دمشق - جورج الشامي
سُمِحَ للمدنيين المحاصرين بمغادرة عدرا العمالية بعد تعرضها بشكل جنوني لقصف مركز من قوات الحكومة السورية، والآلاف من المحاصرين داخل تلك المدينة حاولوا مغادرتها بشكل جماعي.
ونقل أحد مواقع المعارضة عن شاهد عيان قوله "إن أولئك المحاصرين سُمح لهم بالمغادرة، فتوجهت أعداد منهم نحو مدينة الضمير، وآخرون نحو القطيفة،
وغيرهم نحو عدرا الصناعية، وكشف أن الحكومة تعمّدت تأمين خروج عدد من سكان عدرا مقتصرة على مؤيديها، مشيرًا إلى أنها أمّنت خروجهم بسيارات وباصات خاصة، فيما أغلقت أوتستراد دمشق -حمص في وجه باقي المغادرين".
وأوضح شاهد عيان، والذي استطاع الوصول إلى إحدى المناطق الآمنة إنهم أجبروا على السير في اتجاه مدينة ضمير مشيًا على الأقدام، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا منهم وصل معمل الإسمنت، قد أنهكم المشي الطويل في العراء.
وأكَّد أن الجيش السوري صادر بطاقاتهم الشخصية قبل أن يتركهم هائمين على وجوههم في العراء في هذا البرد القارس من دون طعام أو غطاء.
وأعلن شاهد عيان آخر للموقع الإلكتورني المعارض رافضا التلميح عن مكان وجوده خوفًا من انتقام جيش الحكومة بأن ما يقارب 10 آلاف شخص محتجزون الآن بين أيدي الحكومة في ظروف إنسانية رهيبة وجميعهم مهددون".
وأكَّد ما ذهب إليه الشاهد الأول عن قيام الجيش بمصادرة هويات النازحين جميعًا، واعتقال عدد كبير منهم.
وكشَفَ أن الجيش جمعهم داخل معمل الإسمنت ومدرسة السياقة وكازية الباز، علمًا أنهم جميعًا خرجوا من عدرا العمالية بملابسهم فقط من دون طعام أو شراب، وقد باتوا ليلتين وهذه الثالثة في العراء في هذا الطقس البارد جدًا، والذي يزداد برودة في هذه المناطق، كونها ذات مناخ صحراوي قاسٍ.
ووجَّه أهالي الغوطة الشرقية نداءات كثيرة لتأمين هؤلاء النازحين من عدرا العمالية بسبب القصف، وتهديد حياتهم محمّلين جيش الحكومة مسؤولية ما يحدث لهم بعد حملة التحريض التي يتعرض لها هؤلاء النازحون.
فيما يطرح البعض تساؤلات بشأن أسباب السماح بخروج هؤلاء بهذا الشكل من دون تأمين ملاذ آمن لهم داخل الغوطة، ويترك هؤلاء السؤال لمن يهمه الأمر.
أرسل تعليقك