القدس المحتلة - أحمد نصًّار
نفى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن تكون السلطة الفلسطينية قد قررت توقيف المفاوضات مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تسلم فعلا رسائل استقالة الوفد الفلسطيني المفاوض، غير أنه لم يحسم في شأنها بعد. وأوضح المالكي في تصريح أدلى به في مدينة طنجة المغربية، أن "أي مسؤول فلسطيني لم يقُل إلى
الآن إن المفاوضات توقفت، وأن ما قلناه فقط هو أن الإعلان الأخير الذي صدر عن الجانب الإسرائيلي حول بناء 24 ألف وحدة استيطانية جديدة، في حال نفذ وفي حال استمر، يعني نهاية العملية التفاوضية".
وقال المالكي، معلقا على التصريح الأخير لرئيس الحكومة الإسرائيلية بإلغاء قرار بناء المستوطنات الذي سبق وأعلنه وزير الإسكان، إنه "مجرد مناورة". وزاد قائلا: "نشك في هذه التصريحات الأخيرة، ونعتقد أن هناك توزيعا للأدوار بين وزير الإسكان ورئيس الوزراء، حتى تضيع المسؤولية بينهما. وبالتالي يعطون الانطباع أمام المجتمع الدولي بأنه لم يحدث شيء جديد. لذلك نقول من خلال التجربة التي مررنا بها لسنوات طويلة، إن ما يهم الاحتلال الإسرائيلي هو منع إقامة الدولة الفلسطينية، وهو معني جدا بتغيير المعالم والواقع في الأرض الفلسطينية، وباستمرار احتلاله للأرض الفلسطينية بشكل كامل، وبالتالي فمن الضرورة تجنب الوقوع في هذا الفخ الإسرائيلي والاستمرار في الضغط على إسرائيل من أجل الإلغاء الفعلي لهذا القرار. كما ندعو المجتمع الدولي إلى إرسال وفود للتحقق من حقيقة التزام إسرائيل بوقف نشاطها الاستيطاني على الأرض الفلسطينية".
وذكر المالكي أن "استقالة الوفد الفلسطيني المفاوض جاءت نتيجة لتردي الأوضاع المرتبطة بالمفاوضات، ليس فقط في ما يتعلق بالإعلان عن آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة أو ما يحدث من خروقات في المسجد الأقصى والاعتداءات المتواصلة عليه من طرف المستوطنين، ومحاولات تهويده بشكل كامل والاعتداء على أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية وحرق الأشجار، واستمرار أعمال قتل المدنيين والاعتداء عليهم، ناهيك من الأجواء التي تسود داخل غرفة التفاوض وطبيعة الأداء من قبل المفاوض الإسرائيلي الذي كان وما زال يمنع في الكثير من الحالات دخول الطرف الأميركي ليشهد على طبيعة أداء الجانب الإسرائيلي الذي يرفض الامتثال لمرجعيات المفاوضات التي حددتها رسائل الإدارة الأميركية ويرفض مناقشة القضايا الأساسية والجوهرية".
في المقابل وصفت وزيرة القضاء الإسرائيلي، ومسؤولة ملف المفاوضات، تسيبي ليفني، استقالة طاقم التفاوض الفلسطيني بأنها "صناعة دراما"، وقالت رداً على المواقف الفلسطينية إنها "لا تتماشى والتعهدات التي أخذها الفلسطينيون على عاتقهم بداية المفاوضات». وأَضافت ليفني، "لم نتعهد قط بوقف الاستيطان قبل بدء المباحثات، وهم يعرفون ذلك".
وتابعت في تصريحات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، "يجب الاستمرار في المفاوضات. وأنا أتوقع ألا يقوم الفلسطينيون باتخاذ كل فرصة لصناعة الدراما. يجب وقف استغلال الفرض من أجل أغراض سياسية بحتة".
أرسل تعليقك