بغداد ـ نجلاء الطائي
أكَّدت مصادر مُطَّلعة، السبت، أن "مُسلَّحين ينتمون إلى العشائر في الأنبار، سيطروا على معسكر المزرعة، التابعة للجيش العراقي، شرق الفلوجة، في ما قصفت مروحيات الجيش العراقي تجمعات لـ"داعش" وسط الفلوجة"، مشيرة إلى "وقوع قتلى بين مجاميعهم، في الوقت الذي قررت وزارة العدل إخلاء سجن الكاظمية شمال بغداد بالكامل، ونقل النزلاء إلى سجن الحوت
في قضاء التاجي". وأوضحت المصادر، أن "أحياء من المدينة تعرضت في الأيام الماضية إلى قصف، قيل أنه ناتج من إطلاق قذائف من معسكر المزرعة في اتجاه المدينة، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات في ما نزح آخرون"، مضيفة أن "أنباء أولية تشير إلى سيطرة المسلحين الذين ينتمون إلى العشائر على المعسكر، بعد انسحاب قوات الجيش، بسبب محاصرة المسلحين لهم، وتبادل إطلاق النار".
وأشارت مصادر حكومية عراقية مُطَّلعة، السبت، أن "مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار تعيش ارتباكًا متعمدًا من بعض الجهات؛ بغرض إظهارها بأنها تحولت إلى منطقة خطرة، وأن الجماعات المرتبطة بـ"القاعدة" سيطرت عليها بشكل تام".
وأضاف مصدر، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "المروحيات أطلقت صواريخ أجبرت عناصر "القاعدة" على الانسحاب من مناطق عدة غرب قضاء الفلوجة، وفرض سيطرة القوات الأمنية".
وأوضح المصدر، أن "تنظيم "دولة العراق الإسلامية"، الذي كان يتخذ من الصحراء قرب الحدود السورية مقرًا له، فر إلى مدن الأنبار بعد الضربات الموجعة من قبل قوات الجيش العراقي، وتضييق الخناق عليه في الصحراء"، مبينًا أن "معظم إرهابيي دولة "العراق الإسلامية في العراق والشام" أتوا عبر الحدود السورية العراقية".
وفي سياق متصل، أوضح مصدر في وزارة الداخلية، السبت، أن "وزارة العدل قررت إخلاء سجن الكاظمية شمال بغداد بالكامل، ونقل النزلاء إلى سجن الحوت في قضاء التاجي"، مبينًا أن "الإجراء يأتي بعد ورود معلومات استخبارية عن هجوم إرهابي محتمل على السجن لتهريب السجناء".
وطالب عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حامد المطلك، السبت، بـ"دعم عشائر الأنبار "لوجستيًّا" من أجل محاربة الإرهاب، وسحب قوات الجيش من المدينة".
وقال النائب عن القائمة "العراقية"، المطلك، في بيان في مؤتمر صحافي مشترك مع عدد من النواب، "ندعو القوى السياسية وزعمائها إلى أخذ مسؤوليتهم الإنسانية والوطنية والتاريخية تجاه شعبهم، وتجاه ما تتعرض له الأنبار ومدنها"، مطالبًا بـ"إيقاف القصف المدفعي على مدن الأنبار والفلوجة خصوصًا" .
كما طالب بـ"سحب الجيش من المدن، والعمل بجد وإخلاص لمعالجة التدهور الأمني الحاصل"، مضيفًا "لا يسعنا إلا أن نُكبِّر روح التلاحم والمسؤولية في أبناء عشائرنا وأهلنا في كل المحافظات، ومحافظة الأنبار خصوصًا في الحفاظ على ثوابت وطنيتنا، وحقن دماء أبنائنا".
وفي ما يخص مطالبة بعض القوى في الأنبار بتدخل الجيش، أوضح المطلك "نريد أن يكون هناك دعم لوجستي للعشائر، وعدم دخول الجيش في محافظة الأنبار".
من جهته، أكد النائب عن العراقية عبد ذياب العجيلي، أن "هناك تحركات وفتح قنوات مع بعض العشائر؛ لاتخاذ موقف تجاه ما يجري في محافظة الأنبار، والتداعيات الخطيرة تجاه العملية السياسية"، مضيفًا أن "ما يحدث يُنذر بعواقب وخيمة، لذا لابد من الوقوف بحزم لإنهاء الأزمة".
أرسل تعليقك