حلب ـ هوازن عبد السلام
سيطرت حركة "أحرار الشام" الإسلامية وجبهتا "النصرة والإسلامية" على حواجز المطحنة والبريد والمركبات والمياه وصوامع الحبوب العسكرية في مدينة الرقة شمالي سوريا، والتي كانت تابعةً لتنظيم "الدولة الإٍسلامية في العراق والشام"، بينما استمرّت الاشتباكات على حاجز الجسر القديم بين الطرفين. واندلعت ليل أمس الاحد اشتباكاتٌ عنيفة بين حركة
أحرار الشام وتنظيم الدولة الإسلامية حول مبنى المحافظة والذي يعد المقر الرئيسي للتنظيم، بينما تردّدت أنباء عن تحرير اثنين من المعتقلين لدى التنظيم هما سمر صالح ومحمد العمر. ولا زالت الاشتباكات قائمةً حتى صباح اليوم الاثنين بين التنظيم وفصائل المعارضة الأخرى في مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، في محافظة الرقة. كما ناشدت جوامع الرقة أمس عناصر تنظيم الدولة الإسلامية لـ"تسليم أنفسهم" إلى الفصائل الأخرى، وذلك بعد محاولة عناصر من التنظيم فضّ المظاهرات التي خرجت مساء أمس مندّدةً بممارساته.
إلى ذلك انضمت جبهة النصرة والجبهة الإسلامية إلى الحرب التي تخوضها الفصائل المعارضة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وذلك بعد اشتباكات عنيفة تشهدها مدينة الرقة أبرز معاقل تنظيم البغدادي
وتمكنت قوات الجبهتين (النصرة - الإسلامية) من السيطرة على مباني المطحنة والبريد والمركبات والمياه وصوامع الحبوب، في حين لا زالت الاشتباكات مستمرة عند حاجز الجسر القديم وحاجز السباهية وحاجز المشلب. وأكد ناشطون أن الصلح المزمع عقده بسعي من الشيخ عبد الله المحيسني، لم يكن إلا حبراً على ورق، والدليل على ذلك اشتغال الرقة على أيدي "داعش" قتلاً وخطفاً.
وقالت مصادر ميدانية في المدينة، إن الجبهة الإسلامية سيطرت على مبنى مطحنة الرشيد الذي يعتبر من أكبر مقرات تنظيم الدولة بالإضافة إلى مبنى بريد الدرعية، في الوقت الذي تحاصر فيه جبهة النصرة عناصر البغدادي في مبنى المحافظة وكنيسة الشهداء.
وخلال الأيام الماضية من الاشتباكات التي اندلعت في أكثر من منطقة من حلب وريفها وريف إدلب والرقة، حاولت الجبهتين الابتعاد عن المشاركة قدر الإمكان، والدعوة إلى الهدنة والصلح، على الرغم من تأكيدات الناشطين مشاركة عدد من الكتائب التابعة للجبهتين في عدة معارك. وضمن نفس السياق أصدرت الجبهة الإسلامية بياناً ردت فيه على الإشاعات التي تتحدث عن تعرض مقاتلين من الجبهة لأعراض المجاهدين المهاجرين من تنظيم الدولة.
وقالت الجبهة في بيان لها: " إن المجاهدين المهاجرين اخوتنا، دماؤهم دماؤنا وأعراضهم اعراضنا، ومن مسَّ اعراضنا بأي سوء فردُّنا عليه سيكون بالحديد والنار علماً بأنه لم تثبت لنا حتى الآن أي حالة من هذا القبيل".
وأضافت: "من تعدى على المهاجرين بغير حق أو تطاول على من لزم بيته واعتزل القتال فنحن خصمه، من دخل مقرات الجبهة الإسلامية من أي طرف معتزلاً القتال الدائر حالياً فقد أمن على نفسه مالم يكن مطلوباً بدم، فعندها يسلم للقضاء الشرعي المستقل".
من جهة أخرى، نقل ناشطون عن قياديين في جبهة النصرة قولهم، إنه تم تكليف مجموعات لحماية أسر المجاهدين في حلب، مؤكدين أن "النصرة ستعلن الحرب على كل من يؤذي اسرة مجاهد أو أنصاري، حتى لو بكلمة".
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن الجبهة الاسلامية أعلنت في بيان لها أنها تشارك في المعارك الدائرة في شمال سوريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية بعد ان اتهمت هذا التنظيم بالاعتداء عليها.
وجاء في بيان صادر عن الجبهة رداً على بيان للدولة الاسلامية اتهم القوى المناهضة لها بملاحقة "المهاجرين"، في اشارة الى المقاتلين الاجانب الذين يقاتلون في صفوفها "نحن نقاتل من بدأنا بالقتال واعتدى علينا ودفعا للصائل ممن كان سواء من الانصار ام من المهاجرين".
وتابع البيان "لا نقبل ان يختزل الجهاد بفصيل واحد"، في اشارة الى داعش "ولا نقبل من اي فصيل التكني باسم الدولة وذلك لان قيام الدولة يحتاج شروطا لقيامها وليس كلمة ملقاة".
وتابع البيان "لا نقبل هذه الفقاعة الاعلامية التي اطلقت حول المهاجرين لصرف النظر عن الاخطاء الرئيسية" التي ارتكبها تنظيم داعش.
أرسل تعليقك