رام الله ـ وليد أبوسرحان
اتهم وزير الدفاع الإسرائيليّ موشي يعلون، مساء السبت، حركة "حماس" بأنها تُجهّز لتصعيد الوضع الأمني على الحدود ما بين قطاع غزة وإسرائيل، وذلك في إشارة إسرائيليّة إلى أن جيش الاحتلال يُحضّر لعدوان جديد على غزة، وبدأ بالتمهيد وتهيئة الرأي العام المحلي والعالميّ للحرب المُرتقبة من خلال توزيع الاتهامات على فصائل
المقاومة. وزعم يعلون، خلال كلمته التي ألقاها مساء السبت في مؤتمر إسرائيليّ للأعمال 2013، ونقلتها صحيفة "جلوبس" الاقتصاديّة، أن "حركة (حماس) غير معنية حاليًا بتصعيد الموقف على الحدود الجنوبية، ولكنها لا تزال تستعد لساعة الصفر عبر بنائها للأنفاق، وزيادة ترسانتها الصاروخية، ولهذا يجب الاستعداد جيدًا، وأنه لا يوجد في الطرف الآخر الفلسطينيّ من يعترف بحقوقنا"، مُحذرًا من أن "دولة الاحتلال لن تتحدث عن إنش واحد قبل اعتراف الفلسطينيين بحق الشعب اليهوديّ في دولته، وتنازلهم عن حق العودة". وذكّر وزير جيش الاحتلال، أنه "كان من المؤيدين لأوسلو في حينه"، معربًا عن "اعتقاده بعدم وجود شريك في الجانب الفلسطينيّ"، مضيفًا "انظروا إلى كتبهم المدرسية، فعندما يتوقف الفلسطينيون عن تعليم أولادهم على طريقة لبس الحزام الناسف، ويضعوا اسم تل أبيب على الخريطة، فعندها هناك ما نتحدث به".
وكشف رئيس الوزراء الفلسطينيّ المُقال في غزة إسماعيل هنية، أن "لدى الاحتلال قرار إستراتيجيّ بالقضاء على حركة (حماس)، وأن قوى المقاومة وقرار الحركة الإستراتيجيّ التخلص منه في الوقت ذاته". وأشار هنية، خلال حوار نشرته صحيفة "فلسطين" المحليّة، إلى أن "الاحتلال حاول استئصال الحركة الإسلامية في محطات مختلفة، عازيًا ذلك إلى "قناعة قادة الاحتلال بأن حركة (حماس) تُمثل قوة حقيقية في الانتفاضة، وأن لديها أنصاف حلول، وتطوّر أدائها، وأن الاحتلال كان لديه قرارات بتوجيه ضربات قاسية إلى الحركة، وأول ضربة كانت في العام 88، حيث تم اعتقال مجموعة من قيادات الحركة المؤسسين". وأضاف رئيس حكومة غزة"الضربة الثانية كانت في العام 89، وكانت بحق 1200 شخص، وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين، ودخلنا سجن السرايا، وتعرّضنا للتحقيقات ورأينا كل شيء، لدرجة أن الاحتلال في ذلك الوقت كتب (أنهينا حماس)، ففاجأتهم الحركة بتوزيع بيان رقم 24، فجنّ جنون قادة الاحتلال، أما الضربة الثالثة فكانت عام90، وهذه لا تقل عن 1500 شخص، على إثر عملية طعن في يافا، وتم اعتقال قيادات وعلى رأسهم رئيس الحركة في ذلك الوقت الشيخ سيد أبو مسامح، ثم بعد ذلك الإبعاد إلى مرج الزهور، على إثر خطف جنديّ، وبعدها تعرّضت الحركة إلى ضربات متتالية"، مؤكدًا أن "مشروع التسوية عطّل إلى حين مشروع التحرير، لكنه لم يُعطّل روح الانتفاضة، وأنها تسكن الشعب الفلسطينيّ طالما وجد الاحتلال". وأكد مسؤول العلاقات الخارجيّة في حركة "حماس" أسامة حمدان، أن "المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزة تنمو وتزداد قوةً وبأسًا، يومًا بعد يوم، وأن المقاومة حققت إنجازًا في غزة في مواجهة الاحتلال، وأن أية محاولة جديدة تجاه غزة ستُفاجئ إسرائيل"، مُحذّرًا في الوقت ذاته الاحتلال الإسرائيليّ من القيام بأي عمل عدوانيّ ضد غزة. وأضاف حمدان، خلال ندوة نظمها "المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات"، "المقاومة الفلسطينية لم تعانِ يومًا من أزمة الفكرة، أو تقبّل الشعب لها، أو كونها فصيلاً أصيلاً تقبله الأمة"، مشيرًا إلى أنها "عانت من إشكال وإرباك سياسيّ داخليّ، أو إرباك إقليميّ، وأن الوحدة الوطنيّة هي الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذا الإرباك بشكل عمليّ". وعن موضوع المصالحة، أفاد القيادي الحمساويّ، أن "المصالحة طال انتظارها، وأية خطوة فلسطينيّة لن تحقق إنجازًا وتحولاً في المسار، ما لم تستند إلى وحدة وطنية
أرسل تعليقك