بيروت ـ رياض شومان
شهد تشييع الشاب محمد الشعار الذي قضى في جريمة تفجير السيارة المفخخة في وسط بيروت الجمعة، حدثا لافتاً تمثل بإقدم عدد من الشبان المشييعين على التهجم على مفتي الحمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني لدى وصوله عصر اليوم الاحد الى مسجد الخاشقجي في بيروت للمشاركة في التشييع ، وذلك على خلفية مواقفه
السياسية الاخيرة التي انحاز فيها الى جانب الحكم السوري باستقباله في دار الفتوى السفير السوري علي عبد الكريم علي ، وأيضا وفداً من "حزب الله" قبل اشهر. وقد قام عدد كبير من الشبان المشاركين في تشييع الشاب محمد الشعار بالهتاف ضد مفتي الجمهورية وطالبوه بالرحيل.
وهتف المحتجون بعبارات كـ "المفتي عدو الله"، و"الله حريري طريق الجديدة"، و"شباب طريق الجديدة لا يريدون المفتي بينهم". وقد حصل عراك بالأيدي بين شباب رافضين لوجود المفتي وآخرين كانوا معه لدى وصوله الى المسجد ، وتدخلت قوى الامن للتفريق بينهم.
وهذه العبارات القاسية من المشييعين جعلت المفتي قباني يترك قاعة المسجد شاحب اللون متوتراً ويلجأ الى مكان آمن في احدى قاعاته وسط حراسة أمنية مشددة خوفا من التعرض له ، علماً أنه لم يشارك في تشييع الوزير السابق محمد شطح ظهر اليوم في مسجد محمد الأمين وسط بيروت ، تحسباً لهكذا تصرف بحقه.ولاتزال الاتصالات و المساعي السياسية والامنية جارية لتأمين مغادرته حرم المسجد.
وفي كلمة القاها خلال التشييع رأى الشيخ احمد العمري، الذي أمّ الصلاة على الشاب محمد الشعار، أكد ان "الطائفة السنية مستهدفة برموزها وسياسييها وعسكرييها وهذا الاستهداف مردود الى النظام البعثي المجرم ومن يقف وراءه".
وقال الشيخ العمري: ان للصبر حدوداً، واننا لا نريد الفتنة لأن الفتنة نائمة ولعن الله من أيقذها. واتهم من "يرمي البراميل المتفجرة بأنه وراء التفجير، كما اتهم بالارهاب من يقفون مع من يرمي البراميل المتفجرة على الاطفال.
وكان المكتب الاعلامي في دار الفتوى أعلن ان عدم مشاركة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في تشييع الوزير السابق محمد شطح والصلاة عليه في مسجد محمد الامين يعود الى الرسالة السابقة التي تلقاها المفتي ا شخصيا من مستشار رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري، نادر الحريري في تشييع اللواء وسام الحسن عندما تلقى اتصالا منه وقال له"بما ان اللواء وسام الحسن من الشمال فمفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار يصلي عليه في مسجد محمد الامين وسط بيروت"، وبناء على ذلك فان الرسالة كانت واضحة جدا بعدم رغبتهم بمشاركة مفتي الجمهورية في الجنازة والصلاة عليها وموضوع الشمال كان حجة واهية، واليوم في تشييع الوزير محمد شطح فان الرسالة السابقة كافيه في فهم مرادهم في ذلك الامر ومثله، فآثر سماحته هذه المرة بعدم المشاركة حيث لايجوز اللغط في هذه المسألة الطبيعية التي يزجون فيها الدين بالسياسة
أرسل تعليقك