بيروت ـ رياض شومان
وكأن اللبنانيين لم يكن ينقصهم واقع الحال الأمني المتدهور والمقلق الذي يعيشونه منذ اسابيع، فجاء التقرير الذي نشرته وكالة "فارس" الإيرانية الاثنين عن توقعها اسبوعين دمويين في لبنان يسبقان موعد مؤتمر جنيف2 الخاص بالازمة السورية، ليزيد المخاوف لديهم ويقض مضاجعهم وهم الذين يعيشون يومياً اضغاث هاجس السيارات المفخخة و الاغتيالات السياسية
وخصوصا سكان الضاحية الجنوبية لبيروت ، و قيادات قوى 14 آذار الذين علقوا اجتماعاتهم ، على وقع الاشاعات المتنقلة والـ"خبريات" المتداولة عن الاشتباه بسيارة مفخخة هنا او أخرى هناك.
وجاء خبر الاشتباه بسيارة في منطقة المريجة في الضاحية الجنوبية ليل الاثنين حافزا لدفع السكان الى اخلاء الشوارع و اللجوء الى المنازل. كذلك ادى صباح اليوم الثلاثاء الاشتباه بسيارة الى قطع اوتوستراد "هادي نصر الله" الذي يخترق الضاحية وهروب المواطنين وترك الخبراء أمامها للكشف عليها . اما اخطر ما تمّ تداوله، فهو الحديث عن الاشتباه بسيارة مفخخة داخل حرم الجامعة اللبنانية في منطقة الحدث شرق الضاحية ايضا. الامر الذي نفته القوى الامنية لاحقا بعدما كانت الدراسة تعطلت فيها في ظل استنفاراً للجيش بدا واضحاً في محيط الجامعة منذ الصباح.
هذه الحال من الإشاعات ستبقى تلقي بثقلها على حياة الناس بشكل كبير، خاصة وانها باتت تترافق مع توزيع لوائح باسماء وارقام السيارات المفخخة التي يتم البحث عنها. وآخر هذه اللوائح تتضمن الآتي:
"سيارة نوع غراند شيروكي اسود اللون يحمل رقم 197847
سيارة نوع غراند شيروكي رمادي اللون يحمل رقم154869
سيارة نوع تويوتا راف فور فضي اللون يحمل رقم135249
سيارة نوع جي ام سي فضي الون يحمل رقم 539222
سيارة نوع كيا رييو سوداء اللون تحمل رقم 777144
سيارة نوع رانج روفر موديل 1998لون زيتي يحمل رقم 948258
سيارة نوع مرسيدس 320".E لون لولو غامق تحمل رقم525605.
الا أن مصدراً امنياً نفى مضمون اللائحة المتداولة التي تحمل ارقام السيارات، ونفى كذلك ان تكون "شعبة المعلومات" مصدر تسريبها كما اشيع، مشيراً الى ان غرفا سوداء باتت مختصة بفبركة ما يزيد من هلع الناس، داعياً المواطنين الى الاخذ فقط بما يصدر بشكل رسمي عن قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني. علماً ان اشاعة سيارة المريجة مساء امس، ارفقت بتحذير كاذب منسوب الى الجيش يدعو المواطنين الى التزام منازلهم.
يذكر أن وكالة "فارس" الايرانية كانت حذرت في تقرير لها أمس الاثنين من ان "أمام لبنان اسبوعين حافلين بالخطورة إلى حين موعد انعقاد مؤتمر "جنيف 2" في شأن الأزمة السورية، نظرا لما لهذه القضية من انعكاسات وتاثيرات كبيرة على لبنان، واعتبرت أنه "ليس من العبث القول ان الساحة اللبنانية يمكن ان تكون مسرحا لاحداث دموية ومواجهات ودخول عناصر انتحارية، وقد كانت الشرارة الاولى لهذه المرحلة قد انطلقت بالتفجير الارهابي الذي وقع امام السفارة الايرانية في بيروت".
كذلك يشار الى التحذيرات التي صدرت عن السفارة الاميركية في بيروت و الخارجية السعودية وعاصم خليجية أخرى من مخاطر السفر و التنقل في لبنان ، ودعت رعاياها الى مغادرته او عدم التجول في الاسواق و المناطق المكتظة.
أرسل تعليقك