القاهرة ـ عمرو الوالي/ محمد الدوي
أكّد سياسيون مصريون أن قرار الخارجية بتخفيض العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، نتيجة متوقعة لما تقوم به الحكومة التركية، بقيادة رجب طيب أردوغان، من دعم جماعة "الإخوان المسلمين"، مشيرين إلى أن الإهانات التركية زادت لاسيما عقب تعمد التدخل في الشأن المصري الداخلي.واعتبر وكيل مؤسسي الحزب "الاشتراكي"
المصري أحمد بهاء الدين شعبان, تعقيباً على قرار سحب السفير المصري من تركيا, أن "هذا الإجراء تأخر كثيرًا, وكان يجب اتخاذاه منذ أعلنت تركيا، على لسان رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان، عن انحيازهم لقوى الإرهاب، وتأمره على المصالح الوطنية المصرية" .
وأضاف شعبان في تصريحات صحافية أن "تأخر هذا الإجراء إلى الأن, أفقده الكثير من قدرته على التأثير, ولكنه أفضل من عدم اتخاذه", مشيراً إلى أنه "هناك دويلة أخرى وهي قطر تحتاج إلى موقف حاسم وشبيه".
وأكّد شعبان أن "استخدام الحسم في مواجهة هذه القوى المضادة أفاد كثيراً جماعات الإخوان والإرهاب, ومنحهم ظهيراً دولياً لا يستهان به, وأشعر هذه الدول أن النظام في مصر عاجز عن اتخاذ قرار حاسم في مواجهتهم".
وأوضح نائب رئيس حزب "الوفد" للشؤون الخارجية أحمد عز العرب أن "قرار الخارجية المصرية بسحب السفير المصري لدى تركيا هو الخطوة الأولى في طريق قطع العلاقات المصرية بالحكومة التركية، اعتراضاً على سياسات الحكومة التركية، لاسيما أن هناك تأييداً لأحداث العنف التي حدثت في مصر، في المرحلة الماضية".
وأضاف عز العرب أن "الدولة التركية تدعم الإرهاب في الكثير من الدول العربية، وهذا كان أهم أسباب سحب السفير، وأن هذا القرار يعني قطع العلاقات مع الحكومة وليس مع الشعب، والشعب التركي له مواقف كثيرة طيبة مع الشعب المصري، باستثناء موقف رئيس الحكومة".
ورحب المتحدث الرسمي باسم الحزب "الاشتراكي المصري"، والقيادي في التحالف "الديمقراطي الثوري"، مصطفى الجمال بسحب مصر سفيرها لدى تركيا، ومطالبتها للسفير التركي لدى مصر بمغادرة البلاد، مؤكداً أنه "موقف محترم من الحكومة المصرية، ضد تدخلات السلطات التركية في الشأن الداخلي المصري".
وأوضح الجمال أن "السلطات التركية تتدخل في الشأن المصري بشكل فج، وكأن مصر ولاية عثمانية، وتعمل لصالح فصيل معين وهو الإخوان، في تعدٍ واضح على الأعراف الدولية"، مؤكداً، في الوقت ذاته، "عمق العلاقات بين الشعبين المصري والتركي، وضرورة عدم تأثر بقطع العلاقات دبلوماسياً".
وطالب الجمال بتطبيق الأمر ذاته مع السفير القطري، وطرده من البلاد، بعد التدخلات الفجة التي تقوم بها دولة قطر في الشأن الداخلي، ومحاولتها الإضرار بالأمن القومي المصري، مؤكداً أن "أية دولة تعادي الثورة المصرية غير مرغوب باستمرار العلاقات معها".
من جانبه، اعتبر القيادي في "الجمعية الوطنية للتغيير" الدكتور أحمد دراج أن سحب السفير المصري لدى تركيا, وتخفيض البعثة الدبلوماسية, إجراء جيدًا, مؤكداً أن موقف تركيا من الأوضاع في مصر، واستمرارها في دعم العنف, أفقدها حليفاًً .
واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر السابق لدى تركيا السفير عمر متولي أن "تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين مصر وتركيا بمثابة رسالة قوية للسلطات التركية، وعلى رأسها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، بضرورة التوقف عن التدخل في الشان المصري".
وأضاف متولي، في تصريحات صحافية، أن "مصر سبق أن سحبت سفيرها لدى تركيا، والآن أبلغت السفير التركي أنه غير مرغوب في وجوده، في إطار التصعيد المصري، للرد على تدخلات السلطات التركية في شؤوننا الداخلية، ومساندتها لجماعة الإخوان"، مؤكداً أن "تخفيض التمثيل لا يعني قطع العلاقات بين الدولتين لكنه خطوة تحذيرية".
وأكّد مساعد وزير الخارجية السابق أنه "حال عدم توقف تركيا عن تدخلاتها فأن الخطوة التالية في التصعيد ستكون قطع العلاقات بين الدولتين بشكل كامل"، مبدياً رغبته في عدم وصول الأمر لتلك النقطة".
وأكّد القيادي في الحزب "المصري الديمقراطي" فريد زهران، في تصريح إلى "مصر اليوم "، أن "قرار الخارجية المصرية بتخفيض العلاقات المتبادلة مع تركيا كان متوقعاً"، مشيراً إلى أن "الإهانات التركية تزايدت، لاسيما بعد التدخل في الشأن المصري".
وأضاف أن "أردوغان حثّ الإدارة التركية على دعم الإرهاب في مصر، واستمر في الإساءة لكل الرموز المصرية"، مشيراً إلى أنه "لم يدرك الواقع الجديد بعد 30 يونيو".
واعتبر رئيس حزب "التحالف الشعبي" عبد الغفار شكر، في تصريح إلى "مصر اليوم"، أن "ما حدث هو نوع من الاحتجاج الرسمي المصري في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين"، مشيراً إلى أن "الحكومة التركية القائمة أصبحت تدبر الكثير من الأمور الضارة تجاه مصر".
وأضاف أن "دعم تركيا لجماعة الإخوان هو دعم للإرهاب، وهذا ساهم كثيراً في اتخاذ هذا الموقف"، مطالبًا تركيا "بمراجعة مواقفها".
أرسل تعليقك