القاهرة ـ أكرم علي/ محمد الدوي
افتتح رئيس الحكومة المصريّة حازم الببلاوي، الإثنين، مشروع تطوير ميدان التحرير، والنصب التذكاريّ لشهداء الثورة (25 كانون الثاني/يناير و30 حزيران/يونيو)، وسط تشديدات أمنية مكثفة.
وأكد الببلاوي، أن "الحكومة لن يهدأ لها بال حتى تقطع يد الإرهاب، وذلك بعد يوم من مقتل ضابط الأمن
الوطني محمد مبروك، وأتحدث من ميدان التحرير الخالد، حين هبّت جموع الشعب للتطلع للحرية والعدالة، فانحازت قواتنا الباسلة إلى إرادة هذا الشعب، وأسقطت النظام، وأنهت عقودًا من حكم الفرد، والشعب أبهر العالم في 18 يومًا في 25 كانون الثاني/يناير، لأن فئات الشعب انصهرت في بوتقة واحدة، وفي 30 حزيران/يونيو خرج الشعب، لأنه أيقن أن نظام الحكم حاد عن مبادئ الثورة، وانحازت القوات المسلحة مرة أخرى إلى إرادة الشعب، ولم يكن هذا ليتحقق، إلا بعد أن سالت دماء شهداء مصر، واليوم نضع حجر الأساس للنصب التذكاريّ في ميدان التحرير".
وقد وجّه رئيس الوزراء، التحية للشهداء في الثورتين، مشيرًا إلى أن "الأحداث بين الثورتين لم تكن هيّنة أو سهلة، فسقط الشهداء في محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء، وسقط من رجال الأمن جنود أبرار على يد الإرهاب الآثم، ونحن لن يهدأ لنا بال حتى نقطع يد الإرهاب وقوى التخريب والإجرام، وأن مصر تعيش مرحلة انتقالية، ونحن نكتب دستورًا يُمثل أطياف الشعب، ثم انتخابات لاستكمال خارطة الطريق، والحكومة تعمل على تحقيق الأمن والاستقرار، ونسعى إلى ترشيد المصروفات وزيادة الاستثمار وتوفير فرص العمل، ونعيش مرحلة نريد فيها تحقيق الحرية والعدالة والنجاح".
وقال الببلاوي، "اليوم ونحن نضع حجر الأساس للنصب التذكاريّ للشهداء في ميدان التحرير، نبعث برسالة إلى شهداء الوطن الأبرار، بأن شعبنا لن ينسى تضحياتكم أبد الدهر، فقد خلدتم أسماؤكم بحروف من نور، وضحيتم بأرواحكم من أجل أن تعيش الأجيال القادمة في عزة وكرامة، وإن مسار الأحداث بين الثورتين، وكذلك ما تلا من أحداث بعد الثلاثين من حزيران/يونيو، لم يكن بالمسار الهيّن أو اليسير، إذ أن الطريق إلى الديمقراطية والكرامة كان محفوفًا بالصعاب، حيث سقط عدد من شهداء هذا الوطن في أحداث محمد محمود، ومجلس الوزراء، وماسبيرو، كما استشهد من أبناء هذا الوطن جنود من قواتنا المسلحة الباسلة، ومن رجال الشرطة الأبطال، على أيدى جماعات الإرهاب والعناصر الإجرامية والتخريبية، ولهم جميعًا ولأرواحهم الطاهرة نقول، إننا على الدرب سائرون، لنحقق لمصرنا الغالية ما تستحقه من مكانة بين الأمم، كما لن يهدأ لنا بال حتى نقطع أيادى الإرهاب، وندحر قوى التخريب والإجرام، لينعم أبناء مصر أينما كانوا بالأمن والأمان، ولا يفوتنى أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى مصابي الثورة، وأسر الشهداء، وأؤكد لهم أن رعايتهم واجب علينا ، وأننا لن نتخلى عنهم، وأن مطالبهم تمثل أولوية لدى الحكومة نسعى إلى تلبيتها بكل ما لدينا من إمكانات، إن مصر الآن تعيش مرحلة انتقالية بالغة الأهمية، وتعمل الحكومة على توطيد الأمن والاستقرار وتحقيق سلامة المواطن وحقوقه كأولية أولى، وعلى الصعيد الاقتصادي للاستجابة للمطالب العاجلة والملحة من دون أن نغفل المطالب طويلة الأجل، والمُتمثلة في إعادة هيكلة الاقتصاد، وتعظيم موارد البلاد، وترشيد المصروفات، وتحسين مستوى المرافق والخدمات، وزيادة الاستثمارات وفرص العمل، نعم إننا نمر بمرحلة تأسيسية، طريقها صعب، لتحقيق ما نصبوا إليه من حرية وعدالة وتقدّم، ونحن واثقون من النجاح، واثقون بأن ما نتحمله الآن سيجعل حاضر المواطن المصرب أفضل من ماضيه، ومستقبله أفضل من حاضره".
وقام الببلاوي، يرافقه محافظ القاهرة جلال السعيد، بوضع حجر أساس النصب، بحضور عدد من أعضاء الحكومة والمسؤولين وذوي الشهداء، حيث أكد السعيد، في كلمة له، أنه ستُقام مسابقة لوضع تصور لتطوير الميدان، وتصميم النصب، تمجيدًا لذكرى ضحايا ثورتي 25 كانون الثاني/يناير و30 حزيران/يونيو.
وجاء وضع حجر الأساس، قبل يوم واحد من إحياء الذكرى الثانية لأحداث "محمد محمود"، والتي قُتل فيها العشرات في اشتباكات بين قوات الشرطة ومُحتجّين كانوا يحاولون الاقتراب من مقر وزارة الداخلية، القريب من الميدان في العام الماضي.
وأغلقت قوات الأمن والجيش منذ ساعة مبكرة، صباح الإثنين، الشوارع والمحاور كافة المؤدية إلى ميدان التحرير، أمام حركة مرور السيارات، وذلك قبل بدء الاحتفال، وأصيبت الحركة المرورية في شوارع وسط القاهرة بالشلل التام جرّاء غلق الميدان، حيث اصطفت السيارات في الشوارع لمسافات طويلة.
أرسل تعليقك