واشنطن ـ عادل سلامة
نعى الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، وأشاد بإرثه وإنجازاته، مشدداً على أن "الراحل الذي كان الأكثر شجاعة وتأثيراً على وجه الأرض، أنجز أكثر مما يمكن توقعه من أي رجل". وأصدر أوباما، بياناً، استهله بتصريح لمانديلا في اختتام محاكمته في 1964 حين قال "إنه حارب ضد سيطرة البيض
، وحارب ضد سيطرة السود، ورفع قيم الديمقراطيّة والمجتمع الحر الذي يعيش فيه الجميع بتناغم وفرص متساويّة".
وشدد أوباما على أنّ مانديلا عاش من أجل هذا المبدأ "وحقق أكثر مما يمكن توقعه من أيّ رجل". وأوضح أنه رحل و"قد خسرنا أحد أكثر الأشخاص شجاعة وتأثيراً، أحد أفضل البشر الذين يمكن أن نمضي معهم وقتاً على وجه الأرض، وهو لم يعد يخصنا، بل يخص الأجيال".
وأشاد بإنجازات مانديلا وتضحياته من أجل الحرية، مشيراً إلى أن رحلته من كونه سجيناً إلى أن وصل إلى الرئاسة تؤكدّ أنّه يمكن للإنسان أنّ يغيّر إلى الأفضل.
وأكدّ أوباما "أنا أحد ملايين الأشخاص الذين استلهموا من حياة نيلسون مانديلا، ومثل كثيرين على وجه الأرض، لا يمكنني أنّ أتخيل حياتي من دون المثال الذي جسده مانديلا، لذا سأحرص طوال حياتي على التعلم قدر المستطاع منه".
وتقدّم أوباما بالتعازي لعائلة مانديلا وشعب جنوب أفريقيا، وأكدّ "الأرجح أننا لن نرى أمثال نيلسون مانديلا من جديد، لذا من الأفضل لنا أن نلتزم بالمثال الذي جسده، فنتخذ قرارات لا تقوم على الكراهيّة وإنما على الحب، ونسعى وراء مستقبل يستحق تضحيته".
واختتم حديثه "الآن فلننحني ونتقدم بالشكر إلى حقيقة أن نيلسون مانديلا عاش، رجل أمسك التاريخ بيديه ووجّه قوس العالم الأخلاقي في اتجاه العدالة".
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن حزنه الشديد لرحيل مانديلا، واصفاً إياه بـ"العملاق في عمله من أجل العدالة"، فيما قطع مجلس الأمن الدولي جلسته ووقف دقيقة صمت حداداً عليه.
وعقد بان، مؤتمراً صحافياً قبيل توجهه إلى العاصمة الفرنسية باريس، وأكدّ "إنني أشعر بحزن عميق لوفاة نيلسون مانديلا، فقد كان عملاقًا في عمله من أجل العدالة ومصدر إلهام إنساني متواضع".
وتحدث عن التأثير الكبير الذي تركه في الكثير من الناس حول العالم، خصوصًا من خلال طريقة نضاله غير الأنانية دفاعاً عن الكرامة الإنسانيّة والمساواة والحريّة.
وأوضح أنّ "نيلسون مانديلا أظهر ما هو ممكن لعالمنا وداخل كل واحد منا، إذا آمنّا، وحلمنا وعملنا معاً من أجل العدالة والإنسانيّة".
وقطع مجلس الأمن الدولي جلسة يعقدها، ووقف الأعضاء دقيقة صمت حداداً على مانديلا، إثر إعلان نبأ وفاته.
وأكدّ الاتحاد الأوربي، أنّ أفضل طريقة لتكريم الرئيس الجنوب أفريقي السابق نيلسون مانديلا، هي تجديد الالتزام بالحفاظ على القيّم التي حارب من أجلها، مشدداً على أن الراحل هو رمز العدالة والحرية واحترام حقوق الإنسان.
وأصدر رئيس المفوضيّة الأوربية، خوسيه مانويل باروسو، ورئيس المجلس الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، بيانًا مشتركًا، أكدا فيه أن يوم رحيل مانديلا "هو يوم حزين ليس لجنوب أفريقيا وحدها بل للمجتمع الدولي بأسره".
وأوضح البيان "نحن في حداد على وفاة أحد أعظم الشخصيات السياسية في عصرنا، نيلسون مانديلا لم يكن مفتاح انتقال جنوب أفريقيا إلى بلد ديمقراطي وحسب، فهو يمثل المعركة ضد العنصرية والعنف السياسي وعدم التسامح، وهو يمثل العدالة والحريّة واحترام حقوق الإنسان".
وأشار إلى أنّ مانديلا "علمنا جميعاً درساً مهماً في المصالحة، والانتقال السياسي والتحول الاجتماعي، ووحده شخص يتميز بإنسانية عميقة ونزاهة أخلاقية ورؤية واضحة لمستقبل بلاده، يمكنه تحقيق ذلك".
وشدد على أنه "فيما نحزن اليوم، فإن ما من طريقة أفضل لتكريم ذكرى (مانديلا) غير تجديد التزامنا الجماعي بالحفاظ على قيم الديمقراطية الحقيقية والعميقة التي حارب من دون كلل من أجلها".
وختم متقدماً باسم الاتحاد الأوروبي بالتعازي لعائلة مانديلا وشعب جنوب أفريقيا.
كما أشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بـ نيلسون مانديلا، معتبراً أنّه "مقاوم استثنائي ومقاتل رائع".
وفي بيان أصدره قصر الإليزيه، أكدّ هلاند أنّ مانديلا "كان يجسد شعب جنوب أفريقيا وأساس وحدة أفريقيا بأكملها وعزتها".
وأشاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بـ مانديلا، الذي توفي، الخميس، عن 95 عاماً، معتبراً أنّه "عملاق كان يتمتع بحضور قوي"، ووصفه بأنه "أبو جنوب أفريقيا".
وأكدّ فابيوس، في بيان له، أنّه "مع نلسون مانديلا يرحل أبو جنوب أفريقيا، عماد النضال من أجل الحرية المستعادة ومن أجل المصالحة".
وأثنى رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، على مانديلا، معتبراً أنّه برحيله انطفأ نور كبير في العالم.
وسارع كاميرون في التعليق على رحيل مانديلا ما أن ولرده الخبر، فنشر تغريده عبر موقع "تويتر"، أكدّ فيها أنّ "ضوءً كبيرًا انطفأ في العالم، نيلسون مانديلا كان بطلاً في عصرنا".
وأشار إلى أنّه أوعز بتنكيس العلم أمام مقر رئاسة الحكومة البريطانية، حداداً على مانديلا.
أرسل تعليقك