بيروت - رياض شومان
استفاق اللاجئون السوريون في بلدة عرسال السنية البقاعية ، على إنذار بإغلاق محلاتهم وعدم التجول في المنطقة تحت طائلة المسؤولية. وجاء التحذير في بيان مشبوه وقع باسم "شباب عرسال" أعربوا فيه عن سخطهم من أزمة النازحين في البلدة.
وقال بيان "شباب عرسال" : "لقد طفح الكيل، وأصبحنا بلا شغل ولا مشغلة، والغريب يجب أن يكون أديبا،
لذلك نمهلكم 48 ساعة لإغلاق جميع المؤسسات من دون استثناء وإخلائها ومنع تجول السيارات والدراجات النارية لأي سبب كان، وكل من يضبط بعد توزيع هذا البيان ويخرق تحذيراته يصبح هدفا مشروعا لشباب عرسال". وفي حين لم يعلن عن هوية هؤلاء الشباب، عدَّ رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، أن من يقفون وراء هذا البيان يريدون اللعب على وتر الفتنة لخدمة النظام السوري و"حزب الله".
أما نائب رئيس البلدية أحمد الفليطي فقد نفى علمه بالجهة التي تقف وراء هذا البيان، مشيرا إلى أن المشكلة التي تعاني منها المنطقة وأهلها لا تقتصر على منافسة السوريين للأهالي في أشغالهم، إنما المشكلة أكبر من ذلك بكثير.
وأوضح أن "من شأن البلدية أن تنظم أزمة العمل هذه، لكن هناك أمورا أخرى أصبحت فوق قدرة البلدة وأهلها والبلدية على التحمل، وتتطلب تدخلا سريعا من الدولة اللبنانية ووزرائها، التي لم تنأ بنفسها عن الأزمة السورية إلا في قضية اللاجئين".
وتطرق الفليطي إلى أزمة أساسية أمنية في عرسال وفق قوله، متمنيا تدخل الدولة لإيجاد حل له، لا سيما في ظل الاتهامات المستمرة التي تطلق من هنا وهناك باتجاه أبناء المنطقة، وبأن عرسال تؤوي "إرهابيين".
وقال: "فلتمارس الدولة دورها لناحية تنظيم قضية اللاجئين الذين قد يكون بينهم معارضون للنظام كما موالون له، والتي تتطلب بلا شك تدخل كل الوزارات على اختلاف الصعد".
وأشار الفليطي إلى أن الحكومة اللبنانية بكل وزاراتها التي يفترض أن تكون معنية في هذه القضية، لم تتخذ أي خطوة عملية، باستثناء وزارة الشؤون الاجتماعية، التي تدخلت فقط بعد اشتداد معارك القلمون وتدفق الهاربين من مناطقها، وذلك، بمساعدة مفوضية شؤون اللاجئين، بإقامة مخيم شرعي وحيد، عبارة عن 70 خيمة، لـ3850 عائلة، مشيراً الى أن
الواقع على الأرض ينبئ بكارثة بيئية إنسانية، فهناك 75 ألف لاجئ سوري يعيشون اليوم في عرسال، في هذه المنطقة المنسية أساسا، والتي يبلغ عدد سكانها 35 ألفا. كل شيء بات بالنسبة إلينا مضاعفا ويحتاج إلى تنظيم، من النفايات إلى الصرف الصحي والكهرباء والماء والمواد الغذائية وغيرها، مع العلم بأن آخر إحصاء لمفوضية شؤون اللاجئين الذي صدر أمس، أشار إلى أن عدد النازحين السوريين إلى لبنان، وصل إلى 868 ألفا و224 شخصا. نحو 250 ألفا منهم في شمال لبنان، و285 ألفا في البقاع.
وكما بات معروفا، فإن عرسال تحمل العبء الأكبر من هذه الأزمة، بإيوائها العدد الأكبر من العائلات، وإن أبناءها أعلنوا منذ البداية وقوفهم إلى جانب الثورة والشعب السوري، الأمر الذي أدى في أحيان كثيرة إلى اتهامها بإيواء "الإرهابيين والمتطرفين"، وباستهدافها من قبل طيران النظام السوري.
أرسل تعليقك