غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
باتت أزمة إغلاق معبر رفح البري جنوب قطاع غزة معاناة لا تنتهي لسكان قطاع غزة المحاصر، حيث يعتبر هذا المعبر بالنسبة لهم المنفذ الوحيد إلى العالم الخارجي، لاسيما أن أيام إغلاق المعبر تفوق بكثير أيام فتحه، ما تسبب في إعاقة حركة المسافرين من أصحاب الإقامات والحالات الإنسانية والمرضى والطلبة.وأغلقت السلطات
المصرية، السبت، ولليوم الثاني على التوالي، معبر رفح البري، في كلا الاتجاهين، أمام المسافرين، بعد فتحه لثلاثة أيام فقط استثنائياً.وأكّدت الإدارة العامة للمعابر والحدود أنه لا يوجد حتى اللحظة أي معلومات عن نية السلطات المصرية إعادة فتح المعبر، وأنه لم يتم إبلاغهم بشأن موعد محدد لإمكان إعادة فتحه.
وأشارت إلى أن "كشفي 9.7/11 المقرر سفرهم لم يغادروا، بسبب إغلاق المعبر"، لافتة إلى أن "ثلاث حافلات فقط تمكنت من السفر، الخميس الماضي".
ونفت الإدارة أن يكون الإغلاق بسبب الأحداث الأمنية الجارية في سيناء، لإبلاغ الجانب المصري قبل فتح المعبر في الثلاثة أيام الأخيرة بأن الفتح استثنائي، مشددةً على أن هناك اتصالات مع الجانب المصري لفتح المعبر.
من جهتها، أعربت حكومة "حماس"، في بيان أصدره الناطق باسمها إيهاب الغصين، عن قلقها العميق إزاء إصرار الجانب المصري باستمرار إغلاق معبر رفح الحدودي، متهمة إياه بأنه "معنيٌّ بتشديد الحصار على قطاع غزة وتأزيم الوضع الإنساني الناتج عن مأساة إغلاق المعبر".
وتساءلت الحكومة "ما هي الفائدة التي تعود على الجانب المصري من استمرار إغلاقه للمعبر، وما هي الدوافع التي تجعل الجانب المصري يصر على إغلاق المعبر".
وأكّدت حكومة "حماس" أن "هناك معاناة إنسانية متفاقمة لأهالي قطاع غزة منذ أعوام، ولكن للأسف الجانب المصري يتعامل مع هذه المعاناة بسلبية غير مبررة"، مضيفة "نحن نقول ونجدد مطالبتنا للجانب المصري بفتح معبر رفح، وندعو إلى الكف عن الاستهتار بمعاناة شعبنا الفلسطيني، لأنه لم يعد الاستهتار بمعاناة شعبنا الفلسطيني أمرًا محتملًا ولا مطاقًا".
ودعت الحكومة دول العالم المختلفة العربية والإقليمية إلى "التعبير عن موقفهم تجاه هذه السياسة المتواصلة التي تُمارس ضد الشعب الفلسطيني في غزة"، مطالبة بما سمته "وضع حد للاستهتار بحياة الفلسطينيين والتدخل الفوري والعاجل بغية فتح معبر رفح الحدودي، وكل المعابر المغلقة التي تخنق قطاع غزة".
وينتظر آلاف الفلسطينيين العالقين في قطاع غزة، من ذوي الحالات الإنسانية الماسة لقضاء حاجاتهم فرصة تمكنهم من السفر عبر معبر رفح البري، الذي تغلقه السلطات المصرية لأيام، وتفتحه جزئيًا، ولا تسمح خلالها بالسفر إلا لأعداد محدودة جدًا.
وتقدر الإدارة العامة للمعابر في غزة عدد المسجلين على قوائم السفر بأكثر من 5 آلاف فلسطيني، جلهم من ذوي الحالات الإنسانية.
وفي إحصائية نشرتها وزارة الداخلية والأمن الوطني ذكرت أن معبر رفح عمل خلال الشهور الثلاثة الماضية 45 يومًا فقط، "فيما توقفت إجراءات السفر 35 يومًا متكررة بفعل تعطل الحواسيب".
ودأبت السلطات المصرية مرارًا على التذرع بتعطل الحواسيب في المعبر وإعلان إغلاقه وإعادة حافلات المسافرين.
وبمجرد الإعلان عن فتح المعبر يتكدس طلاب بدأت دراستهم في جامعات عربية وأجنبية، ومنهم أصحاب إقامات توشك على الانتهاء, وحالات مرضية حرجة، لا تجد لها علاجًا في قطاع غزة المحاصر منذ سبعة أعوام.
ويعمل المعبر جزئيًا منذ أوائل تموز/يوليو الماضي، عقب "الانقلاب العسكري" على الرئيس محمد مرسي، إذ أغلق آنذاك مدة طويلة، في حين أن الآلاف من العالقين في القطاع يزداد عددهم يومًا بعد يوم جراء استمرار إغلاقه.
ويشكل معبر رفح البري بين فتحه وإغلاقه حكاية معاناة تتلخص في ازدياد حاجات المواطنين للتنقل والترحال أينما قضت متطلباتهم الإنسانية.
وإغلاق المعبر أسبوع وفتحه آخر سياسة لا تلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية للسفر، كما أنها تعمل على تكدس أعداد الراغبين بالمغادرة وتفاقم أزمات المرضى ومعاناة الطلاب.
وإزاء هذا الأداء، أعرب مواطنون غزيون، في حديث إلى "العرب اليوم"، عن استيائهم البالغ من تعامل السلطات المصرية بتلك السياسة، التي تسبب معاناة للمرضى, أصحاب الحاجات الملحة للسفر.
وطالب المواطنون الشقيقة مصر بفتح معبر رفح طيلة أيام الأسبوع، والسماح للمواطنين الراغبين بالسفر للمغادرة.
أرسل تعليقك