من المعارك مع الاحتلال من أجل تحرير الأسرى كان من أبرزها المعركة الأمنية وهي النجاح في الإخفاء والاحتفاظ به حيًا، والثانية معركة المفاوضات.
ووصف المعلق الصهيوني المختص في ملف شاليط على القناة الثانية الصهيونية القيادي القسامي الجعبري بـ"الـرجل الصعب الذي لا يلين بسهولة".
وفي خلال السنوات الخمس التي كانت ما بين الأسر وإتمام التبادل، كان الجعبري يبعث برسائل طمأنة للأسرى، ويقول لهم "أنتم في عيوننا ونقسم أننا لن ننساكم، وأننا ساعون ومجتهدون إلى أن نصل إلى الفعل الذي يوصلنا إلى تحريركم بعون الله، فأنتم في بالي دومًا أيها المعتقلون الكرام الأشاوس الذين شاركناكم همَّ الاعتقال وألم ومعاناة السجان والسجناء".
وخلال المفاوضات أظهر الجعبري صلابة لم يعتاد عليها العدو في التمسك بحقوقه المشروعة، إذ قدم نموذجًا جديدًا غير من الصورة النمطية لدى العدو عن المفاوض الفلسطيني، ورفض الجعبري كافة العروض التي قدمها الاحتلال وتمسك بمطالبه المشروعة، وقال كلمته المشهورة "شلت أيماننا إن نسينا أسرانا".
لعدو من ناحيته شعر بأنه أما شخصيات مختلفة عن الذين كان يفاوضهم في السابق، ووصف المعلق الصهيوني المختص في ملف شاليط على القناة الثانية الصهيونية القيادي القسامي الجعبري بـ"الـرجل الصعب الذي لا يلين بسهولة".
وبصمود الجعبري وعناده الإيجابي في المفاوضات غير المباشرة تمت صفقة "وفاء الأحرار"، انتزع من خلالها الحرية لأكثر من (1050) أسيرا، وتحرير جميع الأسيرات من السجون، حيث أظهر صلابة في الإصرار على المطالب العادلة أمام التعنت الصهيوني، إلى أن اضطر العدو في النهاية للرضوخ للمطالب التي حملها.
وفي يوم التبادل ظهر الجعبري وهو يشرف بنفسه على عملية التبادل فكان بمثابة رسالة قوية للعدو الصهيوني، مفادها "أننا مستمرون في الدفاع عن قضيتنا العادلة".
وأُبرِمت الصفقة ونال الأسرى حريتهم، وعمت الأفراح في سائر ربوع الوطن، أما الجعبري فكان متشوقًا للقاء الله، فبينما كان الأسرى يحتفلون بمرور عام على تحريرهم كان الجعبري في بيت الله العتيق يؤدِّي فريضة الحج استعدادًا للقاء.
واليوم الخميس، ونحن نعيش الذكرى الأولى لـ "حرب السجيل"، التي حطمت فيها "كتائب القسام" أسطورة "الجيش الذي لا يقهر" تستذكر هذا الرجل الذي كان وسام شرفه القتال في سبيل الله ودوره في هذا العمل البطولي.
ووُلِد القائد في العام ألف وتسعمائة وستين من الميلاد، بين أحضان أسرة ملتزمة دينيًا، وفي المنطقة الشرقية لمدينة غزة، في حي الشجاعية شرق غزة.
درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس غزة، ومن ثم حصل على شهادة البكالوريوس من الجامعة الإسلامية بغزة، في تخصص التاريخ.
يُعدّ ملف الجعبري لدى أجهزة الأمن الصهيونية دسماً بامتياز، فلائحة الاتهامات التي يضمها هذا الملف تبدأ بالمسؤولية عن جملة من العمليات النوعية ضد الاحتلال الصهيوني قبل انسحابها من قطاع غزة عام 2005
واستهل أبو محمد حياته الجهادية في صفوف احدى الحركات الثورية، واعتُقل مع بداية عقد الثمانينات على يد قوات الاحتلال، وأمضى أكثر من (13) عامًا، بتهمة انخراطه في مجموعات عسكرية تابعة لحركة "فتح" خططت لعملية استشهادية ضد الصهاينة العام 1982م.
وتحول الجعبري داخل السجن للالتزام الديني، وانتمى لجماعة "الإخوان المسلمين" قبل تأسيس حركة "حماس" في عام 1987، متأثرًا بعدد من القادة المؤسسين لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمثال الشهداء القادة د. عبد العزيز الرنتيسي، ود. إسماعيل أبو شنب، ود. نزار ريان، ود. إبراهيم المقادمة، وخاصة مع الشيخ القائد صلاح شحادة الذي ربطته بالجعبري علاقة حميمة استمرت بعد إطلاق سراحهما، وكانت الخطوات الأولى التي تدرج من خلالها أبو محمد في الصف القيادي لـ "كتائب القسام".
وتركَّز نشاط الجعبري عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال عام 1995، على إدارة مؤسسة "النور" التابعة لحركة "حماس"، والتي تهتم بشؤون الشهداء والأسرى والمحررين، ثم عمل في العام 1997م، في حزب "الخلاص الوطني الإسلامي" الذي أسسته حركة "حماس" في تلك الفترة التي تعرضت فيها لضربة قوية من "سلطة أوسلو".
ولم تشفع فترات الأسر التي قضاها شهيدنا أبو محمد في سجون الاحتلال، من الحملة التي ينفذها جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة في العام 1998، ظناً منهم في اجتثاث المقاومة، إلى أن أتم أبو محمد العامين في سجونهم بتهمة علاقته مع كتائب القسام، وتم الإفراج عنه مع بداية الانتفاضة إثر قصف الاحتلال لمقرات الأجهزة الأمنية في القطاع.
وظلّ الجعبري ثالث ثلاثة في المجلس العسكري لكتائب القسام، إلى حين اغتال الاحتلال الصهيوني الشيخ صلاح شحادة العام 2002، وفشل في محاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف العام 2003، والتي أصيب خلالها بـ"جروح بالغة، ليتحول معها الجعبري إلى القائد الفعلي لكتائب القسام، ممثلاً لمهمة نائب القائد العام للكتائب في فلسطين محمد الضيف.
أسهم الجعبري في العمل على بناء "كتائب القسام" وتطوير قدراتها خلال فترة الانتفاضة، بالاستفادة من الدعم والتمويل المالي الذي وُضِع تحت تصرف قيادتها.
وأثبت الجعبري، المعروف علنًا بقائد أركان المقاومة الفلسطينية قدرات قيادية عالية، على صعيد بناء "كتائب القسام" في وحدات وتشكيلات تشبه "الجيش النظامي" يضم تحت لوائه أكثر من عشرة آلاف مقاتل، ويمتلك ترسانة متنوعة من الأسلحة في اختصاصات مختلفة.
وأضاف أبو محمد لسجله النضالي والجهادي إنجازًا جديدًا في مواجهة ومفاوضة الاحتلال بإدارته الناجحة لملف خطف وإخفاء الجندي شاليط منذ أسره في 25 يونيو/ حزيران 2006 م، ومبادلته بأكثر من ألف أسير فلسطيني.
ويُعدّ ملف الجعبري لدى أجهزة الأمن الصهيونية دسمًا بامتياز، فلائحة الاتهامات التي يضمها هذا الملف تبدأ بالمسؤولية عن جملة من العمليات النوعية ضد الاحتلال الصهيوني قبل انسحابها من قطاع غزة العام 2005.
وتعرض رجل "صفقة وفاء الأحرار" لمحاولات اغتيال عدة، كان أبرزها وأكثرها بشاعة في حق عائلته، تلك التي نجا منها بعد إصابته بجروح خفيفة العام 2004، بينما استشهد فيها ابنه البكر محمد، وشقيقه وثلاثة من أقاربه، باستهداف طائرات الاحتلال الحربية منزله شرق حي الشجاعية.
ربما أن الأيام الأخيرة التي عاشها أبو محمد في حياته، أثبتت وبشكل ملحوظ أنه يودع الدنيا بما فيها، فلشيخه الياسين وإخوانه الأسرى أوفى بوفاء الأحرار، وعلى جيشه وإخوانه في "كتائب القسام" اطمأن وتركهم في أحسن حال، وفي بيت الله في مكة حجّ واعتمر، حتى أصبح يتمنى الشهادة ويتمنى لقاء الله، فأحب الله لقاءه، واستُشهد الجعبري بقصف صهيوني غادر على سيارته، الأربعاء، الرابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر في العام 2012م.
أرسل تعليقك