غزة ـ محمد حبيب
شكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، دولة قطر؛ لمبادرتها في إنقاذ قطاع غزة من الكارثة التي حلّت به جراء المنخفض الجوي، وأعلن المتحدث باسم "حماس" الدكتور سامي أبو زهري، عبر صفحته في "فيسبوك"، اليوم الأحد: "تحية لقطر التي بادرت للمساعدة في إنقاذ غزة من الظلام ومساندتها في محتنها، والخزي والعار لمن كان سببًا ولا زال في إغراق غزة في الظلام، وكان كل همه جني المزيد
من الضرائب من المحرومين في غزة".
وأوضح: "تحية لقطر التي هبت لنجدة غزة، والخزي والعار لكل من شارك في حصارها، وراح يتلذذ على معاناتها وآلامها".
وأكَّد أبو زهري صمود غزة، وقال إنها "يمكن أن تغرق في الظلام والمياه، لكنها لم تغرق في اليأس والإحباط، وستبقى صامدة تفضح المحاصرين والمتآمرين".
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، أعلن أن قطر ستدفع للسلطة 10 ملايين دولار ثمن ضريبة الوقود، وسترسل أيضًا سفينة وقود لمحطة توليد الكهرباء بغزة عبر ميناء أسدود، تكفي أربعة شهور، فضلًا عن تحويل 5 ملايين دولار إغاثة عاجلة لمتضرري المنخفض الجوي.
من جهته، أكدّ الدكتور نجيب النعيمي وزير العدل القطري أن دعم بلاده سيبقى مستمرًا لقطاع غزة، ولن توقف منحها المقدمة إلى الشعب الفلسطيني بالقطاع.
وأعلن النعيمي في تصريح إلى صحيفة بـ "الرسالة المحلية"، تعقيبًا على تقديم بلاده منحة مقدرة بـ10 ملايين دولار لشراء وقود من أجل إعادة تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، إن قطر تقدم منحتها تعاطفًا واخوة مع المواطن الفلسطيني، ونحرص على أن تصل هذه المنحة إلى مستحقيها.وجدد النعيمي تأكيده تمسك قطر بالقضية الفلسطينية، على الرغم من انشغالها بقضايا البلاد الداخلية.
وأعرب النعيمي عن حرص بلاده على انهاء المعاناة عن غزة، والسعي لرفع الحصار عنها، مبينًا في الوقت ذاته أن ملفَّ فتح المعبر تتدخل فيه أطراف عدة تعيق من قدرة بلاده على اتمام حله .
ولفت إلى أن العلاقة بين القاهرة والدوحة تشهد توترًا في المرحلة الحالية، بفعل رفض الأخيرة للانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي.
وفي سياق متصل، أكَّد النعيمي حرص قطر على رعاية المصالحة الفلسطينية بين حركتي "حماس" و"فتح"، ولكنه قال إن حل القضية هي بيد الفلسطينين أنفسهم دون غيرهم.
وحَثَّ الوزير القطري، الفلسطينيين على ضرورة اعادة ترتيب النظام السياسي وتفعيل دور المؤسسات التشريعية عبر الانتخابات لتفادي الخلافات الداخلية.
وأكَّد وزير الأشغال العامة والإسكان في غزة د. يوسف الغريز أن المنخفض الجوي الذي ضرب قطاع غزة خلال الأيام الماضية خلف خسائر مادية بقيمة 64 مليون دولار، مؤكدًا نجاح طواقم الإنقاذ في السيطرة على آثاره رغم قلة الإمكانات جراء استمرار الحصار.
وشدَّد الغريز خلال مؤتمر صحافي عُقِد في مقر وزارة الإعلام، مساء السبت، على أن الحكومة الفلسطينية عملت على مدار الساعة واستنفرت جميع طواقمها لمواجهة تلك الظروف الصعبة، لإدارة الأزمات المتلاحقة والحد من تفاقم آثارها.
وأعلن: "لقد عملت طواقم الطوارئ والدفاع المدني ووزارة الأشغال والشؤون الاجتماعية والشرطة ووزارة الحكم المحلي والصحة والبلديات واللجان الشعبية على تقديم الخدمات الإغاثية العاجلة للمواطنين وإنقاذهم وإيوائهم بمراكز خصصتها الحكومة في جميع المحافظات".
وأشار إلى أن كميات الأمطار التي هطلت على القطاع خلال الأربعة أيام الماضية بلغت 300 مليون متر مكعب؛ أي ما يمثل 85% من قيمة المعدل السنوي للأمطار، في حين وصلت سرعة الرياح إلى 70 كم/س، بشكل يفوق قدرة الأجهزة العاملة لانعدام الموارد اللازمة لذلك.
وأوضح أن ما زاد الأزمة وفاقمها، قيام الاحتلال الإسرائيلي بفتح السدود المقامة على الحدود مع قطاع غزة، مما أدى إلى فيضان وادي غزة، ووادي السلقا، ووادي بيت حانون الأمر الذي أدى إلى غرق مناطق سكنية بأكملها.
وأوضح أن المنخفض أسفر عن خسائر كبيرة لحقت بكل القطاعات الحيوية، ووفاة أحد المواطنين نتيجة انقطاع التيار الكهربائي واختناقه بسبب قيامه بالتدفئة على الحطب في مكان مغلق، إضافة لإصابة 96 مواطنًا منها 5 إصابات في حالة الخطر، كما تعذر الوصول إلى بعض المستشفيات بسبب الضرر الكبير الذي لحق بها جراء المنخفض.
وأفاد أن المنخفض أدى لغرق الأحياء السكنية المحيطة بتجمعات البرك المائية كبركة أبو راشد والصفطاوي شمال القطاع، وبركة الشيخ رضوان وسط غزة، وبركة حي الأمل في خانيونس وبركة حي الجنينة في رفح، وأخرى، كما غرقت جميع المنازل والمزارع المحيطة بمجرى وادي غزة ووادي السلقا، وجميع المزارع المحيطة بوادي بيت حانون.
وأوضح الوزير أن حكومته تُجرِي اتصالات مع العديد من الجهات الخارجية من أجل رفع الحصار عن غزة، وإدخال عدد من الآليات الموجودة في المنطقة الحرة في مدينة الإسكندرية المصرية، مبينًا وجود وعود مصرية بإدخالها للقطاع في القريب العاجل.
ودعا باسم الحكومة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع المؤسسات الدولية إلى الوقوف عند مسؤوليتها، والعمل على تطبيق قرارات القمم العربية برفع الحصار عن قطاع غزة، وفتح معبر رفح بالكامل، والعمل على إدخال الآليات والمعدات وما يلزم من احتياجات عاجلة للقطاع.
وتقدم بالشكر والتقدير والعرفان للأشقاء في دولة قطر ومكتب تنسيق المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" ومؤسسة "الصليب الأحمر" وباقي المؤسسات الدولية على جهودهم الكبيرة في السيطرة على آثار المنخفضة إلى جانب الجهود الحكومية.
وأوضح "نثمن عاليًا الجهود الكبيرة التي قامت بها طواقم جميع المؤسسات واللجان الشعبية والفصائل والفعاليات المختلفة، ونشكر وسائل الإعلام المختلفة على نقلها للمعاناة وتغطيتها للأزمة".
وتَوَجَّه بالتحية والإجلال لصمود أبناء الشعب الفلسطيني، معتبرًا أن جميع الجهود التي بُذلت شكلت مشهد من التضامن والتلاحم في مواجهة الأزمات، معزياً باسم الحكومة عائلة الشاب حمزة العمور (21 عامًا) والذي تُوفِّي جرَّاء تلك الأزمة.
وعن تفاصيل الخسائر التي خلفها المنخفض الجوي، نوه الغريز إلى أن عدد الأسر التي نزحت من منازلها بلغ قرابة 7,000 أسرة، أي ما يعادل 42,000 فرد، تم إيواء أكثر من 900 أسرة منها في 19 مركز إيواء فيما توجهت باقي الأسر لمنازل الأقارب والأصدقاء.
في حين بلغت تقديرات المنازل التي تعرضت للغرق ما يزيد على 3,300 وحدة سكنية، وتضرر نحو 1,000 وحدة سكنية بأضرار إنشائية متفرقة، كما تقدر الخسائر المادية لتلك الوحدات ما بين تدمير الأثاث وإعادة تأهيلها إنشائيًا بحوالي 40 مليون دولار.
ولفت إلى أن أضرار قطاع البنية التحتية والطرق بلغت 12 مليون دولار، متمثلة في شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي وشبكات الكهرباء والاتصالات.
أما فيما يخص القطاع الاصطناعي والتجاري، فقد قدرت عدد المحلات التجارية والمنشآت الاصنطاعية التي تعرضت للأضرار قرابة 1,000 منشأة، حيث قُدِّرت خسائرها بقيمة 3 مليون دولار أميركي، أما خسائر القطاع الزراعي فبلغت 7 مليون دولار جرَّاء نفوق آلاف الدواجن، وتضرُّر الثروة الحيوانية والسمكية والإنتاج النباتي.
وعن خسائر قطاع النقل والمواصلات، فقد بلغت الخسائر نحو 2 مليون دولار، تمثلت في غرق ما يزيد على 200 مركبة، وتضرر كاسر الأمواج في ميناء الصيادين.
أرسل تعليقك