بغداد – نجلاء الطائي
بغداد – نجلاء الطائي
كشفت كتل وأحزاب سياسية في العراق، لاسيما في محافظة البصرة، عن تعويلها على استغلال الإخفاقات التي حققتها الأحزاب الدينية في الانتخابات المحلية، مبينة أن خلاص محافظة البصرة، التي تعد العمود الفقري للاقتصاد العراقي، هو إعلانها إقليماً إداريًا واقتصاديًا.
لكن هذه الكتل، وعلى الرغم من تفاؤلها، توقعت عدم حصول تغيير
جذري، على اعتبار أن تلك الأحزاب والكتل الدينية لا تزال تتمتع بنفوذ قوي، عبر السلطة والمال.
يأتي هذا فيما تخشى الأحزاب الدينية من عزوف المواطنين، كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة.
وأكّد النائب السابق وائل عبد اللطيف، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أن "تحول محافظة البصرة إلى إقليم سينهي جميع المعوقات التي تقف بوجهها"، كاشفاً عن "العمل على تشكيل تجمع سياسي كبير، باسم تجمع إقليم البصرة".
وأشار إلى أن "مدينة البصرة لا تدار اليوم بعقلية الإدارة الموجودة فيها، بل بعقلية مركزية، وبالتالي هذا الصراع والتشتت والضغط على الحكومات القائمة في البصرة سببه التأثر بالقرار المركزي، سواء كان حكومياً أو سياسياً"، موضحاً أن "الإقليم حق دستوري، وأفضل محافظة مهيأة للانتقال من هذا الوضع الإداري السيء جداً إلى إقليم يتمتع بالحقوق والامتيازات كافة وفقاً للمعطيات الدستورية هي البصرة".
وأوضح عبد اللطيف أن "ما نعمل عليه الآن هو أن تكون الخطوة المقبلة مبنية على أساس العمل المؤسساتي، وليس كما السابق، وأن يكون هناك تجمع سياسي كبير يحمل اسم (تجمع إقليم البصرة) له نظام داخلي وهيئة مؤسسة، ولديه 15 مكتباً، يعمل على تقديم دراسات استراتيجية لهذه المدينة، تتعلق بالبطالة والنفط والغاز والموانئ والمياه والوضع الصناعي وغيرها من الجوانب".
وأضاف "تبنيت مبادرة أولية، عبارة عن طبع استمارة تتضمن صورة الشخص ومعلوماته ورقم هاتفه وغيرها من المعلومات الأخرى، بغية الانتماء إلى هذا التجمع، لأن من يريد الإقليم أو يدعم فكرته عليه أن يصوت له"، مبيناً أن "عدد الاستمارات التي وصلت إلينا بلغ أكثر من 2500 استمارة، والوفود بدأت تأتي وتوافد للدعم والمطالبة بالانتقال من المحافظة إلى الإقليم".
ولفت إلى أن "غالبية الجماهير تدعم توجه إعلان البصرة إقليمًا، عبر مشاركتها في الاستفتاء، أكثر من رغبتها بالمشاركة في الانتخابات"، مؤكّدًا أن "هذا التجمع لم يعلن عنه حتى الآن، لأننا أردنا أن يتكامل في جميع الأقضية والنواحي، ويُنشأ من خلاله رأي عام ضاغط، وفي هذه الحالة سنعلنه كتجمع سياسي، ربما بعد الانتخابات المقبلة"، مبينًا أن "هذا أصبح مطلباً جماهيرياً وهو استحقاق دستوري، وليس توجه سياسي كما يروج البعض".
وفي سياق متصل، أكّد النائب المنضم حديثاً إلى كتلة "المواطن"، التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي برئاسة عمار الحكيم، جواد البزوني أن "حظوظ كتلته كبيرة في الانتخابات البرلمانية المقبلة".
وأضاف البزوني، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أن "حظوظ كتلة المواطن كبيرة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لأنها لم تكن طرفًا في الإخفاقات التي شهدتها الحكومة القائمة"، مؤكداً أن الحكومة المقبلة ستكون من حصة كتلة المواطن"، متهمًا أشخاصًا باستغلال صلاحياتهم في السلطة، وإمكاناتهم في الدولة، للدعاية الانتخابية المقبلة".
من جانبه، عدّ النائب عن "ائتلاف دولة القانون" فرات الشرع أن "الجميع له الحق بالتكهن، والتوقع إلا أن صناديق الاقتراع هي التي ستفرز الكتل والنواب الذين سيختارهم جمهور البصرة"، مبينًا أن "صراع الكتل بدأ من الآن، وأن هناك مشاورات لتأمين التحالفات، سواء قبل الانتخابات أو بعدها".
وأشار الشرع، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أن "لا مفاجآت تذكر على مستوى التحالفات وظهور الكتل، وأن حظوظ جميع الكتل قائمة، بما فيهم القائمة العراقية، التي فضلت المشاركة بقائمة منفردة"، مبينًا أن "الكتل السياسية المتنافسة لديها خشية من عزوف المواطنين عن الذهاب إلى الانتخابات".
وأوضح الشرع أن "لكل كتلة أو حزب برنامج يحاول اقناع الجمهور به، فهناك من يحاول اللعب على الملف الأمني، وأخرون يقنعون جماهيرهم، عبر تحسن الاقتصاد، وحتى هناك من يحاول أن يروج إلى إلان البصرة إقليمًا، وهذا أمر يدخل ضمن الحملات الانتخابية التي تستعد لها الكتل".
أرسل تعليقك