تونس تغّرق في العنّف واستقالة الحكومة تفّشل في تهدئة الأوضاع
آخر تحديث GMT00:10:31
 العرب اليوم -

المتحدث العسكري السابق يكشف تداعيات حظر "أنصار الشريعة"

تونس تغّرق في العنّف واستقالة الحكومة تفّشل في تهدئة الأوضاع

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تونس تغّرق في العنّف واستقالة الحكومة تفّشل في تهدئة الأوضاع

المتحدث الأسبق باسم الجيش التونسي مختار بن نصر
تونس ـ أزهار الجربوعي

أكّد المتحدث الأسبق باسم الجيش التونسي مختار بن نصر أنَّ قرار واشنطن تصنيف تنظيم "أنصار الشريعة" في تونس وليببا في خانة "الإرهاب الدولي"، ينطوي على تبعات أمنية وسياسية وقانونية، محذرًا من ردود الفعل "الانتقامية" لهذا التنظيم، يأتي ذلك فيما تعيش الشوارع التونسية على صفيح ساخن من العنف، وسط استمرار المواجهات، ومحاولات اقتحام مراكز الأمن والشرطة، على الرغم من استقالة رئيس الحكومة علي العريض، وتكليف مهدي جمعة بتشكيل حكومة غير حزبية، حيث فشل التغيير الحكومي في تهدئة الأوضاع الأمنية، والاجتماعية، المحتقنة منذ أكثر من أسبوع.
وأوضح العميد مختار بن نصر، في حديث إلى "العرب اليوم"، أنَّ "القرار الأميركي يتيح للكونغرس تقديم دعم مباشر لتونس، لوجستي ومالي، في مقاومة الإرهاب"، مشيرًا إلى أنَّ "الولايات المتحدة لا يمكنها تقديم دعم لتونس على هذا الصعيد، إلا من بعد قرار رسمي بحظر أنصار الشريعة، وتصنيفه في خندق التنظيمات الإرهابية الدولية".
واعتبر المتحدث الأسبق باسم الجيش التونسي أنَّ "قرار حظر أنصار الشريعة دوليًا ينطوي على تبعات سياسية وقانونية إلزامية على الدول، وحتى بالنسبة للأمم المتحدة، وهو ما يجعل كل دولة تتعاطى بجدية مع قرار منع تنظيم محظور من الحركة، والتمويل، والتنظم، وهو ما سيشكل دعمًا كبيرًا لتونس، في إطار ردع التطرف والإرهاب"، حسب تعبيره.
وحذّر بن نصر مما وصفه بـ"ردود الفعل الانتقامية لتنظيم أنصار الشريعة"، مؤكدًا أنَّ "قوات الأمن والجيش في وضع استنفار كلي، بغية التصدي لأيَّة هجمات محتملة"، مشيرًا إلى أنَّ "الاضطرابات الأمنية والاجتماعية التي تعيشها تونس، من اعتداء على مقرات الشرطة ومؤسسات الدولة وحرق، يقف وراءها جزء من التنظيم المحظور، الذي يسعى للتخريب، وبث العنف والفوضى".
واعتبر مختار بن نصر أنَّ "قرار تصنيف أنصار الشريعة كتنظيم إرهابي دولي، من طرف واشنطن، بعد 6 أشهر من قرار مماثل اتخذته الحكومة التونسية، يؤكّد أنَّ الولايات المتحدة، ومصالحها، قد أحاطت بجميع الإثباتات والقرائن التي تؤكد خطورة هذا التنظيم، وتورطه في أعمال إرهابية"، مشدّدًا على أنَّ "واشنطن تراعي مصالحها بالدرجة الأولى، وما يهمها قبل كل شيء تأمين مواطنيها، الذين تعرضوا للخطر من طرف أنصار الشريعة، سواء في الهجوم على السفارة الأميركية لدى تونس أو ليبيا"، نافيًا أنَّ "يحمل القرار تبعات بشأن التدخل في السيادة التونسية، وأنه يهدف للتغلب على ظاهرة الإرهاب".

ميدانيًا، فشلت استقالة حكومة ائتلاف "الترويكا" الحاكم، الذي يسيطر على غالبيته حزب "النهضة" الإسلامي، في تهدئة الأوضاع، خلافًا لما توقعه مراقبون، حيث استمر العنف والمواجهات في الشوارع والمدن التونسية، لاسيما عند النقاط الحدودية، على غرار سيدي بوزيد، والقصرين، ومنطقة حي التضامن في العاصمة، التي تعتبر معقل التيار السلفي المتشدّد، ومركزًا لتفشي الجريمة والعنف، وقد تصدّت قوات الأمن لمحاولة اقتحام مركز أمن في مدينة المرسي، من طرف أكثر من 150 شخصًا، كما تحركت التعزيزات الأمنية إلى المكان لحماية المركز.

وفي محافظة سوسة (200 كيلومتر وسط البلاد)،استعملت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، في تفريق مسيرة للعشرات من المنتمين لتيار "أنصار الشريعة"، الذين أعربوا عن رفضهم لحظر التنظيم، وتصنيفه في خانة "الإرهاب الدولي"، متهمين الحكومة بـ"موالاة الغرب في حربه على الإسلام".
واستغل عدد من المجموعات المنحرفة توتر الوضع الأمن، في الحرق والنهب والسرقة، حيث سجّلت قوات الأمن حرق العديد من مقرات دوائر تحصيل الضرائب، والبنوك، في العاصمة وضواحيها القريبة، وهو ما اضطر الأمن لاستعمال الرصاص المطاطي لتفريق المحتجين، بغية الرد على الحجارة والزجاجات الحارقة، وحرق العجلات المطاطية، فيما أكّدت وزارة الداخلية اعتقال 25 شخصًا في منطقة حى التضامن، إثر مواجهات ليلية مع قوات الأمن.

ويخشى التونسيون من أنّ تغرق بلادهم مجدّدًا في أتون العنف، رغم أنها بدأت بإحراز تقدم على الصعيد السياسي، لاسيما في إطار المصادقة على الدستور، واستقالة حكومة الائتلاف الحاكم، واقتراب تحديد موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، إلا أنَّ الوضع الأمني ينذر بتطورات خطيرة، لاسيما إثر قرار واشنطن المذكور، وهو ما صعّد المخاوف من تكرار سيناريو اغتيال سياسي جديد في البلاد، يقضي على حلم الثورة والديمقراطية الناشئة في تونس، التي تكافح لإنجاح نموذج "الربيع العربي"، الذي مُني بهزائم في دول أخرى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس تغّرق في العنّف واستقالة الحكومة تفّشل في تهدئة الأوضاع تونس تغّرق في العنّف واستقالة الحكومة تفّشل في تهدئة الأوضاع



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab