بيروت - رياض شومان
سُجل مساء الأحد اعتداءان على الجيش اللبناني ، وهجوم على دورية اسرائيلية على الحدود مع لبنان أسفر عن مقتل جندي من عناصرها ، الأمر الذي أثار قلقاً كبيراً لدى الجميع من احتمال تطور هذا الحادث.
وفي التفاصيل نبدأ من الاعتداءين على حاجز الاولي على مدخل مدينة صيدا اولا، ثم في مجدليون شرق المدينة حيث فجر
انتحاري نفسه بحاجز عسكري مما ادى الى استشهاد الرقيب الاول سامر رزق وسقوط عدد من الجرحى في صفوف الجنود، ومقتل ثلاثة من المعتدين برصاص الجيش، ليبلغ عدد الارهابيين القتلى اربعة. وتبين لاحقاً ان السيارة التي نقلت الانتحاريين مسجلة باسم احد مناصري الشيخ المتواري احمد الاسير.
وفي المعلومات ان ثلاثة مسلحين انتحاريين هاجموا حاجزا للجيش عند مفترق مجدليون - بقسطا، وتمكن احدهم من تفجير نفسه بعناصر الحاجز الذين نجحوا في قتل الإثنين الآخرين قبل ان يفجرا نفسهما بالأحزمة الناسفة التي يحملانها.
وتزامن الهجوم مع إقدام مسلح كان يركب سيارة رباعية الدفع على القاء قنبلة يدوية على حاجز الجيش عند جسر الأولي، المدخل الشمالي لمدينة صيدا، مما أدى الى اصابة جندي بجروح طفيفة، ورد أفراد الحاجز باطلاق النار على المسلح فأردوه ، وعلم أن المعتدين على الجيش اللبناني الذين قتلوا هم اللبنانيان محمد الظريف وابراهيم المير والفلسطيني بهاء السيد المقيم في صيدا.
وعلى الاثر أقفل الجيش الطريق في اتجاه بيروت بعض الوقت، الى ان حضرت قوة عسكرية مكلفة التحقيق في الحادث وانجزت مهمتها قبل ان يعاد فتح الطريق.
وبعيد الحادث عزز الجيش وجود قواته في المنطقة، فانتشرت ملالات عسكرية على دوار العربي في صيدا، وانتشر أفراد من الجيش على كل المستديرات في المدينة، وعملت دوريات على ملاحقة عدد من المسلحين.
وفي الناقورة، اطلقت سبع رصاصات على دورية اسرائيلية اجتازت الخط الفاصل، مما ادى الى مقتل جندي اسرائيلي، وتردد خبر لم يتأكد عن فقدان جندي لبناني وعلى الاثر استدعى الجيش قوات اضافية كبيرة الى الحدود مع لبنان .
وسعت قوة "اليونيفيل" الى تطويق ذيول الحادث بالاتصال بالجانبين والدعوة الى ضبط النفس، واعلنت ان الحادث حصل داخل الاراضي الاسرائيلية.
وصرح ناطق باسم الجيش الاسرائيلي بانه "اطلاق نار خطير". ولم يؤكد أي مصدر أمني لبناني إطلاق الجيش النار.
وليلاً أعلن الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" اندريا تننتي، في أول تعليق على حادثة رأس الناقورة، أن القوات الدولية "تبلغت عن حادثة خطرة على طول الخط الأزرق في محيط عام رأس الناقورة". وقال "نحن نحاول تحديد وقائع ما حدث، ولاتزال الحالة مستمرة وان القائد العام لليونيفيل الجنرال باولوا سييرا يقوم باتصالات بنظيريه من الجيشين اللبناني والإسرائيلي، ويحثهما على ضبط النفس". وأضاف "ووفقا للمعلومات المعطاة لنا فإن الحادثة وقعت على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق، وان الأطراف يتجاوبون مع اليونيفيل".
من جانبه، مصدر عسكري إسرائيلي، أن جندياً إسرائيلياً من سلاح البحرية قتل مساء اليوم الأحد، بنيران يرجّح أن جندياً لبنانياً أطلقها في منطقة راس الناقورة الحدودية بين إسرائيل ولبنان. وقال مصدر عسكري مطلع في الجيش الإسرائيلي ليونايتد برس إنترناشونال أن دورية تابعة له تعرّضت لإطلاق النار من جهة الأراضي اللبنانية، وأن التقديرات تشير إلى أن جندياً لبنانياً أطلق النار، وليس معلوماً بعد أسباب إطلاق النار.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن الجندي الإسرائيلي القتيل تعرّض لإطلاق النار عندما كانت سيارته متوقفة في جانب الطريق المحاذية للشريط الحدودي.
وقال الناطق العسكري الإسرائيلي في بيان، إنه تم تقديم شكوى "شديدة اللهجة" إلى الأمم المتحدة في أعقاب هذا الحدث. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه رفع حالة التأهب في صفوف قواته على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان وأنه "يحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان المناسب".
أرسل تعليقك