المنامة - رياض أحمد
دعا الامير تركي الفيصل إيران، إلى وقف تدخلاتها في الشؤون العربية امتداداً من البحرين الى فلسطين، مبدياً الترحيب بتطوير العلاقة مع ايران ، مشيراً الى ان السبيل لذلك "هو ان تصبح طهران عامل استقرار وليس عاملا للارتياب والشك".
وقال الامير السعودي الذي عمل سفيراً لبلاده في لندن وواشنطن ومديراً للاستخبارات العامة في
المملكة، إنه "برغم الابتسامة العريضة لإيران فلا تزال هناك تدخلات لها في المنطقة، وأي ابتسامة لن تؤخذ بجدية الا اذا سحبت إيران تدخلها من الدول العربية والممتد من البحرين الى فلسطين، وهو السبيل الوحيد لتحسين العلاقة، وهو ان تكون ايران عامل استقرار" في المنطقة.
جاء ذلك خلال كلمة للامير تركي الفيصل خلال الجلسة العامة الخامسة والختامية ضمن مؤتمر الامن الاقليمي حوار المنامة، الذي استضافته البحرين وانتهى أمس الاحد تحت عنوان "الاهتمامات الدولية في أمن الشرق الاوسط ومنع انتشار الاسلحة" وشارك فيه عدد من كبار المسؤولين والخبراء الدوليين ،بالتأكيد على ضرورة تعزيز التضامن لمواجهة تحديات ومخاطر المرحلة المقبلة في المنطقة.
وأضاف الأمير الذي يشغل منصب رئيس مجلس امناء مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية في المملكة العربية السعودية، اننا مستعدون للتعاون مع الجارة ايران المسلمة التي يجمعنا بها الجوار الجغرافي والتاريخ الطويل، مشيرا الى ان المملكة تستضيف كل عام مئات الالوف من الايرانيين في مواسم الحج والعمرة، وتتم معاملتهم بكل ترحيب.
وقال اننا نرحب بتطوير هذه العلاقة مع ايران، مبينا ان السبيل لذلك هو ان تصبح طهران عامل استقرار وليس عاملا للارتياب والشك، معرباً عن امله في مواصلة الرئيس الايراني حسن روحاني باستمرار علاقة حسن الجوار، حيث وقع في وقت سابق عندما كان مسؤولا في ايران على اتفاقية أمنية مع السعودية، وكان من الداعمين للعلاقات بين البلدين.
ووصف في هذا الاطار اتفاق جنيف بين دول 5 + 1 مع ايران حول ملفها النووي "بالإنجاز الناقص الذي لا يستحق ان نصفق له حتى الان، لأننا لم نعرف الى اين سينتهي"، معربا عن امله في الوصول الى ضمان عدم امتلاك طهران للأسلحة النووية بشكل دائم وثابت.
وأكد أهمية مشاركة دول مجلس التعاون في المفاوضات بين مجموعة 5+1 مع ايران حول ملفها النووي، خاصة وأن دوله تقع على الخليج العربي وأن اي مجهود عسكري سيؤثر عليها بشكل مباشر، معربا عن دعمه للاستخدام النووي من قبل طهران في المجالات السلمية، قائلا ان المملكة العربية السعودية تسعى ايضا الى الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مشيرا في الصدد الى خطوات دولة الامارات العربية المتحدة التي بادرت في الولوج الى هذا المجال.
وأوضح أنه نادى منذ العام 2009 بإنشاء منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل النووية والكيميائية والبيولوجية في منطقة الشرق الاوسط، مشترطاً ان يحظى بضمانات من الدول الخمس الكبرى في مجلس الامن.
وبين ان هذه الضمانات هي ان توفر هذه الدول حماية للمنطقة من اي تهديد بأسلحة الدمار الشامل من قبل اي طرف، وان تسعى هذه الدول لمعاقبة اي من دول المنطقة تحاول حيازة اسلحة دمار شامل عن طريق العقاب العسكري والسياسي والاقتصادي، غير انه اشار الى ان هذا الاقتراح يصطدم بعقبتين رئيسيتين وهما امتلاك اسرائيل لأسلحة الدمار الشامل حيث تحوز على مئات الرؤوس النووية، كما ان لديها برنامجا كيميائيا وبيولوجيا حتى وان لم تعترف بذلك، بالإضافة الى ان البرنامج النووي الايراني قد اثار شكوكا حول رغبة طهران بامتلاك اسلحة نووية.
ونوه الى ان الامن في المنطقة يتأثر كذلك بالقضية الفلسطينية برغم مجهودات وزير الخارجية الاميركي جون كيري في دفع عملية السلام من خلال برنامج يمتد لمدة 9 شهور مضي منه ثلاثة اشهر.
وقال ان الغرب تعهد بالتخلص من اسلحة نظام بشار الاسد ايضا خلال 6 أشهر، متسائلا ان كانت هذه الأشهر الستة دليل جدية ام صدفة، داعيا الى الترقب لمعرفة النتائج.
أرسل تعليقك