الجزائر - نورالدين رحماني
الجزائر - نورالدين رحماني
تمر سنة كاملة لم يترأس فيها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة فيها سوى اجتماع واحد لمجلس الوزراء، مع حلول الشهر الجاري كانون الأول/ ديسمبر، حيث سجل حضوره طيلة السنة الجارية، في اجتماع واحد عُقِد في تاريخ 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، خُصِّص لبحث والموافقة على سبعة مشاريع قوانين بينها مشروع
المالية للعام 2014، اجتماع مجلس الوزراء الذي تغيب عنه منذ كانون الأول/ ديسمبر 2012 لأسباب صحية، حيث إن بوتفليقة أُدخِل المستشفى في باريس بعد تعرضه لجلطة دماغية، وتلقى العلاج هناك لمدة ثلاثة أشهر قبل أن يعود إلى الجزائر في 16 تموز/ يوليو الماضي، ويباشر عمله في نطاق بقي منحصرًا في استقبال رئيس الوزراء عبد المالك سلال، وكذا قائد أركان الجيش الجزائري، إضافة إلى استقبال بعض الوجوه السياسية من خارج الجزائر على غرار الأخضر الإبراهيمي وعمدة باريس.
وطَرَحَ غياب الرئيس بوتفليقة عن الاجتماعات الرسمية لمجلس الوزراء من جديد، تساؤلات بشأن قدرته على الترشح لعهدة رابعة، والتي يتوقع إجراؤها بعد أقل من 5 أشهر من الآن، بالنظر إلى حالته الصحية وسنه المتقدمة (76 سنة)، وفي هذا الصدد أعلن رئيس حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" محسن بلعباس في الجزائر، أن "بوتفليقة قد انتهى سياسيًا، بدليل انه لا يستطيع حتى ممارسة مهامه البروتوكولية، كذا حضور المناسبات الدينية والاحتفالات الوطنية في الجزائر، كما أنه يُعيِّن من ينوب عنه منذ أكثر من سنة في اجتماعات القادة والدول خارج الجزئر، فهو مريض منذ سنة 2005، ويجب ان ينسحب من الساحة السياسية من الآن بتفعيل المادة 88 من الدستور، التي تنص على تنحية الرئيس في حالة عجزه عن ممارسة مهامه".
بدوره، أشار رئيس حزب "عهد 54" فوزي رباعين في تصريحات صحافية أن "سياسة بوتفليقة ستقود الجزائريين إلى انتفاضة شعبية لا مثيل لها في دول الربيع العربي، فسياسته الحالية ووضعه الصحي دفعا إلى تيئيس الجزائريين من واقعهم في ظل ركود مؤسسات الدولة، وانتشار مظاهر الفاسد واغتصاب السلطة والثروات من طرف جماعة ومحيط بوتفليقة"، واعتبر رباعين أن "ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة منافٍ للمنطق والعقل لأنه في وضع صحي لا يسمح له بالترشح، فضلاً عن إكمال عهدته الجارية".
وتُعتبَر المرة الأولى التي يظهر فيها بوتفليقة واقفًا على رجليه منذ رحلة العلاج التي قادته إلى مستشفى "فال دوغراس" في باريس في تاريخ 27 نيسان/ أبريل الماضي عندما استقبل المبعوث الاممي لملف سورية الأخضر الإبراهيمي، حيث كان يقتصر ظهوره في صور أو فيديوهات وهو على كرسي متحرك أو على كرسي عادي.
أرسل تعليقك