بغداد- نجلاء الطائي
أكدّت مصادر حكومية عراقية، الثلاثاء، إن "اشتباكات مسلحة اندلعت بين قوات الجيش المدعومة بالطيران الحربي ومسلحين يعتقد أنهم من رجال العشائر (جنوب الفلوجة)، فيما لم يتضح اذا كان رجال العشائر يساندون مسلحي "القاعدة" أو يقاتلون للحيلولة دون دخول قوات الجيش لمركز المدينة فقط، في حين ترفض عشائر الأنبار دخول الجيش
إلى مراكز المدن، وتخوض معارك إلى جانب أجهزة الأمن المحلية لطرد مسلحين مرتبطين بـ"القاعدة" من مدينة الفلوجة، فيما دعا رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، خلال لقائه السفير الإيراني إلى أن يكون الحل السياسي مرافقا للحل العسكري في الأنبار، وألا يكون خيار اقتحام المدن هو الخيار الأوحد، هذا و كشف وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي، عن عدم إمكانية شن القوات المسلحة هجوماً على مدينة الفلوجة في الأنبار في الوقت الحالي.
قالت مصادر حكومية عراقية، الثلاثاء، إن "اشتباكات مسلحة اندلعت بين قوات الجيش المدعومة بالطيران الحربي، ومسلحين يعتقد أنهم من رجال العشائر جنوب مدينة الفلوجة".
وكانت أنباء قد اشارت إلى مساندة بعض العشائر الساخطة على الحكومة لعناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام منذ سيطرتها على الفلوجة قبل أسبوع.
وقال مصدر رفض الكشف عن اسمه في حديث صحافي، إن "اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت بين قوات الجيش القادمة من بلدة المسيب ومسلحين يعتقد بأنهم من رجال العشائر عند طريق عامرية الفلوجة بالقرب من منطقة الحبانية السياحية".
وأضاف إن "الانباء تشير إلى احراق 4 آليات عسكرية تابعة للجيش العراقي، وهذا ما دفع الطيران العراقي لفتح النار وتمشيط المنطقة"، فيما لم يتضح على الفور فيما اذا كان رجال العشائر يساندون مسلحي "القاعدة" أو يقاتلون للحيلولة دون دخول قوات الجيش لمركز المدينة فقط.
وفي السياق ذاته ،قال مكتب النجيفي في بيان صحافي، إن "ذلك جاء خلال استقبال النجيفي في مكتبه الرسمي، الثلاثاء، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى العراق سعادة حسن دانائي فر، وبحث الطرفان المشهد الأمني والسياسي في العراق والمنطقة وتداعيات أزمة محافظة الأنبار".
ودعا النجيفي خلال اللقاء إلى "ضرورة الوقف الفوري لعمليات القصف المدفعي العشوائي والتي تقوي جذور التنظيمات المتشددة، وأن يكون الحل السياسي مرافقا للحل العسكري، على ان لا يكون خيار اقتحام المدن بشكل غير مدروس الخيار الأوحد لأنه سيؤدي إلى زيادة عدد الضحايا الأبرياء وهجرة سكان هذه المناطق".
وأكد النجيفي أيضا على "أهمية اعطاء دور كبير للشرطة المحلية والعشائر وتسليحهم بطريقة تفوق تسليح المنظمات الارهابية، ومنح المحافظات صلاحيات أداريه وأمنية اوسع وفقا لقانون المحافظات الغير منتظمة في اقليم مع ضرورة خلق حالة التوازن في القوات المسلحة".
فيما أشاد الطرفان خلال اللقاء بـ"دور العشائر الأنبارية في مقارعة التنظيمات المسلحة الإرهابية باعتبارها العدو الاول للشعوب الامنة المستقرة".
من جانبه ،أعلن وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي، الثلاثاء، عن عدم امكانية شن القوات المسلحة هجوماً على مدينة الفلوجة بالانبار في الوقت الحالي.
وقال الدليمي في تصريحات صحافية اطلع عليها "العرب اليوم"، إن "الهجوم على الفلوجة غير ممكن في الوقت الحالي بسبب مخاطر وقوع ضحايا مدنيين".
وأفاد مصدر في شرطة محافظة الانبار، الثلاثاء، بأن مروحيات الجيش قصفت مناطق سكنية وقرى ريفية شرقي الرمادي( 100 كيلو متر غرب بغداد)، دون معرفة حجم الضحايا البشرية .
وأكد المصدر إن "مروحيتين عسكريتين قصفتا، مساء الثلاثاء، بالصواريخ ونيران مدافعها الرشاشة، مناطق سكنية وقرى ريفية في منطقتي البوبالي وجزيرة الخالدية، شرقي الرمادي، دون معرفة حجم الضحايا البشرية".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن "سيارات الشرطة والاسعاف الفوري هرعت إلى مكان وقوع الصواريخ لنقل الجرحى إلى المستشفى مع اخماد الحرائق التي اشتعلت في بعض المناطق التي تم استهدافها".
يشار إلى أن منطقتي جزيرة الخالدية والبوبالي، (20 كيلو متر شرقي الرمادي)، تعد من اهم المناطق الزراعية والريفية وتقطنها عشائر البو خليفة والبو عبيد والبو هزيم التي عرفت بمساندة القوات العراقية وملاحقة المطلوبين في السنوات الماضية.
وأفاد مصدر أمني، الثلاثاء، بأن قطعات الجيش العراقي تمكنت من السيطرة على منطقة الكرمة التابعة لقضاء الفلوجة، وتمكنت من طرد مسلحي "داعش".
وقال المصدر، إن "قوات الجيش تمكنت من فرض سيطرتها على قضاء الكرمة شرقي مدينة الفلوجة وطرد مسلحي "داعش" من القضاء"
هذا وافاد شهود عيان ان "مسلحي "داعش" يسيطرون على قرية كرطان في جزيرة الخالدية، فيما قصف طيران الجيش مواقعهم التي تحصنوا بها".
وأعلنت اللجنة الامنية لشمال بابل، الثلاثاء، أن الفرقة الذهبية وقوات مشتركة تساندها طائرات عسكرية نفذت "عملية نوعية كبرى" في مناطق شمال بابل، واكدت أن العملية تهدف "للقضاء على اعضاء "داعش" ممن هربوا من مناطق الانبار"، فيما أشار إلى أن هذه العناصر "مسؤولة عن قتل وتهجير المواطنين وتفخيخ الدور وتهديد الصحوات".
وقال رئيس اللجنة الأمنية لشمال بابل في مجلس المحافظة ثامر ذيبان في بيان تلقى "العرب اليوم "نسخة منه ،إن "الفرقة الذهبية والجيش العراقي والشرطة الاتحادية وطيران الجيش والشرطة المحلية واجهزة الاستخبارات نفذت، في تمام الساعة العاشرة من صباح الثلاثاء، عملية نوعية كبرى في شمال بابل".
وأضاف ذيبان إن "العملية الامنية تهدف إلى القضاء على اعضاء تنظيم "داعش" والعناصر المتطرفة الذين هربوا من مناطق الأنبار جراء الضربات القوية التي تقوم بها قواتنا المسلحة"، مشيرا إلى أن "تلك العناصر اتخذت من بعض مناطق الفارسية والبحيرات والفاضلية وصنديج والبهبهان، شمال بابل، أماكن لتنفيذ عملياتهم المسلحة في تلك المناطق بقتل الابرياء وتهجير السكان وتفخيخ الدور وتهديد الصحوات".
وأكد رئيس اللجنة الأمنية أن "آخر العمليات المتطرفة التي نفذتها هذه العناصر هي استهداف مركز شرطة جرف الصخر بسبعة قذائف هاون، مساء امس الاثنين"، لافتا إلى أنها "سقطت على المنازل القريبة وادت إلى جرح خمسة اطفال ونساء".
وأعلن مجلس واسط، الثلاثاء، عن عزمه التحقيق في كيفية إرسال فوج الطوارئ الثاني (قوة الفهد) إلى الأنبار من دون أخذ رأي الحكومة المحلية، وفي حين بين أن أفراد تلك القوة من "كبار السن وغير مهيئين للقتال وتجهيزاتهم ناقصة"، استغرب من إبقائها هناك من "دون أي مسوغ"، برغم تكبدها "خسائر كبيرة" واستغاثتها للعودة للمحافظة، (180 كم جنوب العاصمة بغداد).
كما قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة واسط، صاحب عويد الجليباوي، خلال الجلسة الاعتيادية للمجلس، إن "محور الجلسة تمثل بمناقشة أسباب إرسال فوج طوارئ واسط الثاني، قوة الفهد، إلى محافظة الأنبار دون أخذ موافقة الحكومة المحلية، أو أخذ رأيها".
وأضاف الجليباوي، إن "المجلس شكل لجنة للتحقيق في الأمر ومعرفة الأسباب التي أدت إلى إرسال تلك القوة بالذات، التي غالبية أفرادها من كبار السن، وتجهيزاتها ناقصة أو معدومة، مما أدى إلى وقوعها في مأزق حقيقي وتكبدها تضحيات كبيرة جداً"، مشيراً إلى أن "القيادات الأمنية في المحافظة لم تكشف للحكومة المحلية حجم الخسائر التي لحقت بتلك القوة، لكن المؤشرات المتوافرة لدى المجلس تؤكد مقتل ستة من أفرادها بينهم ضابط برتبة نقيب، وجرح أكثر من 30 آخرين، مع عدد غير قليل من المفقودين وحرق أو نهب 13 من عجلاتها".
وأوضح رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة واسط، أن "المجلس قدم 4 كتب لاستجواب القادة الأمنيين المحليين كونهم يتحملون بالكامل ما حصل من انتكاسة كبيرة لقوات شرطة المحافظة في الأنبار، فضلاً عن الخروق الأمنية المتكررة في واسط"، مبيناً أن "فوج طوارئ واسط المتواجد حالياً في الأنبار وجه نداء استغاثة إلى الحكومة المحلية لسحبه من هناك وإرجاعه إلى واسط مثلما حصل للأفواج التي أرسلتها المحافظات الأخرى التي أعيدت إلى محافظاتها".وتساءل الجليباوي، "لا نعرف السر من بقاء فوج طوارئ واسط الثاني، في الأنبار من دون أي مسوغ؟".
أرسل تعليقك